أفريقيا برس – تونس. نفى أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني التونسية المعارضة، محاولة الجبهة إعادة حركة النهضة للحكم، مشيرا إلى أن الغاية من تشكيل الجبهة هي إعادة الديمقراطية للبلاد. كما اعتبر أن اتحاد الشغل وضع نفسه تحت قبة “الانقلاب”، قائلا إنه يهاجم الجبهة للتقرب من سعيّد.
وقال الشابي، في حوار خاص مع “القدس العربي”، يُنشر لاحقا، “نحن لا نريد إعادة النهضة أو غيرها إلى الحكم، بل نريد إعادة الكلمة للناخب، فمن يريد أن ينازع النهضة فليستعد ليكسب تأييد الناخب، فيكون المنطق منطقا ديمقراطيا، وفي الديمقراطية من يزيح طرفا من الحكم أو يعيده إليه هو الناخب، فلماذا هذا الخوف من الناخب؟”.
وأضاف “الهدف هو إعادة الشرعية الدستورية، والعودة الى الديمقراطية، وتجديد الشرعية الانتخابية من خلال انتخابات مبكرة، وتكليف حكومة إنقاذ تخرج تونس من أزمتها الخانقة، المسألة تهم المستقبل، ولا تتعلق بالماضي”.
ويرى مراقبون أن تشتت المعارضة و”فشلها” في استقطاب الشارع يدفع الرئيس سعيد إلى مواصلة مساره مستفيدا من “ضعف” خصومه.
لكن الشابي أكد أن المعارضة هي الأقوى اليوم في تونس، فـ”قيس سعيد معزول في الداخل والخارج، وانفض من حوله الجميع، بما فيهم الهيئة الاستشارية التي شكلها لصياغة الدستور والقوى المدنية والاجتماعية والسياسية في البلاد”.
وأضاف “وحتى تعود تونس إلى سكة الديمقراطية يفترض تعديل علاقة القوة، ومن أجل أن تنقلب علاقة القوة يجب أن تنسجم قوى التغيير (المعارضة السياسية والمدنية). وإذا ما تشكلت جبهة وطنية عريضة سينقلب ميزان القوى وسيتاح انعقاد مؤتمر وطني للإنقاذ يتفق على الإصلاحات الدستورية الضرورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتنبثق عنه حكومة إنقاذ وطني تقع تزكيتها من المجلس النيابي في جلسة استثنائية، ويعطيها إمكانية إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية حتى قيام انتخابات سابقة لأوانها تعيد الشرعية الانتخابية”.
لكن تزكية حكومة الإنقاذ التي تقترحها المعارضة تحتاج لعودة البرلمان الذي قام الرئيس بحله، وفسّر الشابي ذلك بقوله “البرلمان أعلن عمليا عن ذلك يوم 30 آذار/مارس حينما عقد الاجتماع الوحيد بشكل افتراضي أسقط خلاله كل الإجراءات الاستثنائية للرئيس قيس سعيد واعتبرها غير شرعية، وقال إنه يضع نفسه على ذمة مخرجات الحوار الوطني، وإذا ما رشّح الحوار الوطني شخصية لقيادة فريق حكومة الإنقاذ، فمن المنطقي أن يعقد المجلس النيابي جلسة استثنائية جديدة يزكّي خلالها حكومة الإنقاذ، ويمكن أن يمنحها إمكانية اتخاذ مراسيم لقيادة المرحلة الانتقالية التي تنتهي بقيام انتخابات جديدة ثم مجلس تشريعي جديد يمكن أن يعيد تزكية هذه الحكومة أو يختار حكومة جديدة”.
وكانت جبهة الخلاص دعت اتحاد الشغل للمشاركة في حوار وطني شامل لإنقاذ البلاد، ورد الاتحاد بمهاجمة الجبهة التي اعتبر أنها محاولة للتملق للنهضة.
وعلق الشابي على ذلك بقوله “اتحاد الشغل بادر بمهاجمتنا، ونحن لم نرد على الهجوم بهجوم لأننا نعتبر أن اتحاد الشغل قوة اجتماعية وازنة ولعبت دورا مهما في كل محطات الحياة الوطنية، ونعتبر أن الدفاع عن الديمقراطية في حاجة إلى قوة الاتحاد، ولهذا السبب نحن لا ندخل في مشاحنات معه”.
ويضيف “مع كل أسف، أعاد الاتحاد مهاجمتنا بشكل مجاني تقربا من المُنقلب، لأن الاتحاد وضع نفسه تحت قبة الانقلاب، وهو يعتبر أن 25 تموز/يوليو مثل فرصة للتخلص من خصم إيديولوجي على حساب الديمقراطية، فالاتحاد فيه تيارات إيديولوجية (قومية ويسارية) مسيطرة تدعم الرئيس. وهو خطأ يقترفه الاتحاد”.
واعتبر الشابي أن الرئيس قيس سعيد يستهدف الاتحاد، و”إذا ما نفذ قيس سعيد تهديداته إزاء الاتحاد سيضعف الاتحاد، وإذا ضعف الاتحاد سيضعف الصف الديمقراطي، ولذلك نظرتي الوطنية لا تجعلني أدخل في أي مهاترة مع الاتحاد”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس