خالصة حمروني
افريقيا برس – تونس. منذ الثامنة صباحا توافد المواطنون الداعمون لرئيس الجمهورية قيس سعيّد وقراراته الصادرة في 25 جويلية و22 سبتمبر إلى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
وأمام المسرح البلدي بالتحديد بدأت دائرة هذا التجمع تتسع ساعة بعد أخرى وسط تعزيزات أمنية مكثفة حيث فرض على الجميع في كل مداخل شارع بورقيبة وتفرعاته مع الأنهج والشوارع الأخرى حملة تفتيش أمني حماية لسلامة جميع المتظاهرين.
وطالب مساندو رئيس الدولة – الذين قدرت المصالح الأمنية عددهم ببعض الآلاف – بحل البرلمان وفتح ملفات الاغتيالات السياسية وما يوصف بملف التنظيم السري وإحالة كل من أجرم في حق الشعب اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً إلى القضاء وفق الشعارات الصوتية والمكتوبة المرفوعة من طرف المتظاهرين.
كما طالب المتظاهرون رئيس الدولة بتسريع إصدار القرارات المتعلقة بتنفيذ جملة المطالب المرفوعة في أقرب الآجال، إضافة إلى تسريع إعلان تكليف لجنة بتعديل الدستور والقانون الانتخابي. وطالب المتظاهرون أيضا رئيس الجمهورية بإصدار قرار رسمي يعلن من خلاله حل البرلمان.
هذا وعبر المتظاهرون عن رفضهم لأي خطوة لعودة البرلمان للعمل خصوصاً في ظل تواتر دعوات رئيس البرلمان وعدد من النواب المجمدين للعودة للعمل البرلماني معتبرين أن أي خطوة في هذا الاتجاه تعبد انتكاسة وعودة إلى ما قبل 25 يوليو.
وقد حضر المسيرة عديد الشخصيات السياسيّة على غرار الناشط السياسي رضا شهاب المكي ووزير التجارة الأسبق محمد المسليني إضافة إلى نشطاء في حراك 25 يوليو.
يذكر أنه تم تنظيم المسيرة إثر دعوات أطلقها مناصرون لرئيس الجمهورية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي للخروج إلى الشارع تعبيراً عن مساندتهم لقراراته منذ 25 يوليو 2021 ورداً على وقفة احتجاجية مناهضة لسعيّد نفذها أنصار حركة النهضة وحلفاؤها الأحد الماضي في العاصمة 26 سبتمبر 2021.
وقفات في الجهات
الأحزاب المساندة لهذه المسيرة السلمية على غرار حركة الشعب والتحالف من أجل تونس والتيار الشعبي دعوا أنصارهم إلى المشاركة في مسيرات ووقفات بمختلف الولايات داعمة لقيس سعيّد.
ومن هذا المنطلق نُظمت في ولاية قفصة (الجنوب الغربي للب التونسية) عبر عدد من منتسبي التنسيقيات الجهوية لعدد من الأحزاب بينها حركة الشعب والتيار الشعبي وبعض مكونات المجتمع المدني وقفة مساندة لرئيس الجمهورية رافعين شعارات تنادي بحل البرلمان ومقاومة الفساد.
وفي محافظة تطاوين (الجنوب الشرقي) نظم أيضا عدد من المواطنين وقفة بساحة الشعب عبروا خلالها عن مساندتهم لقرارات سعيّد داعين إياه إلى حل البرلمان وعدم العودة إلى الوراء والمضي قدماً من أجل مشهد جديد في تونس.
وأيضا في منطقة الجنوب الشرقي وبالتحديد في محافظة قابس اجتمع أهالي الجهة أمام مقر المحافظة رافعين شعارات مناهضة لعودة البرلمان داعين الرئيس قيس سعيٌد إلى حلٌه وإلى عدم الرجوع إلى ما قبل 25 يوليو.
أهالي محافظة القيروان (الوسط الغربي) نظموا ايضا وقفة احتجاجية بساحة باب الجلادين وسط مدينة القيروان رافعين شعارات داعمة لرئيس الجمهورية قيس سعيّد. وتحوّلت الوقفة الاحتجاجية إلى مسيرة سلمية جابت الشوارع الرئيسية للمدينة مطالبين بحل البرلمان وهاتفين بشعارات ضد راشد الغنوشي محملينه مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد.
وطالب المحتجون بحل المجلس البلدي لبلدية القيروان على اعتبار رئيس المجلس ممثلاً عن حركة النهضة.
وفي محافظة سوسة (الساحل الشرقي) تجمعت حشود من مؤيدي رئيس الجمهورية في ساحة حقوق الإنسان وسط المدينة للتعبير عن مساندتهم لقرارات سعيد. ووفق تقديرات أمنية بلغ عدد المتظاهرين ألفاً و700 شخص.
وتلى التجمع مسيرة جابت وسط المدينة وصولا إلى مقر المحافظة وسط حضور أمني مكثف. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بحل البرلمان ورحيل حركة النهضة نهائيا والقضاء على الإرهاب ودعوا الى محاسبة المتورطين وفق تعبيرهم.
واعتبر مؤيدو رئيس الجمهورية القرارات التي اتخذها سعيد منذ 25 يوليو ليست انقلابا وإنما هي استجابة لمطلب الشعب التونسي.
وغير بعيد جغرافياً عن محافظة سوسة ونخص بالذكر محافظة المهدية نظم عدد من مساندي قرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد وقفة مساندة طالبو خلالها بحل البرلمان ومحاسبة الفاسدين كما ردد المساندون شعارات مناوئة لرئيس البرلمان راشد الغنوشي، و تحولت الوقفة إلى مسيرة جابت الشوارع الرئيسية لمدينة المهدية.
وفي محافظة سيدي بوزيد ( الوسط الغربي) شهدت ساحة الشهيد محمد البوعزيزي تجمعا شعبيا بجانب المقر القديم للمحافظة تلته مسيرة حاشدة جابت الشارع الرئيسي والانهج المتاخمة له شارك فيهما عدد هام من مكونات المجتمع المدني من أبناء الجهة و ذلك لمساندة قيس سعيد رئيس الجمهورية في إقدامه على تفعيل الفصل ال80 من الدستور.
المشاركون من النساء والشباب والرجال والأطفال رفعوا لافتات مكتوبة رددوا شعارات مناوئة لمن حكموا طيلة العشرية الماضية مطالبين بحل البرلمان و محاسبة الفاسدين فردا فردا واجتثاث أسباب الفساد كما طالبوا بضرورة تنمية الجهة التي لم توفها الحكومات التي تعاقدت على البلاد طيلة العشرية حق قدرها.
وفي محافظة الكاف (الشمال الغربي) نظم عدد من أهالي ولاية الكاف وقفة مساندة لرئيس الجمهورية قيس سعيد أمام مقر المحافظة تلتها مسيرة جابت شوارع المدينة للتعبير عن تأييدهم لإجراءات 25 يوليو وحل البرلمان وتغيير الدستور وتضامنا مع الرئيس قيس سعيد.
ورفع المواطنون خلال هذه الوقفة شعارات ضد حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي كما رددوا شعارات منادية بحل البرلمان ومقاطعة الأحزاب وتغيير الدستور وشعارات أخرى على غرار “لا خوف لا رعب السلطة بيد الشعب و “الشعب يريد حل البرلمان” و “من بنزرت لبنقردان حل علينا البرلمان”.
وعلى غرار بقية المحافظات انتظمت بمحافظتي توزر وقبلي (الجنوب الغربي) وقفة مساندة ومسيرة سلمية للتعبير عن مساندة قرارات رئيس الجمهورية .
وفي كلتا المحافظين نظم مجموعة من المواطنين وقفة مساندة لقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد رفعوا خلالها لافتات تحمل صور رئيس الجمهورية وعديد الشعارات على غرار “كلنا قيس سعيد” و “الجمهورية الثالثة رغبة شعب و25 يوليو إرادة شعب” و “برلمان اللصوص” و “ثورة شعب واستعادة دولة”.
قيس سعيّد يحتل صدارة نويا التصويت
المتابع للشأن السياسي التونسي يدرك أن قيس سعيد يستمد شرعيته من الشعب التونسي أو لنقل أغلبيته الذي انتخبه سابقا ومصرّ على انتخابه مرة أخرى.
الأمر الذي كشفته نتائج البارومتر السياسي لشهر سبتمبر 2021، والتي أكدت أن 79 في المائة من التونسيين المستجوبين راضون عن أداء رئيس الجمهورية قيس سعيد.
نتائج مؤسسة أمرود كونسولتينغ كشفت أيضا تصدّر رئيس الجمهورية قيس سعيّد المرتبة الأولى في نويا التصويت في الانتخابات الرئاسية بنسبة 71.2 في المائة.
واحتلت عبير موسي المرتبة الثانية بنسبة 2.9 في المائة ثم النائب صافي سعيد بنسبة 1.9 في المائة.
وحسب ما صرح به نبيل بالعم مدير عام شركة سبر الآراء إمرود كونسولتينغ، يوم الأحد 3 أكتوبر 2021 فإنه “لم يحظى أي سياسي منذ الثورة إلى الآن بنسبة الرضا التي حظي بها قيس سعيد حاليا”.
وجاء في نفس “البارومتر السياسي”، أن 81 في المئة من التونسيين يؤيدون قرار التمديد في الإجراءات الاستثنائية، التي أعلنها الرئيس.
واعتبرت نسبة 68 في المئة من المستجوبين أن قرار تكليف نجلاء بودن بتشكيل حكومة جديدة “حاجة باهية لتونس”.
وكان الرئيس قيس سعيد، اتخذ قرارات استثنائية في وقت سابق، حيث جمد عمل البرلمان، وأقال رئيس الحكومة هشام المشيشي قبل أن يتم تكليف نجلاء بودن لتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت.