إلهام اليمامة
أفريقيا برس – تونس. قلّل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تونس مير مسعود حسينيان خلال مداخلة مع إذاعة محلية في تونس، من تأثيرات الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، موضحا أنه يستحيل على الكيان إصابة المنشآت النووية.
وذات الحديث أكّده المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي ووزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، موضحين أن الهجوم الإسرائيلي الأخير تسبب في أضرار خفيفة، وقاموا بتعويضها على الفور.
وفجر السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجوم استمر 4 ساعات على إيران. وجاء الهجوم على خلفية إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخا على الكيان الإسرائيلي، مطلع أكتوبر في هجوم قالت طهران إنه انتقام لاغتيال كل من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لبنان، والقائد في حرس الثورة الإسلامية عباس نيلفروشان.
وقال السفير الإيراني في تونس إن “الهجوم الذي شنه كيان الاحتلال الإسرائيلي على طهران انتهاك صارخ لسيادة إيران وللقوانين والمواثيق الدولية وخطأ استراتيجي فادح”. وأكد أن إيران سترد على هذا الهجوم، قائلا “من حق إيران الرد على العدوان الصهيوني والدفاع عن نفسها، لكن قرار الرد وشكله يعود للمسؤولين الإيرانيين.. والهجوم الأخير أثبت جاهزية القوة العسكرية الإيرانية”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت منشآت تستخدمها إيران في تصنيع الصواريخ التي تطلق على “إسرائيل”، بالإضافة إلى مواقع صواريخ أرض-جو، لكن المسؤولين الإيرانيين نفوا ذلك.
واعتبر السفير الإيراني أن أغلب الأهداف التي يسعى الإسرائيليون إلى التركيز عليها هي القواعد العسكرية والرادارات وذلك لترميم خسارتهم وتسهيل الدخول لعمق الأراضي الإيرانية.
وقال إن “إسرائيل أجبرت على الامتثال للضغط الأميركي والغربي بعدم استهداف المنشآت النووية والنفطية لأن نتيجة ذلك ستكون وخيمة جدا، ولن تقدر إسرائيل على تحمل عواقب هذه الخطوة” خاصة مع تصاعد الانتقادات الداخلية ضدّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين إيرانيين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم قولهم إن “آية الله علي خامنئي أصدر توجيهات بأن الرد سيكون مؤكدا إذا ضربت إسرائيل البنية التحتية للنفط والطاقة أو المنشآت النووية، أو إذا اغتالت مسؤولين كبارا”.
وبدعم أميركي يشن الكيان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، وبدأت في 29 سبتمبر الماضي حربا واسعة على لبنان، عبر غارات جوية بالإضافة إلى توغلات برية في الجنوب.
وتكبد الكيان الإسرائيلي خسائر فادحة، وجاء استهدافها للقيادات اللبنانية والفلسطينية المقاومة بعكس ما سعت إليه، حيث ازدادت المقاومة صلابة، الأمر الذي يدفعها إلى البحث على متنفس من خلال الضربات هناك وهناك، ومنها استهداف إيران.
وكان عاموس هارئيل، المحلل العسكري الإسرائيلي كتب في تحليل بصحيفة هآرتس، محذرا من عواقب استمرار الحرب، لافتا إلى أن أكتوبر أكثر شهر شهد خسائر بشرية بصفوف الجيش الإسرائيلي منذ بداية عام 2024، وأن استمرار قتل وجرح عسكريين قد يدفع الرأي العام الإسرائيلي إلى المطالبة بإنهاء الحرب كما حدث مرات سابقة.
وتعليقا على الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وفيما تواصل إسرائيل عدوانها على غزة – وخاصة في شمال القطاع – وفي لبنان، مع تجدد الهجمات الإسرائيلية على بيروت، حثّت موسكو طهران على تجنب الإقدام على أعمال تؤدي إلى حرب في الشرق الأوسط.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الاثنين، خلال كلمة في “منتدى روسيا والشرق الأوسط الدولي الرابع” بالعاصمة الروسية، بحضور الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني، “السيناريو الكارثي ليس في مصلحة دول الشرق الأوسط”، مشيرا إلى احتمال نشوب “حرب كبرى” في المنطقة”.
وشدّد على أن “مفتاح الحل لتحسين الوضع في المنطقة على المدى الطويل هو المنع الفوري لإراقة الدم في القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وتهيئة الظروف الضرورية من أجل حل سياسي ودبلوماسي للقضية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس