سعيد يوجّه “صواريخه السياسية” نحو اتحاد الشغل.. والمركزية النقابية تعلن “التعبئة العامة”

44
سعيد يوجّه “صواريخه السياسية” نحو اتحاد الشغل.. والمركزية النقابية تعلن “التعبئة العامة”
سعيد يوجّه “صواريخه السياسية” نحو اتحاد الشغل.. والمركزية النقابية تعلن “التعبئة العامة”

أفريقيا برس – تونس. لم تمضِ سوى ساعات على اتهام الرئيس التونسي، قيس سعيد، اتحاد الشغل (المركزية النقابية) بتسييس العمل النقابي، حتى أُعلن عن اعتقال مسؤول نقابي بارز، قبل أن تدعو قيادة الاتحاد إلى “التعبئة العامة” دفاعا عن الحريات والحقوق النقابية.

وخلال زيارته الثكنة العسكرية في منطقة العوينة في العاصمة، أكد سعيد أن “الحق النقابي مضمون بالدستور، لكن لا يمكن ان يتحول إلى غطاء لمآرب سياسية لم تعد تخفى على أحد”.

وقال “من يغلق الطريق ويهدد بقطع الطريق السريعة لا يمكنه البقاء خارج دائرة المساءلة والعقاب”.

وبعد ساعات، أصدر اتحاد الشغل بيانا ندد فيه باعتقال السلطات التونسية أنيس الكعبي، الكاتب العام للنقابة الخصوصية للطرقات السيارة، معتبرا أن عملية الإيقاف “تمثّل ضربا للعمل النقابي وانتهاكا للحقوق النقابية وخرقا للاتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف الدولة التونسية ولما ورد في دستور الجمهورية التونسية من فصول تنصّ على احترام الحريات النقابية وحقّ الاضراب”.

كما عبر عن “رفضه المطلق لما رافق عملية الاعتقال التي خلقت حالة من الذعر والهلع والآثار السلبية على أفراد عائلة الأخ انيس الكعبي وتحميلنا المسؤولية الكاملة للتداعيات وما سينجرّ عنه إلى الجهات المسؤولة عن ذلك”، محذرا من “عملية استهداف الحقوق والحريات النقابية خاصّة وأنّ عملية الإيقاف تمّت مباشرة بعد خطاب رئيس الجمهورية بثكنة العوينة الذي تضمّن تحريضا ضدّ حرية العمل النقابي والحقّ في الاحتجاجات السلمية”.

وأكد الاتحاد في بيانه أن ما حدث هو “مواصلة لما يتعرّض له الاتحاد منذ مدّة من محاولات التشويه والتجييش ضدّه للحيلولة دون ان تلعب منظمة حشّاد دورها التاريخي من اجل إنقاذ تونس من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها”.

ودعا النقابيين إلى “التعبئة والاستعداد للدفاع عن الحقّ النقابي وحقّ الإضراب والحريات العامة والفردية بكلّ الأشكال النضالية المشروعة”.

وجاء خطاب سعيد بعد يوم واحد فقط من اتخاذ قرار يتعلق بتعيين محمد علي البوغديري الأمين العام المساعد السابق لاتحاد الشغل، على رأس وزارة التربية، وهو ما اعتبره البعض “رسالة شديدة الهجة” من سعيد إلى قيادة الاتحاد الحالية، وخاصة أن البوغديري كان على خلاف شديد مع الأمين العام الحالي للاتحاد، نور الدين الطبوبي، وهو من بين الأطراف القليلة التي عارضت استمرار وجود الطبوبي على رأس منظمة الشغيلة.

ويأتي ذلك بعد أيام من استقبال رئيسة الحكومة، نجلاء بودن، إسماعيل السحباني، أمين عام اتحاد عماد تونس، وهو ما اعتبره الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل “حركة استفزازية تدل على عدم خبرة الحكومة، ومحاولة من الرئيس قيس سعيد لاستهداف منظّمة الشغيلة”.

كما أكدت المحامية وفاء الشاذلي أن وزارة العدل بدأت التحقيق في “ممتلكات” أمين عام نور الدين الطبوبي، الذي اتهمته بالاستيلاء على عقارات تابعة للدولة.

وعلق الناطق الإعلامي لاتحاد الشغل، غسان القصيبي، على استهداف سعيد للاتحاد بالقول “في الأزمات السابقة كانت المعارك واضحة، اليوم هناك خطة لتدمير كل القلاع والقلعة الكبرى هي الاتحاتحاد الشغل. نموت.. نموت ويحيا الوطن، وتحيا نجمة الاتحاد في جبين البلاد”.

وكتب الأمين العام المساعد للاتحاد، سامي الطاهري، “(الحق النقابي مضمون بالدستور لكن لا يمكن أن يتحول إلى غطاء لمآرب سياسية) جملة نسمعها كل مرة وبعبارات مختلفة منذ ظهور الرأسمالية والنقابات إلى اليوم في تونس. سمعناها من بورقيبة ونويرة ومزالي والصياح وبشير بلاغة وعبد الوهاب عبد الله والجبالي والعريض والشاهد. ويتواصل ترديدها وصفة غالبا ما تسبق حملة التهم الكيدية والاعتقالات والتنكيل. البارحة سمعناها من رحاب ثكنة”.

فيما أصدرت المحكمة الابتدائية في العاصمة بيانا، تداولته وسائل إعلام محلية، أكدت فيه أن إيقاف الكعبي جاء عقب ارتكابه “جريمة استغلال موظّف عمومي لصفته، قصد الإضرار بالإدارة والاعتصاب المتقارر عليه، قصد تعطيل خدمة عمومية وذلك بالاستعفاء جملة من الخدمة طبق أحكام الفصلين 96 و107 من المجلة الجزائيّة”.

وجاء الإيقاف عقب تلقي المحكمة شكوى قضائية تقدم بها الممثل القانوني لشركة تونس للطرقات السيارة ضد الكعبي موضوعها “استعمال فيما هو مضر بحقوق أو مصالح الغير ما حصل عليه من أختام للسلطات العمومية موضوع الفصل 182 من المجلة الجزائية”.

كما أشار البلاغ إلى وجود شكوى أخرى ضد الكعبي تتعلق بـ”تعمد أحد موظفي الشركة استغلال صفته، والتدخل في برامج اذاعية وإعلان أن موظفي محطات الاستخلاص بالطريق السيارة سيتولون الدخول في إضراب، ورفع الحواجز بجميع المحطات للسماح للسيارات بالمرور دون دفع المعاليم المستوجبة، في اطار التصعيد في صورة عدم الاستجابة لمطالبهم، ودعوة مستعملي الطرق السريعة المرور مجانا”.

اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here