أفريقيا برس – تونس. تداولت صفحات اجتماعية تونسية صورا لمواطنين من ساحل العاج قالت إنهم قضوا ليلتهم في العراء أمام سفارة بلادهم في العاصمة التونسية خوفا من الاعتداءات التي يتعرضون لها في البلاد.
وأثارت الصور انقساما واسعا على مواقع التواصل، حيث ندد البعض بتصاعد “الخطاب العنصري” والاعتداءات ضد المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء، فيما دعا آخرون لوضع حد للتجاوزات التي يمارسها المهاجرون، الذين يعيش عدد كبير منهم بشكل غير قانوني في البلاد.
فيما عبر سيدو كوليبالي الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية في مالي عن “قلقه العميق” حول الوضع الحالي لمواطني بلاده والمهاجرين الأفارقة عموما في تونس، معتبرا أن “مشاهد العنف الجسدي أو الطرد من المباني أو مصادرة ممتلكات المهاجرين الماليين، بمن فيهم الطلاب الذين يواصلون دراستهم في تونس، هو أمر غير مقبول”، وفق بيان الخارجية المالية.
وقال خلال استقباله محمد أمين بن عون القائم بأعمال سفارة تونس في مالي، إن “حماية وأمن مواطنينا المقيمين في تونس يقعان على عاتق السلطات التونسية”، داعيا الحكومة التونسية إلى “اتخاذ التدابير اللازمة لضمان السلامة الجسدية وحماية ممتلكات مواطنينا وفقا للقوانين السارية في هذا الشأن”.
وكتب الخبير الأممي السابق عبد الوهاب الهاني “الأفروفوبيا والإسلاموفوبيا (الرهاب من إفريقيا والأفارقة والرهاب من الإسلام والمسلمين) جرائم عنصرية يمنعها ويعاقب عليها القانون وتحاربها مواثيق ولوائح الأمم المتحدة، وتم إدراجها كتجليات للعنصرية في قمة دربان (جنوب إفريقيا) العالمية ضد العنصرية في سبتمبر 2001 وفي قمة جينيف الاستعراضية ضد العنصرية لاستعراض ومتابعة وتعزيز قراراتها في أفريل 2008”.
وكتب الباحث حاتم غزال “موضوع المهاجرين غير النظاميين أنا مستعد لمواصلة الحديث فيه حتى لو كان أغلب التونسيين لا يوافقونني الرأي فيه و أتفهّم ذلك جيدا. وأتفهم أن أغلب التونسيين لا يمكن أن ينظروا لهذه المسألة كما ينظر إليها من تربى صغيرا في الكشافة ثم شابا في الهلال الأحمر ثم اشتغل في الطب في ثلاث قارات وفي عديد الدول التي تأوي ملايين المهاجرين النظاميين وغير النظاميين وتعايش وبقرب مع عشرات الجنسيات. حاجز الخوف من الآخر منهار تماما داخلي فأنا هو الآخر بالنسبة للآخرين أيضا”.
وأضاف “الخليج الذي يأوي عشرات الملايين من المهاجرين لم أسمع يوما فيه خطابا عن مخطط ماسوني لاستيطان الهنود أو البنغال في السعودية، ولا عن مؤامرة عالمية لتغيير التركيبة الديموغرافية للكويت ولا عن نيّة دنيئة لطمس الثقافة الخليجية. وعندما هاجر ملايين السوريين إلى تركيا وأوروبا لم تكن هناك قوة عالمية خفيّة تنوي أسلمة أوروبا مثلا، كما أن مئات الآلاف من التونسيين الذين ركبوا البحر نحو إيطاليا لا ينتسبون إلى تنظيم سري ينوي إقامة مستوطنة تونسية هناك”.
وتابع بالقول “الهجرة غير النظامية هي نتيجة طموح البشر الى العيش الكريم وهي ظاهرة عالمية لا تكاد تخلو منها دولة فحتى الدول التي يأتينا منها مهاجرون غير نظاميين هي بنفسها يهاجر إليها آخرون. وبالأرقام، تعتبر تونس من أقل الدول في العالم عرضة لهذه الهجرة وليس العكس. طبعا هذا لا يعني أن لا نهتم أبدا بالموضوع ولكنه موضوع يحتاج فقط إلى وضع الحكومة لبرنامج للتقليص من هذه الظاهرة بدون شوشرة وبدون بيانات ثورية وخاصة بدون هذه الهبّة الشعبية الكريهة التي تصوّر لنا هذه الشعوب على أنها شعوب متوحشة ومجرمة ومتآمرة وهي في الحقيقة شعوب طيبة ومسالمة ومحبّة جدا جدا للتونسيين”.
وكان الرئيس قيس سعيد تحدث في وقت سابق عن وجود “ترتيب إجرامي” لتوطين المهاجرين الأفارقة في بلاده بهدف تغيير تركيبتها الديموغرافية، وهو ما أثار موجة استنكار واسعة وأزمة دبلوماسية مع عدد من الدول الافريقية.
ولاحقا، تداولت صفحات اجتماعية أخباراً وفيديوهات لأفارقة تعرّضوا للعنف في البلاد، فيما أعلنت منظمات وشخصيات حقوقية تشكيل جبهة مناهضة لـ”الفاشية” في البلاد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس