ناشطون تونسيون: الإبادة بغزة معركة وجود ضد إمبريالية الغرب

43
ناشطون تونسيون: الإبادة بغزة معركة وجود ضد إمبريالية الغرب
ناشطون تونسيون: الإبادة بغزة معركة وجود ضد إمبريالية الغرب

عادل الثابتي

أفريقيا برس – تونس. أجمع ناشطون تونسيون على أن أغلب الأنظمة الغربية شريكة في جرائم “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ووصفوا ما يحدث بأنه معركة وجود ضد الإمبريالية الغربية.

هذه الإبادة أسفرت عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وقال الناشطون إن الأنظمة الغربية الإمبريالية تدعم إسرائيل منذ عام 1948، ليواصل الغرب الهيمنة على المنطقة واستغلال ثرواتها وتظل سوقا لمنتجاته، واعتبروا أن معركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 أثبتت إمكانية أن تصبح المنطقة ذات سيادة وندًا للقوى العالمية.

ودعا الناشط بالاتحاد العام التونسي للطلبة (نقابة) فادي أولاد عمر، إلى ضرورة الفصل بين موقف الحكومات الغربية ومواقف شعوبها.

وقال أولاد عمر إن “الغرب كحكومات هو الذي يشن الحملة على غزة وفلسطين، لأن البوارج وحاملات الطائرات والذخيرة كلها آتية من الغرب”، مضيفا أن “دول مثل فرنسا وبريطانيا وأمريكا هي الداعم الأول والأبرز للكيان الصهيوني”.

لكنه استدرك: “هناك حكومات غربية، مثل إسبانيا، موقفها من الكيان الصهيوني بعد 7 أكتوبر يشرف الغرب، وهو استثناء لأن الغرب هو فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وهذا الغرب يشن حتى على شعبه تضييقا على التعبير عن موقفه، فالحكومة البريطانية منعت مواطنيها من التظاهر دعما للشعب الفلسطيني”.

وتابع: “حكومات الغرب دعمت الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر (2023) وحتى قبله بالقذائف والطائرات والسياسات، ولولا الغرب لما صمدت إسرائيل ولما تجرأت على ارتكاب الإبادة الجماعية”.

دعم منذ العام 1948

وحول ما إذا الدعم الغربي لإسرائيل مرتبط بعقدة “الهولوكوست” (المحرقة)، قال أولاد عمر: “لا يمكن أن نفهم التاريخ إلا في شكل مراحل، فهو سلسلة”.

وزاد بأن “الغرب لا يدعم إسرائيل منذ أكتوبر 2023 بل منذ 1948 (قيام إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة)، فعندما خرجت بريطانيا من فلسطين كانت قد هيأت الأرض للصهاينة، ولولا ذلك لما تمكن الصهاينة من الثبات في الأراضي المحتلة”.

وأردف: “حتى في أطوار الحرب عام 1948 لما علم الغرب بأن إسرائيل توشك أن تُهزم أمام الجيوش العربية، أعلن هدنة وبدأ يسلح الكيان الصهيوني ليكون أقوى”.

وندد أولاد عمر بالحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، واصفا الأمر بأنه “غزو صهيوني لأرض عربية”.

ووفق الأرقام الرسمية حتى مساء الخميس، قتلت إسرائيل 2169 شخصا وأصابت 10212 منذ بداية القصف المتبادل مع “حزب الله” في 8 أكتوبر 2023، بينهم 1323 قتيل و3698 جريحا وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ 23 سبتمبر الماضي.

وحسب الناشط التونسي فإن “الغرب يراك طرفا ضعيفا لا يمكن حتى التفاوض معه و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يتلاعب بالجميع في التفاوض، لأنه يراك غير مؤهل للتفاوض”.

وأردف: “كن قويا يحترمك الجميع، فالقوة لا تُجابه إلا بالقوة (..) إذا أردنا قلب المعادلة علينا كشباب أن نؤمن بأنفسنا وعندها تتغير المعادلة”.

تأثير 7 أكتوبر

أما إقبال الزاير، وهي ناشطة ومدرسة أطفال، فقالت: “نحن لم نعش 48 (النكبة الفلسطينية) والنكسة (1967).. أيقظتنا عملية 7 أكتوبر (2023)”.

ففي 7 أكتوبر هاجمت “حماس” 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.

وأضافت الزاير أن “الشباب بعد أن كان الانطباع أنه مغرق في الجهل والتفاهة والاستهلاكية والانخراط الأعمى في العولمة ولم يعد معنيا بالقضية العربية والانتماء، هزته جرائم الإبادة الجماعية في غزة”.

وتابعت: “ما تلى 7 أكتوبر كشف أن الشباب العربي وشباب العالم بأسره بصفة عامة له سعي عميق من إنسانيته لفضح هذه الممارسات الوحشية الفظيعة وأن يتم العدل في الأرض، ولابد لكل غاصب من فقدان المناعة وإسرائيل غاصبة ووهم سيزول قريب”.

الزاير اعتبرت أن “الموقف الغربي يتغير بإصرار المجتمع المدني”.

الرأي العام

أما الناشطة بـ”تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين بتونس” جميلة الشملالي فقالت إن موقف الغرب من القضية الفلسطينية ومن الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة “عرى الغرب تعرية تامة”.

وأضافت الشملالي، وهي معلمة في المرحلة الثانوية: “هنا أتحدث عن الأنظمة؛ لأنه يجب الفصل بين موقف الأنظمة وموقف الشعوب التي كانت مواقفها في الأغلب تاريخية يجب أن تُخزّن في العمل الاستراتيجي في مجال ربح الرأي العام الغربي لفائدة القضية الفلسطينية”.

وتابعت أن “موقف الأنظمة الغربية تعرى تماما، خاصة في ما يتعلق بالمواقف الإنسانية وليس السياسية فقط”.

و”عندما يتعرى الغرب حتى من القيم التي كان يتبجح بها لسنوات طويلة ولقرون عديدة وأسس لها بفلسفة التنوير وغيرها في حقوق الإنسان، نرى أنه سقط سقوطا كاملا أمام الأحداث والجرائم المرتكبة في غزة والإبادة الجماعية”، حسب الشملالي.

واستطردت: “سقط الغرب في مستوى هياكله ومواقفه الدولية والرسمية وتصرفاته وتعامله مع الكيان الصهيوني ودعمه ومساندته سياسيا وبالأسلحة وبقمع التحركات الاحتجاجية”.

وزادت بأن “كل هذا أسقط قناعا بقي موجودا لسنوات طويلة، وهذا ربما من أفضال 7 أكتوبر المجيد أن أسقط هذه الأقنعة عن الغرب الذي بدا متوحشا كما عرفناه في القرون الوسطى”.

معركة وجود

وبالنسبة للشملالي فإن “7 أكتوبر بين أنها معركة وجود، إما أن يوجد هذا الغرب بتصوراته وعلاقاته الانتهازية والإمبريالية المعروفة، أي أن هذه المنطقة بالنسبة له هي مصدر ثروة وتبقى دائما مناطق متخلفة وتستجدي لقمة العيش منه، وإما أن تعيش بكرامة ولها إستراتيجية، وهذا يرفضه الغرب”.

وأضافت أن “7 أكتوبر طرح هذه المعادلة الجديدة بأنه بإمكان هذه المنطقة العربية والمنطقة الإسلامية أن تعيش بكرامة وأن تفرض وجودها وان تصبح ندا لبقية القوى العالمية”.

وعن أسباب دعم أغلب الحكومات الغربية لإسرائيل، قالت الشملالي إن هذا “الموقف ليس نتيجة شعور بعقدة ذنب (الهولوكوست)”.

ورأت أن الغرب “قرأ الأحداث الآن في المنطقة قراءة صحيحة، فهي معركة وجود، إما أن يواصل هو استغلال المنطقة واستثمارها واعتبارها سوقا لترويج بضاعته، أو تتحول إلى منطقة ذات سيادة وتقطع الحبل السري بينها وبين الغرب”.

وتابعت: “لا يجب أن نعلق شماعة فشلنا وإحباطاتنا كمنطقة عربية على مواقف الغرب، ولو عكسنا زاوية النظر، لأصبح السؤال: كيف نتخلص من عقدة الغرب والشعور بالنقص وأن نفرض وجودنا ونقتنع أننا قادرون على فرض أنفسنا كشعوب ذات سيادة”.

الشملالي تساءلت: “ماذا فعلنا نحن لنتحول إلى قوة؟ البلدان التي تحولت إلى قوة مثل تركيا وإيران هل كان الغرب سيسمح لها؟ هو يفعل المستحيل لتدمير اقتصادها وحصارها وضرب موقفها ويسعى إلى إضعافها إلى حد الآن”.

“هذه بلدان لم تك تبتعد كثيرا عنا كعرب، لكنها فرضت نفسها كقوى إقليمية وفرضت نفسها على الساحة الدولية.. والسؤال هو ماذا نفعل نحن لنفرض أنفسنا، الكرامة لا تُستجدى، الكرامة تفرض”، كما ختمت الشملالي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here