قلبي : إصابة 67 شخصا و إقرار تعزيز الحضور الامني والعسكري بالولاية

102

استقبل، صباح اليوم السبت، كل من المستشفى الجهوي بقبلي والمستشفى المحلي بالفوار 67 شخصا بإصابات متفاوتة الخطورة، وذلك جراء تجدد الاشتباكات، منذ فجر اليوم، بين قريتي “بشني” من معتمدية الفوار و”الجرسين” من معتمدية قبلي الجنوبية، وفق ما أكده المدير الجهوي للصحة، محمد الهادي بن سليمان.
وأوضح المصدر ذاته وصول 43 مصابا الى المستشفى الجهوي بقبلي، في حين استقبل المستشفى المحلي بالفوار 24 حالة و يتم، حاليا، نقل 10 حالات منها الى المستشفى الجهوي بقبلي باعتبارها تتطلب تدخلات طبية أكبر على غرار التصوير بالمفراس او التدخل الشبه جراحي، مشيرا الى وجود حالة حرجة من بين 4 إصابات خطيرة، سيتم نقلها الى احد المستشفيات الجامعية بصفاقس لمزيد العناية الطبية، وهي حالة لشخص أصيب بآلة صلبة على مستوى الرأس.
من جهته، أكد والي الجهة، سامي الغابي أن تعزيزات أمنية من الحرس الوطني وصلت إلى المنطقة بطلب من السلطات الجهوية مدعمة بوحدات عسكرية من الجهة، وتمركزت بين اهالي القريتين ما أسفر عن حالة من الهدوء الحذر في كلا القريتين، مشيرا إلى أن وحدات الحرس الوطني استعملت الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المشتبكين والحيلولة دون سقوط ضحايا في ظل استعمال بنادق الصيد والحجارة والاسلحة البيضاء والعصي.
و دعا مجددا الى ضبط النفس وتحكيم العقل وعدم الانزلاق وراء الدعوات الى العنف التي لا تؤدي الا الى نتائج وخيمة لا تحمد عقباها ولا تخدم مصلحة الجهة التي ترنو الى تحقيق التنمية، مبينا انه سيتم عقد مجلس جهوي للامن، ظهر اليوم، لاتخاذ القرارات التي من شأنها الحد من حالة الاحتقان.
ومن جانبه، دعا نائب رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، توفيق حمادي، عقلاء المنطقتين الى تغليب لغة العقل وعدم الانزلاق وراء لغة العنف ودعواته التي تثير الفتن، مؤكدا ان كافة الاشكاليات المطروحة بين القريتين يمكن حلها عبر الجلوس على طاولة الحوار، و أعرب عن اسفه لما تؤول اليه الاوضاع بالجهة من حين لاخر بسبب هذه الخلافات التي لا مبرر لها.
وقد عبّر عدد من اهالي كلتا القريتين الموجودين بالمستشفى الجهوي بقبلي لوسائل إعلام، عن اسفهم عما آلت اليه الاوضاع بين القريتين، داعين الى التهدئة ومزيد التحكم في اندفاع الشباب الذي ادى الى هذه الاشتباكات التي تسببت في اصابة العديد من الاهالي.

كما تقرر خلال المجلس الجهوي للأمن بقبلي، المنعقد ظهر اليوم السبت، بمقر الولاية،  تعزيز الحضور الامني والعسكري بين القريتين، والتدخل بكافة الآليات التي يكفلها القانون من اجل فرض النظام العام ومنع حصول اشتباكات جديدة وفق ما أكده والي قبلي، سامي الغابي.
وأوضح مصدر لافريكا براس انه ورغم المجهودات التي بذلتها السلط الجهوية طيلة هذا الاسبوع لتطويق الخلاف الذي جد بين قريتي “بشني”” و”الجرسين” حول مسار طريق تربط بين القريتين، كان من المزمع الشروع في تعبيدها ضمن المخطط التنموي 2016 – 2020 ، الا ان الخلاف اتخذ مجرى خطيرا صباح اليوم ، من خلال تصاعد حدة العنف، وحصول اشتباكات بالايادي واستعمال العصي والاسلحة البيضاء وبنادق الصيد.
وأضاف أن هذه الاشتباكات أسفرت عن 78 اصابة تم تسجيلها في مختلف المؤسسات الصحية التي استقبلت الجرحى بكل من المستشفىى الجهوي بقبلي والمستشفيين المحليين بالفوار ودوز، مع إقرار ايواء 12 حالة بالمستشفى الجهوي بقبلي لمزيد متابعة حالاتهم الصحية بعد تلقي الاسعافات الضرورية والتدخلات الجراحية اللازمة، في حين تم نقل حالتين تعتبران خطيرتين الى المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، وقد غادر باقي الجرحى مختلف المؤسسات الصحية.
وللاشارة فان هذا الخلاف بين اهالي قريتي بشني والجرسين قد اندلع مطلع هذا الاسبوع جراء عدم اتفاق حول مسار طريق سيربط بين القريتين كان من المزمع الشروع في تعبيده ضمن المخطط التنموي 2016 -2020 وتطور هذا الخلاف ليتحول الى اشتباك باستعمال الحجارة والعصي ثم تصاعد، صباح اليوم، لتستعمل فيه بنادق الصيد من كلا الطرفين رغم عقد جلسة صلحية يوم الخميس الماضي تم خلالها الاتفاق على تفادي العنف وتاجيل النظر في مشروع الطريق واشكالية الحدود الترابية بين القريتين الى ما بعد شهر رمضان.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here