أفريقيا برس – تونس. أشاد رئيس الجمهورية قيس سعيّد، خلال لقائه ظهر اليوم الخميس بقصر قرطاج، بريتنو مرصودي، وزيرة الخارجية الإندونيسية، بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع تونس بأندونيسيا، مشيرا إلى حرص تونس على مزيد تدعيم هذه الروابط وتنويعها لا سيّما في ظلّ ما يجمع البلدين من قواسم مشتركة وما يتوفر لهما من آفاق واعدة في قطاعات اقتصادية هامة على غرار الفسفاط، فضلا عن فرص التعاون والتبادل الأخرى في المجالات الثقافية والعلمية.
كما أكّد رئيس الدولة، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية ، على أهمية تحيين الإطار القانوني المنظم للعلاقات التونسية الأندونيسية وتطويره بما يساعد على إعطاء دفع أقوى للتعاون الثنائي.
وشدّد على تمسّك تونس بموقفها الثابت نصرة للحق الفلسطيني ووقوفها الدائم في صفّ الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الوحشية التي تطاله وفي نضاله الباسل لاسترداد حقوقه كاملة وإقامة دولته المستقلة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
ومن جانبها، نقلت ريتنو مرصودي رسالة دعوة موجّهة إلى رئيس الجمهورية من قبل الرئيس الأندونيسي لزيارة جاكرتا. وقد رحّب رئيس الدولة بهذه الدعوة.
وأشارت وزيرة الخارجية الأندونيسية إلى ارتياح بلادها لمستوى علاقات التعاون والتشاور والتنسيق التي تجمعها بتونس، مؤكّدة على حرص أندونيسيا على مزيد تطوير هذه الروابط المتينة لا سيما في المجالات ذات الاهتمام المشترك ومن بينها التبادل التجاري وتصدير الفسفاط وتمكين المرأة والدفاع.
ووفق مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية برئاسة الجمهورية ، قالت الوزيرة الأندونيسية ” ان اللقاء تطرق للمجالين الاقتصادي وفي مجال الدفاع بين البلدين، اذ سنحاول الامضاء على الاتفاقية التي تخص مضاعفة الصادرات التونسية من الفسفاط الى أندونيسيا، اضافة الى التزام أندونيسيا بتوفير قطاع الغيار لطائرات ال أف 5 لتونس” وهو ما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكدت موقف أندونيسيا الداعي الى وجوب وقف اطلاق النار في الأراضي الفلسطينية والضغط على اسرائيل من أجل وقف الانتهاكات التي تقوم بها، الى جانب العمل على ايجاد حل للصراع على أساس اقامة دولتين.
وهذه الزيارة هي الثانية التي تؤديها ريتنو مرصودي لتونس منذ تعيينها على رأس الدبلوماسية الإندونيسية سنة 2014، حيث كانت قامت بزيارة عمل سنة 2017 على رأس وفد بلادها في أشغال اللجنة المشتركة.
ومن المزمع أن يتم خلال سنة 2024 عقد اجتماع الدورة الحادية عشر للجنة المشتركة بجاكرتا وعقد الدورة الثانية للمشاورات الثنائية.
ووفق ذات المصدر، من المنتظر أن يوقع الجانبان على اتفاقية التجارة التفاضلية وتفعيل مجلس الأعمال التونسي الاندونيسي، وذلك حرصا على تشجيع المبادلات التجارية البينية.
وبلغت قيمة الصادرات التونسية إلى اندونيسيا خلال التسعة أشهر الأولى لسنة 2023 حوالي 137 مليون دينار (تمور، حمضيات، منتجات ميكانيكية وأسمدة كيماوية وفسفاط)، في حين ارتفعت الواردات إلى 343 مليون دينار (قطع غيار، أجهزة الكترونية ، زيت النخيل، زيت جوز الهند).
ويسعى البلدان الى تطوير التعاون الثنائي في المجالات الأمنية والدفاعية وتعزيز التبادل الطلابي، إذ تخصص تونس 50 منحة للطلبة الاندونسيين الراغبين في مواصلة دراساتهم الجامعية في المؤسسات التونسية، لاسيما جامعة الزيتونة، ومن المنتظر أن تتم مضاعفة عدد المقاعد المخصصة للطلبة الأندونسيين ليبلغ 100 مقعد.
وتأتي هذه الزيارة، وفق الخارجية، في إطار دفع العلاقات العريقة والمتينة بين البلدين، التي تعود جذورها إلى حقبة ما قبل الاستقلال من خلال توافق رؤى البلدين ضمن حركة دول عدم الانحياز، التي تعززت بتواتر زيارات الرؤساء الأندونيسيين السابقين الى تونس (الرئيس سوكارنو سنة 1964، الرئيس سوهارتو سنة 1993 والرئيسة ميجاواتي سوكارنو بوتري سنة 2003).
وتكريسا لسنة التشاور بين البلدين، وقّع البلدان في شهر سبتمبر 2018 على آلية التشاور الثنائي، حيث انعقدت الدورة الأولى للمشاورات الثنائية على مستوى المديرين العامين بوزارتي الشؤون الخارجية بتونس في شهر سبتمبر 2019.
ويتبنى البلدان نفس المواقف المبدئية والثابتة في نصرة القضية الفلسطينية وإدانة الاحتلال الاسرائيلي ورفض التطبيع.
ويشار في هذا الصدد إلى أن وزيرة الخارجية الاندونيسية هي عضو فاعل في اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المنعقدة بالرياض المكلفة بالتحرك على المستوى الدولي لوقف العدوان على غزة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس