هجوم إسرائيلي على أسطول الصمود وتحويله إلى أسدود

أفريقيا برس – تونس. هاجمت البحرية الإسرائيلية مساء اليوم أسطول الصمود العالمي أثناء إبحاره في المياه الدولية باتجاه غزة، وأجبرته على تغيير وجهته نحو ميناء أسدود. العملية شملت اعتراض السفن واعتقال النشطاء على متنها، وسط تأكيدات إسرائيلية بأن العملية ستتواصل حتى يوم الخميس.

قبل الهجوم، دخل الأسطول في حالة تأهب قصوى بعد رصد نحو 20 سفينة حربية إسرائيلية وألغام بحرية قرب مساره. الأسطول الذي انطلق من إسبانيا نهاية أغسطس، يضم 44 سفينة تقل مئات النشطاء من أكثر من 40 دولة.

الخارجية الإسرائيلية أعلنت أن الركاب بخير ويتم نقلهم إلى ميناء إسرائيلي، فيما وصفت تركيا الهجوم بأنه “عمل إرهابي”. مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن النشطاء سيتم ترحيلهم إلى دولهم بعد السيطرة على السفن.

المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، اعتبرت أن اعتراض الأسطول في المياه الدولية غير قانوني، محذرة من تراجع مصداقية الأمم المتحدة بسبب صمتها.

في روما، خرجت مظاهرة احتجاجًا على الهجوم، شارك فيها مواطنون إيطاليون ضمن المبادرة. حركة الجهاد الإسلامي وصفت الهجوم بأنه “قرصنة بحرية” و”خرق للمواثيق الدولية”، محملة الاحتلال مسؤولية سلامة المشاركين.

النائب الأوروبي بريندو بينيفاي وصف الاعتراض بأنه “إجرامي”، داعيًا الدول التي ترفع أعلامها على السفن إلى الدفاع عنها، ومؤكدًا أن الأسطول يسلط الضوء على الحصار المفروض على غزة.

فرنسا طالبت بضمان سلامة المشاركين وتوفير الحماية القنصلية لمواطنيها، بينما دعت نقابة إيطالية إلى إضراب عام احتجاجًا على الهجوم. من جهته، أكد وزير الخارجية الإيطالي أن إسرائيل تعهدت بعدم استخدام العنف ضد الأسطول.

أسطول الصمود العالمي هو مبادرة مدنية دولية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، عبر إرسال سفن تحمل نشطاء ومساعدات إنسانية من مختلف دول العالم. انطلق الأسطول الحالي من إسبانيا نهاية أغسطس 2025، ويضم 44 سفينة تقل مئات النشطاء من أكثر من 40 دولة.

وتعيد هذه المبادرة إلى الأذهان أساطيل سابقة أبرزها “أسطول الحرية” عام 2010، الذي تعرض لهجوم من البحرية الإسرائيلية أسفر عن مقتل عشرة نشطاء أتراك، ما أثار موجة إدانات دولية واسعة. ومنذ ذلك الحين، تكررت محاولات مدنية لكسر الحصار، غالبًا ما واجهت اعتراضًا عسكريًا من إسرائيل في المياه الدولية، وسط جدل قانوني وإنساني متواصل.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here