أفريقيا برس – تونس. تصاعد الاستقطاب الديني في تونس قبيل الاستفتاء على دستور يُتوقع أن يغير الواقع السياسي في البلاد.
وتداولت صفحات اجتماعية بيانا لتنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف “يُكفّر” فيه الرئيس قيس سعيد، حيث وصف سعيد بـ”الطاغوت” واعتبر أن الدستور الجديد يدعو إلى “الإشراك بالله، وهو أشد حربا على الإسلام وأكثر تعزيزا لمبادئ العلمانية الشركية”، مستنكرا لجوء سعيد إلى حذف “دين الدولة” في الدستور الجديد.
وعلق رياض جراد الناشط السياسي المؤيد لسعيد بقوله “هنيئا لدعاة “الديمقراطيّة المزيّفة” الذين اعتبروا الدستور الجديد دستور الخلافة وما قبل الحداثة، أنتم الآن على نفس الموقف من الدّستور مع “داعش”، كلاكما رافض له”.
كما تداول نشطاء فيديو لإنزال إمام جامع الميناء في مدينة صفاقس من طرف المصلين بعد دعوته لمقاطعة الاستفتاء على الدستور، الذي اعتبر أنه يعزز الحكم الفردي في البلاد.
وأثار الفيديو جدلا واسعا على مواقع التواصل، حيث دعا البعض إلى النأي بالمنابر الدينية عن اللعبة السياسية، مطالبين وزارة الشؤون الدينية بالتحقيق مع الإمام المذكور.
فيما سجلت الهيئة الفرعية للانتخابات في مدينة المنستير خروقات كبيرة في الحملة الانتخابية المرافقة للاستفتاء، أبرزها قيام عدد من الأطفال برفع لافتات كتب عليها نعم للدستور الجديد.
وقال رئيس الهيئة بليغ قاسم في تصريح إذاعي “تمّ إلى حدّ اليوم رصد 8 مخالفات مختلفة منها تعليق في غير مكانه وتعليق دون تأشير، واستعمال أطفال قصر في الحملة الدعائية واستعمال موارد الدولة في الحملة الانتخابية من طرف شخص طبيعي حيث استغل نادي أطفال خاصّا (في الترويج للاستفتاء)”.
وعلق المحلل السياسي مراد علالة بقوله “في حكومة الرئيس، وزير الشؤون الدينية مطالب باتخاذ موقف من الإمام الذي وظف المسجد سياسيا اليوم في خطبة الجمعة، ووزيرة المرأة مطالبة باتخاذ موقف أيضا من استغلال الأطفال سياسيا في حملة دعوية لاستحقاق انتخابي سياسي”.
وتعول السلطات التونسية على نتائج الاستفتاء على الدستور الجديد الذي ترى أنه سيغير الواقع السياسي نحو الأفضل، فيما تؤكد المعارضة أن الدستور الذي أعده الرئيس سعيد يعيد الحكم الفردي للبلاد، معتبرة أن عمره لن يتجاوز وجود سعيد في السلطة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس