تونسيون يدعمون قافلة الصمود: فك الحصار واجب

12
تونسيون يدعمون قافلة الصمود: فك الحصار واجب
تونسيون يدعمون قافلة الصمود: فك الحصار واجب

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. عبر متظاهرون تونسيون خلال وقفة تضامنية أمام المسرح البلدي بالعاصمة، مساء السبت، عن دعمهم الواسع لقافلة الصمود المغاربية التي تهدف لكسر الحصار عن قطاع غزة، وذلك أعقاب توقفها على أبواب مدينة سرت، ورفض سلطات شرق لبيبا تقدمها نحو الحدود الليبية-المصرية.

ودعت إلى هذه الوقفة التضامنية، جمعية أنصار فلسطين بتونس (مستقلة) تحت شعار “غزة تستنصركم.. وقفة دعم للحراك العالمي لكسر الحصار عن غزة”.

وردد المتظاهرون شعارات داعمة لقافلة الصمود مثل” فك الحصار واجب”، المقاومة المقاومة، لا صلح ولا مساومة”، لا تراجع ولا استسلام، من تونس شهداء بالملايين إلى غزة ذاهبين.”

كما انتقد المتظاهرون الصمت الحكومي إزاء ما تتعرض له القافلة من عملية حصار ممنهجة وفق ما ذكره منظمو القافلة على صفحتهم الرسمية على فيس بوك.

وطالب المتظاهرون بضرورة فتح الطريق أمام قافلة الصمود باتجاه مدينة رفح لكسر الحصار عن قطاع غزة، وهتفوا: “يا للعار وقافلتنا في حصار”، و”قافلة شعبية واجب”، و”كسر الحصار واجب”، و”فتح المعابر والحدود واجب”، و”وقف العدوان الإسرائيلي واجب”.

وقال متظاهر لـ”أفريقيا برس” رفض الإفصاح عن اسمه” أين الحكومة التونسية مما تتعرض له القافلة في مدينة سرت من حصار وتجويع، ماذا تنتظر حتى تقوم بإنقاذ مواطنين تونسيين يتعرضون للهرسلة أمام مرأى العالم.”

وأعلن منظمو قافلة الصمود، أن قوات من الأمن والجيش الليبي أوقفت سير القافلة عند مدخل سرت، الخاضعة لسيطرة قوات الشرق بقيادة خليفة حفتر، بانتظار موافقة حكومة بنغازي “مقر الحكومة” على المرور. في حين قالت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، إنها تسمح للأجانب بدخول أراضيها بشرط حصولهم على “الإجراءات القانونية الكاملة المنظمة لحركة العبور والمتوافقة مع القوانين الليبية.”

وكشف بيان لقافلة الصمود على صفحة تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس، المنظم الأساسي للقافلة، على فيسبوك، السبت، بأن القافلة “تتعرض لعملية حصار ممنهجة وصلت حد التجويع قبالة بوابة مدينة سرت”.

وقال وائل نوار المتحدث الرسمي باسم القافلة في فيديو نشرته الصفحة الرسمية للتنسيقية” لقد وقع اختطافي والاعتداء علي بالعنف الشديد وسرقة أموالي من طرف عناصر أمن سلطات حكومة الشرق الليبية، وذلك على مشارف مدينة سرت.”

وأضاف “نعود الآن إلى بداية المنطقة بين سرت ومصراتة لكي نتمكن من التواصل، سنجرد قائمة بالموقوفين والمفقودين ونحاول إيجاد بعضنا والتجمع في مكان، وإعادة نصب المخيم ثم سيكون لنا نقطة إعلامية.”

كما كشف منظمو القافلة بأن” الوضعية الإنسانية للقافلة حرجة، وهناك تزايد في عدد المختفين والمحتجزين”.

ولفت أيمن الذيب، الناشط المدني وأحد المشاركين بالقافلة الموجودين حاليا بليبيا في حديثه مع “أفريقيا برس” أنه “رغم ما تعرضنا له من هرسلة وتضييق، إلا أن القافلة أثبتت أنها قادرة على فعل أي شيء لأجل دعم أهلنا في غزة.”

وعلق بالقول”على الشعوب العربية التحرك حتى يكون هناك قوافل عربية من الشرق والمغرب لأجل نصرة إخواننا في فلسطين.”

ويتوقع محللون ومتابعون أن قافلة الصمود ستجبر على العودة إلى تونس في ظل ما تعرضت له من عنف وتضييق لأجل الضغط عليها ومنع تقدمها نحو الحدود المصرية.

ويشير الكاتب والمحلل السياسي خالد كرونة في حديثه مع “أفريقيا برس” أنه “ليس أمام القافلة سوى العودة ومحاولة استعادة المحتجزين.”

ورأى أن “الهدف السياسي والدعائي من القافلة تحقق، الآن سيكون حفتر ومحوره الإقليمي والنظام المصري في مرمى الانتقاد والتخوين.”

ويتسق رأي كرونة مع رأي الصحفي والمحلل السياسي وسام حمدي الذي يتوقع في حديثه مع “أفريقيا برس” بأن “يكون مآل قافلة الصمود هي العودة إلى تونس بالنظر للعديد من العوامل أولها البيانات الصادرة عن الخارجية المصرية، وكذلك عن قيادة شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر.”

وتابع “كل الأمور تشي بأن هذه القافلة ستعود إلى تونس، وفي الواقع محزن جدا مشهد القافلة في صحراء سرت والمشاركون فيها دون طعام أو انترنت، وهو مشهد لا يخدم القضية الفلسطينية، بل يخدم الكيان الصهيوني.”

وأعرب عن “أمله في أن تتدخل وزارات الخارجية بكل من تونس والجزائر لحل هذه المسألة خاصة بعد ما تعرضت له القافلة من عنف.” وفي تقديره يجب أن “يكون موقف الدبلوماسية التونسية واضحا، كما يجب أن يتكلم الرئيس قيس سعيد الذي يصرح دائما عن حرب التحرير، لكن لم نسمع له صوتا إلى حد الآن.” وفق تعبيره.

ويعتقد متابعون أن توتر الأوضاع بالشرق الأوسط في ظل استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل يعيق تقدم القافلة نحو معبر رفح، حيث ستجد السلطات المصرية في هذه التطورات ذريعة لمنع تقدمها بهدف حماية أمنها القومي من المخاطر والتهديات القائمة.

ورغم مساعي الحكومة المصرية إحباط تقدم القافلة، إلا أن القافلة نجحت في كسر الصمت وأحيت القضية الفلسطينية من جديد في الوجدان العربي.

ويلاحظ الناشط الحقوقي أحمد القلعي في حديثه مع”أفريقيا برس” عن” وجود عدة مؤشرات تؤدي إلى احتمال عودة القافلة، منها انه بعد جلسة دامت ساعات بين وقد حكومي عن الشرق ووفد عن القافلة، تعرض الناطق الرسمي وائل نوار إلى العنف والسطو على أمواله من طرف قوات أمن تابعة لسلطات حفتر، كما تعرض أعضاء القافلة منذ ثلاثة أيام إلى شتى أنواع للتنكيل وقطع الاتصالات، رغم دافعية أعضاء القافلة وسخائهم النضالي، لأنهم لا يستطيعون مواجهة نظامين يضعان مصالحهما الجغرسياسية فوق كل اعتبار.”

واستنتج أن “اشتعال فتيل الحرب في المنطقة بين الكيان الصهيوني وإيران قد يوفر لنظام مصر ومن ورائه حفتر ذرائع أخرى بإيقاف مسار القافلة”. مستدركا” مع ذلك، اعتبر أن القافلة أدت واجبها وبلغت أهدافها.”

وصباح الاثنين، انطلقت قافلة الصمود المغاربية من تونس العاصمة، متجهة إلى غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، وذلك بمشاركة مئات الناشطين.

وتضم القافلة أكثر من 1500 ناشط من الدول المغاربية ضمن تحرك شعبي تضامني لدعم الفلسطينيين المحاصرين في غزة.

وتتوجه القافلة نحو مدينة العريش المصرية على أمل السماح لها بالتوجه إلى مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة المحاصر إسرائيليا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here