أفريقيا برس – تونس. أثار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون جدلاً في تونس بعد حديثه عن “مشاركة” بلاده في الحوار الوطني التونسي، وهو ما اعتبره البعض محاولة جديدة من الجزائر للتدخل في شؤون البلاد.
وقال تبّون في مقابلة مع “الجزيرة بودكاست”: “نحن نبغي الاستقرار لتونس، ونحاول (أن) نشارك في الحوار (السياسي التونسي) بلطف كأشقاء ودون تدخل” لصالح طرف، بهدف لم الفرقاء. وأي خطوة نخطوها (في هذا الاتجاه) تكون بعلم الرئيس واتحاد الشغل”.
وأكد أهمية تونس للجزائر بقوله “تونس امتداد أمني للجزائر والجزائر امتداد أمني لتونس”.
وأثار تصريح تبّون موجة من الجدل في تونس، حيث طالب المحلل السياسي إبراهيم الوسلاتي وزارة الخارجية بإصدار بيان يدعو الجزائر لعدم التدخل في الشأن التونسي.
وكتب على صفحته في موقع فيسبوك “لا تكاد تمرّ مناسبة دون أن يجدّد رئيس الجمهورية قيس سعيد رفضه لأي تدخل في الشؤون التونسية، كما أن وزارة الخارجية بادرت في الأيام الأخيرة بنشر بيانات للرد على تصريحات بعض الدول والمنظمات التي يستشفّ منها تدخل أو مغالطات حول الأوضاع في تونس، ووصلت إلى حد استدعاء نائبة السفير الأمريكي في وقت سابق للاحتجاج على تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين”.
وأضاف “لذلك -كمواطن تونسي يرفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلده- أنتظر رداً أو توضيحاً من السلطات التونسية حول تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون”.
وتابع بقوله “لا تقولوا لي إنّ الجزائر بلد شقيق وإنّ أمن تونس من أمن الجزائر وتلك اللغة الدبلوماسية الممجوجة، فالضربة لا تأتي غالباً إلا من الأشقاء، ولنا في العراق وسوريا أسوأ مثال، مع الأسف. فالعلاقات بين الدول هي مصالح (ولا غير المصالح)، وبقدر حاجة تونس إلى الجزائر بقدر حاجة الجزائر إلى تونس”.
وكتب مسعود الرمضاني الرئيس السابق لمنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية “تصريحات سعيّد أمس بشأن الحوار الوطني وصندوق النقد الدولي والإملاءات الخارجية ليست جديدة ولا مفاجئة، لكن ماذا عن تصريح تبّون للجزيرة: تونس، بما تمثله من بعد أمني للجزائر (وأضيف الامتداد الاستراتيجي والسياسي)، وأنه يساعد تونس كدولة وشعب، وأن “كل خطوة نخطوها (تتم) بعلم الرئيس واتحاد الشغل؟”.
وأضاف “نحن ندرك البعدين الأولين، ولكننا نعتقد أن الحديث عن الحوار والاتحاد ليس من قبيل الصدفة، فهل يضغط تبّون عبر ضخّ الأموال لميزانية الدولة في اتجاه أن يقدم الطرفان الرئيس والاتحاد تنازلات لتخفيف الضغط (على الأول) وضمان بعض الاستقرار؟ أي أن يقبل قيس سعيد بدور للاتحاد في مشروع حوار محدد لا يمسّ بتصوره للديمقراطية والبناء القاعدي. حوار لا دخل للأحزاب والمنظمات الأخرى فيه. وهل يقبل الاتحاد بالتنازل عن رؤيته لحوار وطني يعتقد أنه شامل (سياسي واقتصادي واجتماعي)، ويقتصر على حوار اجتماعي ربما يكون ظرفيا؟”.
وأضاف “الأمر لا يتعلق بموازين القوى فقط ولا بالمعتقدات الإيديولوجية والسياسية، بل بما سيسجله التاريخ حول مواقف الأشخاص والقيادات، حتى وإن كانوا أحياناً في موقف ضعف. وقديماً قالوا: النفس نفسك وأنت طبيبها. أين تضع نفسك تصيبها”.
وكتب الوزير السابق خالد شوكات “الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون قال إنّه يتحفّظ على الحديث عن المساعدات التي تقدّمها الجزائر “سرّاً” لتونس حفاظاً على كرامتنا نحن التونسيين. فهل بقي لنا بعد هذا التصريح من كرامة يا ترى؟”.
وتساءل منار اسكندراني الناشط في حركة النهضة “ألا يُعتبر تصريح تبّون تدخلاً في الشؤون الداخلية”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها تصريحات تبّون الجدل في تونس، فقبل أشهر أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ناقشت مع تبّون “السيناريوهات المتوقعة في تونس“، وهو ما دفع سياسيين تونسيين لمطالبة وزارة الخارجية بالتنديد بتدخل الجزائر وإيطاليا في الشأن الداخلي للبلاد.
كما أكد تبّون، خلال زيارته العام الماضي إلى إيطاليا، أن بلاده اتفقت مع إيطاليا على مساعدة تونس في العودة إلى الطريق الديمقراطي، وهو ما أثار موجة استنكار في تونس.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس