آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. نظمت منظمات تونسية، مؤخرا، فاعلية “حصار السفارة الأمريكية” بالعاصمة تونس، احتجاجا على الدعم المطلق الذي تقدمه واشنطن لجرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة، وقد استجاب لهذه الفعالية عشرات التونسيين الذي نفذوا وقفات احتجاجية قبالة مبنى السفارة طيلة ثمانية أيام متتالية طالبوا فيها بوقف الحرب بالقطاع، كما دعوا سلطات بلادهم إلى “غلق السفارة الأمريكية وطرد سفيرها”.
وأشار محمد الكحلاوي، الأمين العام للحزب الوطد الإشتراكي، وأحد أبرز الوجوه السياسية المشاركة بالحصار، في حواره مع “أفريقيا برس”، إلى أن “تجربة حصار السفارة الأمريكية بتونس هو انجاز نضالي لدعم وإسناد صمود شعبنا في قطاع غزة وكل فلسطين، كما يعد الحصار استجابة لنداء المقاومة الفلسطينية، حيث بالوسع الرهان على الشارع لدعم المقاومة وإسنادها في وجه آلة الحرب الصهيونية.”
ولفت إلى أن “درجة الحضور الشعبي في الحصار غير مستقرة تكبر وتتوسع خاصة في أيام آخر الأسبوع وتضمر في باقي الأيام، وقد قاد هذا التفاوت في نسب الحضور إلى تعليقه، مع إمكانية عودته في الأيام القادمة حسب التفاعل مع المستجدات”، وفق توضيحه.
ومحمد الكحلاوي هو الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي (الوطد) وهو حزب يساري يتبنى الاشتراكية وقد أنجز مؤتمره الثاني يومي 15 و16 أغسطس 2020، وتم خلاله انتخاب محمد الكحلاوي أميناً عاماً للحزب.
كيف تقيم تجربة حصار السفارة الأميركية في تونس نصرة لغزة، هل حظي بمشاركة شعبية واسعة؟
اعتبر أن تجربة حصار السفارة الأمريكية بتونس نصرة لغزة هو انجاز نضالي ودعم لصمود شعبنا في فلسطين، هو حصار كانت درجة الحضور فيه غير مستقرة تكبر وتتوسع خاصة في أيام آخر الأسبوع وتضمر في باقي الأيام، مع الإشارة أن هذا الحصار قد أدى دورا إعلاميا كبيرا، وشهد حضور عديد الوسائل الإعلام المرئية والمسموعة وغيرها، مثلما ساهم في كشف جرائم الكيان الصهيوني وراعيه الولايات المتحدة الأمريكية.
ماهي الأطراف السياسية والمدنية المشاركة في حصار السفارة الأميركية؟
لقد شاركت الأطراف والقوى التقدمية في هذا الحصار مثل عموم الوطنيين الديمقراطيين والقوميين والاشتراكيين الحقوقيين والنقابيين وكل الأطراف السياسية التقدمية بما في ذلك المجموعات الشبابية والمنظمات والجمعيات والمستقلين.
يعد الحصار استجابة لنداء المقاومة الفلسطينية، هل بالوسع الرهان على الشارع لدعم وإسناد المقاومة في وجه آلة الحرب الإسرائيلية؟
نعم يعد الحصار استجابة لنداء المقاومة الفلسطينية ويمكن الرهان على الشارع لدعم المقاومة وإسنادها في وجه آلة العدوان والإبادة الجماعية والتجويع الذي يقترفه الاحتلال والامبريالية الأمريكية.
أي تأثير لهذا الحصار ولكل مبادرات التضامن والإسناد لغزة على الموقف الرسمي العربي، هل ستلبي الحكومات مطالب الشارع وتعزز موقفها بخصوص العدوان على غزة وتضغط أكثر لأجل إيقاف الإبادة وإدخال المساعدات ورفع الحصار عن سكان القطاع؟
لهذا الحصار تأثير كبير على الموقف الرسمي العربي من عدة مطلقات منها دول بتعزز موقفها الرسمي بهذا المد الشعبي، و منها دول تشدد موقفها إزاء الكيان الصهيوني درءا للاحتجاجات الشعبية ضدها إن لم تصدر موقفا ضد العدوان، ومن أجل إيقاف المجازر الجماعية والقتل بالتجويع والحصار المضروب على سكان غرة.
مع الإعلان عن موعد انطلاق أسطول الصمود البحري، هل سيشارك فيه حزب الوطد كما سبق وأن شارك في قافلة الصمود البرية؟
مع الإعلان عن موعد انطلاق أسطول الصمود العالمي وهو قافلة بحرية في اتجاه غزة من تونس يوم 4 سبتمبر القادم فإن حزب الوطد الاشتراكي سيساهم في هذه المهمة النضالية عبر رفاقه وأصدقائه.
رغم تزايد الدعوات فان البرلماني التونسي لم يمرر إلى حد الآن قانون تجريم التطبيع، فما سبب ذلك؟
يبدو لي أن السلطة في تونس خشيت من هذا القانون الذي قد يؤدي بها إلى عواقب اقتصادية مثل عدم شراء بعض منتجاتها الفلاحية أو عزلها سياحيا أو حرمانها من بعض قطع الغيار أو محاصرتها في عديد المجالات، ذلك أن اللوبي الصهيوني يسيطر على شرايين الاقتصاد العالمي ويتحكم فيها، وعليه فإن تونس ليست بلدا صناعيا قادرا على الاعتماد على ذاته وعلى التخلص من أي تهديد اقتصادي، إن تونس مازالت في حاجة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي والى الاكتفاء الذاتي الطاقي وإلى الاكتفاء الذاتي المائي وإلى الاكتفاء الذاتي الصناعي وهو عنوان التحرر والتخلص من أية سيطرة أجنبية ومن أي تحكم خارجي وهو المعطى الموضوعي، الذي يجعل السلطة والبرلمان لا يقران قانون تجريم التطبيع مع الاستئناس بموقف رئيس الدولة في هذه المسألة، وهو دعم نضال الشعب الفلسطيني والمناداة بتحرير كل أرض فلسطين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس