فرنسا تعترف ضمنيا بسيادتنا!

29
فرنسا تعترف ضمنيا بسيادتنا!
فرنسا تعترف ضمنيا بسيادتنا!

أفريقيا برستونس. مهدي عطية

عندما تأتي زيارة الوزير الأول الفرنسي بعد أيام قليلة من تحركات ديبلوماسية جبارة نحو الشريك الإستراتيجي قطر و الدعم السخي و العائدات الثقيلة من تلك الزيارة عندما يرتفع حجم التبادل التجاري لتونس مع دول آسيوية كالصين و ترتفع نسبة صادرات الغلال التونسية بنسبة 75% نحو دول الخليج و عندما تعقد تونس صفقة للحصول على طائرات البيرقدار التركية لتضمن التفوق الجوي في مجال الاستطلاع الجوي العسكري و عندما تعقد عشرات الاجتماعات الرسمية بين مسؤولين من الجارتين تونس و ليبيا و توقع عشرات عقود الشراكة بين الدولتين و أضعافها عقود استثمارية بين مستثمرين من البلدين في بضعة أيام بين طرابلس و جربة و عندما يتدفق عشرات العمال نحو المعابر الحدودية التي تشهد حركية تجارية ضخمة قد تصبح عملاقة في صورة فتح المزيد من المعابر الحدودية أمام تنقل المسافرين و البضائع و عندما تتلقى تونس وعودا بهبات ضخمة من دولتين شقيقتين تحميانها من صندوق النهب الدولي قدر الإمكان و من إملائاته و حين يتحدث السفير الأمريكي عن تونس كبوابة لإفريقيا و عندما يتحدث رئيس الحكومة الليبية عن ألمانيا و أمريكا و تركيا و الصين و تونس و مصر كدول ذات أولوية في الحصول على عقود إعمار ضخمة حينها سنفهم السبب الحقيقي لهذه الزيارة الديبلوماسية الوازنة التي اقتنعت معها فرنسا أن المعادلة تغيرت و أن البوابة التونسية لم تعد مستعمرة فرنسية رغم أذرعها القديمة و العديدة بل قوة تتشكل في قلب معادلة إقليمية تعددت أطرافها مساعدات اقتصادية و طبية و منحات جامعية و إتفاقيات تعرف فرنسا أنها تحمي جزءا من مصالحها و نفوذها المتآكل في تونس و لكنها هذه المرة فيها إقرار رسمي و ضمني و اعتراف و لو جزئي بالسيادة التونسية التي فرضها الواقع الجديد للمنطقة …. و حين نسمع كاسيوس يتحدث عن تونس كالوجهة الأولى للسياح الفرنسيين و المستثمرين الفرنسيين نفهم مقدار العجز الفرنسي أمام الواقع التونسي الجديد و مقدار ما يمكن أن تقدمه فرنسا للحفاظ على جزء من ثقلها في تونس و مراهنتها على تونس كشريك استراتيجي لدخول السوق الليبية التي خسرتها بوقوفها في المعسكر الخاسر في البداية و هو سر دعوة رئيس منظمة الأعراف أن تكون تونس بوابة فرنسا نحو تونس مقابل شراكات بين بين مستثمرين من تونس و فرنسا… و عندما تسارع شركة تكنولوجية لعقد إتفاقية مع مارد الفضاء التونسي تالنات للإستفادة من خبرته في تكنولوجيا الفضاء و إرساء شراكة لصناعة عشرات الأقمار الصناعية في إنترنت الأشياء تفهم تغيير الديبلوماسية الفرنسية لسياستها بعد الهزيمة الساحقة في ليبيا و مراهنتها على تونس من باب الشراكة الندية و المصالح المشتركة المتوازنة و تفهم أن حتى دولة تسعى للهروب من الإفلاس و تجاوز أزمة إقتصادية خانقة كتونس قد تكون رقما صعبا في المعادلة الإقليمية إن امتلكت ديبلوماسية اقتصادية نشيطة و شخصيات وازنة تجوب العواصم و تؤسس الشراكات الإستراتيجية بحثا عن الحلول و جلب الإستثمارات و الأموال بعيدا عن الخطب الإنشائية الجوفاء…

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here