قافلة الصمود تنطلق من تونس نحو غزة بمشاركة آلاف المتطوعين

6
قافلة الصمود تنطلق من تونس نحو غزة بمشاركة آلاف المتطوعين
قافلة الصمود تنطلق من تونس نحو غزة بمشاركة آلاف المتطوعين

أفريقيا برس – تونس. انطلق الاثنين أكثر من عشرة آلاف شخص ضمن تحرك شعبي غير مسبوق من العاصمة التونسية باتجاه معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، في مبادرة إنسانية نوعية تهدف إلى كسر الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال على أكثر من مليوني إنسان في القطاع، منذ بدء العدوان الهمجي في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.

هذا التحرك يتلاقى مع ثلاث مبادرات تضامنية كبرى تشمل «قافلة الصمود» البرية التي انطلقت من تونس، و«المسيرة العالمية إلى غزة»، و«أسطول الحرية» الذي انطلقت سفينته «مادلين» إلى غزة بحراً، واستولى عليها الاحتلال الأحد.

وقال نبيل شنوفي أحد الناطقين الرسميين باسم «قافلة الصمود» رداً عن توقيت الرحلة والمخاطر التي تتضمّنها:

«لا محفز أكبر من الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها شعبنا العربي الفلسطيني منذ قرابة عامين وسط هذا الصمت المخزي من الجانب الرسمي العربي ومن جانب ما يسمّى المجتمع الدولي. ناقشنا قبل عام مسألة القافلة، لكننا لم ننجح ذلك الوقت. أما الآن، فنحن أكثر إصراراً على إنجاح المبادرة مع شعبنا وشركاء التنسيقية ومع الجماهير المغاربية التي تفاعلت بسرعة مع الحدث».

وأكّد أنّ عدد المسجلين في تونس تجاوز سبعة آلاف و500 شخص، أتم نحو ألفين منهم جميع الوثائق المطلوبة للمشاركة، بينما انضمت وفود رسمية من بلدان مجاورة، ما أعطى المبادرة بُعداً إقليمياً مغاربياً واسعاً.

مسار الرحلة وتحضيرات دقيقة

القافلة التونسية التي سبقتها قافلة مماثلة من الجزائر انطلقت في الثامن من حزيران، انطلقت من «شارع محمد الخامس» في العاصمة تونس مع نقاط استراحة في محافظات صفاقس، وقابس، وبنقردان، لتجمع بقية المشاركين مروراً بليبيا عبر طرابلس ومصراتة وسرت وبنغازي وطبرق، قبل دخول معبر السلوم المصري يوم 12 من الشهر نفسه، وصولاً إلى القاهرة، ثم معبر رفح يوم 15 من الشهر ذاته، وفقاً للتقديرات.

في هذا السياق، أكد شنوفي أنّ الهدف من هذه المبادرة هو «كسر الحصار الهمجي على أهل غزة وتوجيه رسالة تضامن صادقة من شعوب المغرب العربي بأنّها تقف معها قلباً وقالباً».

وأوضح أنّ الاستعدادات تسير بوتيرة سريعة من الجوانب كافةً، إذ نُظّمت تدريبات في الإسعافات الأولية والمسائل القانونية، بالتعاون مع جهات ميدانية. كما جرى نصب خيم طبية لإجراء الفحوصات والتأكد من أهلية المشاركين صحياً لتحمّل مشقة الرحلة، وتم إصدار الشهادات الطبية اللازمة.

وأضاف: «نحن على أتم الاستعداد، لدينا أطباء وميكانيكيون ومعدات كبيرة، وحتى قطع غيار للسيارات لمواجهة أي طارئ على الطريق. هذه القافلة تمثل رحلةً تاريخية ذات طابع إنساني بامتياز، هدفها كسر الحصار والمطالبة بتسريع الهدنة ووقف المجازر».

تركيبة القافلة وروح المبادرة

تضم القافلة مشاركين من مختلف الأعمار والانتماءات والجنسيات، من شباب في مقتبل العمر إلى كبار تجاوزوا السبعين، وتشمل أطباء، طلبة، نقابيين، إعلاميين، نشطاء، وممثلين عن قطاعات مهنية وميدانية وغيرهم. ويؤكد نبيل أنّ القافلة لا تنضوي تحت أي إطار سياسي أو جمعياتي، بل هي تنظيم شعبي مستقل بالتعاون مع شركاء محليين.

وقد زُوِّد المشاركون الذين أتمّوا وثائقهم بكتيبات إرشادية تتضمن تفاصيل دقيقة حول خط السير، والإجراءات الصحية والقانونية، وذلك عبر البريد الإلكتروني وتطبيقات التواصل.

رسالة ضمير حيّ

شنوفي أكد على أنّ هذه الخطوة تعكس وعياً شعبياً متقدماً، وروحاً تضامنية عابرة للحدود، تهدف إلى كسر الحصار الوحشي على غزة، وإيصال صوت الشعوب الحرة إلى المجتمع الدولي.

وأكد أنّ القافلة لا تنقل مساعدات فقط، بل هي «صرخة أخلاقية وشعبية ضد الحصار»، مشيراً إلى وجود آلاف الأطنان من المساعدات العالقة في المعابر التي يمنع الاحتلال إدخالها. لذلك يعتزم المشاركون الاعتصام لبضعة أيام في رفح للضغط من أجل تمرير هذه الإمدادات.

تنسيق دولي وتحركات متوازية

وأضاف شنوفي أنّ التنسيق مع السلطات المعنية في الدول التي تمرّ بها القافلة يسير بسلاسة، وقد تم بالفعل إعداد القائمة الرسمية للمشاركين لتقديمها للسفارات المعنية من أجل استصدار التأشيرات اللازمة.

وعند الوصول إلى معبر رفح، ستشكّل لجنة دولية من ممثلي «قافلة الصمود»، و«المسيرة العالمية»، و«أسطول الحرية»، لتقرير مدة الاعتصام بناءً على المعطيات الميدانية والاتصالات مع الجهات المعنية، بهدف الضغط لفتح المعبر وتمرير المساعدات.

ووجه شنوفي تحيةً إلى الشعب الفلسطيني وإلى أهل غزة من أهل تونس، معلناً عن إطلاق «قافلة الصمود» التي تهدف إلى كسر الحصار المفروض والضغط لإدخال المساعدات المكدسة أمام معبر رفح بما اعتبره سياسة اتبعها الكيان لتركيع الشعب الفلسطيني في غزة، وأكد على أنّ القافلة ستوافي الشعب الفلسطيني على حدود غزة عند معبر رفح «وستسمعون أصواتنا كما نسمع أصواتكم».

حراك عالمي متعدّد الجبهات

تأتي هذه المبادرة في إطار حركة عالمية تضامنية واسعة لكسر الحصار عن غزة، ينظمها ائتلاف من الجهات الشعبية من أكثر من ثلاثين دولة حول العالم، وتتزامن مع تحرك بحري لـ «أسطول الحرية» عبر سفينة «مادلين»، إضافة إلى تنظيم دول أوروبية وعربية «مسير إلى غزة» يُفترض أن ينطلق تباعاً في الأيام المقبلة. هذه التحرّكات تشكّل سابقة تاريخية تضامنية وتحركاً شعبياً شاملاً براً وبحراً، تحت شعار واحد: «قادمون يا غزة».

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here