رفع الحصانة.. يعني رُفعت الجلسة!!

36
رفع الحصانة.. يعني رُفعت الجلسة!!
رفع الحصانة.. يعني رُفعت الجلسة!!

افريقيا برستونس. كتبه / توفيق زعفوري..

أوضح الناطق الرسمي باسم القطب القضائي الاقتصادي والمالي محسن الدالي في تصريح لشمس أف أم أن مطلب رفع الحصانة عن النائب غازي القروي تم تقديمه للبرلمان يوم 7 جانفي الماضي.

وأضاف محسن الدالي اليوم الاربعاء 26 ماي 2021 أنه إلى الآن لم يتحصلوا على رد من طرف مجلس نواب الشعب على هذا المطلب، و بهذا و حسابيا، يكون مطلب رفع الحصانة قد تحصل على إقامة كاملة في أدراج مكتب رئيس المجلس لمدة تقدر 6 أشهر تقريبا، و هو ليس المطلب الوحيد، و حسب نفس الإذاعة و أثناء إستضافة رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي تبين أنه هناك تقريبا 50 مطلب رفع حصانة ضد 50 نائبا أي تقريبا 20٪ من النواب مطالبون بالمثول أمام القضاء و مواجهة “التهم” المنسوبة إليهم، أو إستنطاقهم فيما تعلق بهم من شكاوي، ما يُقفد المجلس و رئيسه اي مصداقية في التعاطي، و التواصل مع السلطة القضائية، و لكن لماذا ترقد مطالب رفع الحصانة في دهاليز باردو!؟؟

من الواضح أن القضايا المرفوعة ضد عدد من النواب السالف ذكرهم و أغلبها تتعلق بالتآمر و التهرب الضريبي و الإرهاب و التآمر على أمن الدولة و إهانة الرموز و غيرها تصل عقوبتها إلى سنوات في السجن و منهم من صدرت فيهم أحكام بالسجن و منهم من أعلن، زهوًا و تكبرًا، انه ليس متمسكا بالحصانة و عندما أحس بالخطر نكص و تمسك و لكن إلى حين..

إصدار القضاء لأحكام سالبة للحرية ضد بعض النواب سيفجر الكتل البرلمانية و يزيدها تشضيا و انقساما ناهيك عن تفكك الحزام السياسي الداعم لحكومة المشيشي و إعادة رسم خارطة الكتل البرلمانية و يمكن أن تكون أكثر فسيفسائية و أكثر انقساما ما يضعف العمل البرلماني و خاصة مشاريع القوانين المزمع التصويت عليها.. أما التصويت على المؤسسات الدستورية كالمحكمة الدستورية فسينتقل إلى البرلمان الجديد بعد الانتخابات التشريعية القادمة و لن يكون لها أثر في المنظر القريب، و إذا تفكك البرلمان الحالي تسقط آليا الحكومة و تكون منتهية الصلاحية و تنتقل فقط إلى تصريف الأعمال، و ربما يُصار إلى انتخابات تشريعية مبكرة إعتمادا على واقع انتخابي جديد باعتماد عتبة 3 أو 5٪ ما يسمح بفرز كتل برلمانية محدودة العدد ، و التخلص من تلبثايا أكبرها و أصغرها و من المستقلين و من الأحزاب التي وجدت نفسها في البرلمان بالصدفة و عليه فإن تحالف 2 أو 3 منها سيمكن من تدعيم الاستقرار و العمل السياسي في المستقبل و البقية تنتقل إلى المعارضة، و ذاك هو جوهر العمل السياسي..

يبقى للسيد رئيس البرلمان، أسبابه التي لا يعلمها إلا هو في عدم إستجابته للقضاء و لمطالب السلطة المعنية و لا لجنة النظام الداخلي تحركت في هذا الخصوص، رغم ما احدثت من بلبلة في خصوص تمسك راشد الخياري بالحصانة و تخفيه عن الانظار كناجم الغرسلي و غيرهم ممن يتهربون من أنياب العدالة رغم جسامة التهم المنسوبة إليهم و قد كانوا في ال القريب ممن يثقون في القضاء و العدالة، ثقة كاملة، و ربما يكون أيضا القضاء غير مضمون حسب راشد الغنوشي، و لذلك لا يحرك ملفات رفع الحصانة و لا يستجيب للدعوات المنادية بذلك و الوضع الحالي، هو الوضع المناسب رغم رداءته و تعفنه…

غدا ستُرفع الحصانة و سيقول القضاء كلمته و لكل نصيبه مما فعلت يداه.. ان غدا لناظره قريب..

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here