أفريقيا برس – تونس. يتواصل الجدل في تونس حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، وخاصة بعد تصدّر اسم فنان راب كمنافس محتمل للرئيس قيس سعيد، فضلاً عن دخول فنان آخر وفنانة استعراضية السباق الرئاسي، والذي لن يبدأ قبل عام وثمانية أشهر، في حال استمرت الأوضاع في البلاد كما هي حتى الاستحقاق المقبل.
وقبل أيام تعرضت مؤسسة “سيغما كونساي” لسبر الآراء لانتقادات واسعة، بعدما قالت إن أكثر من نصف التونسيين سيصوتون للرئيس قيس سعيد في الانتخابات المُقبلة، والذي حل في المركز الأول بفارق كبير جداً عن أقرب منافسيه، وهو النائب السابق الصافي سعيد (10.3 في المئة)، يليه مغني الراب كريم الغربي (كادوريم)، تليه رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي في المرتبة الرابعة، والرئيس السابق المنصف المرزوقي في المرتبة الخامسة.
وإن كان من المنطقي وجود سياسيين منافسين لسعيد في الانتخابات المقبلة، فإن تصدر اسم كادوريم في السباق الرئاسي أثار جدلاً واسعاً، وخاصة أنه تزامن مع إعلان فنان الراب “سواغ مان” والفنانة الاستعراضية نيرمين صفر دخولهما في السباق الانتخابي.
وكتب المحلل السياسي بولبابة سالم: “الغرف المظلمة الحقيقية تعمل على إفساد كل شيء، وها هي اليوم تروج لأسماء مشبوهة في الرئاسيات. هناك إرادة مبطنة لإغراق البلاد في التفاهة منذ سنوات، وفي كل المجالات”.
وكتب المحامي فوزي غيلوفي: “منذ مدة قصيرة بدأ ترويج وتداول أخبار افتراضية مفادها ترشّح شخصيات من قبيل “كادوريم” و “سواغ مان” للرئاسة. بعيداً عن كون هذا الأمر حقاً لكل مواطن، وبعيداً عن أن الشعب الافتراضي تعامل مع الخبر من جانب تهكمي وهزلي، لكن الحقيقة المسمومة تكمن في ما يخفيه ترويج الخبر نفسه”.
وأوضح بقوله: “الأمر أعمق من مجرد تدوينة هزلية يكتبها كائن افتراضي، فهذا يسمى “التلاعب الجماعي”، وفق تعبير المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، فمن أبسط طرق دفع الأفراد إلى قبول أمر ما هو ترويج “الأسوأ” لدفعهم لقبول “السيئ”، فالبديل مهما يكن سيئاً سيحظى بالرضا هروباً من الأسوأ”، في إشارة إلى محاولة السلطات لدفع التونسيين لانتخاب سعيد مجدداً في الاستحقاق المقبل.
وعلقت الناشطة الحقوقية نزيهة رجيبة بالقول: “من يرغبون بانتخاب كادوريم مبهورين بالنقود والإثراء السريع وخِراف العيد وبصورة البلطجي”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس