أفريقيا برس – تونس. تعيش تونس أسوأ موجة جفاف منذ عقود، في ظل انحباس الأمطار والتراجع الكبير في مستوى المخزون المائي في البلاد.
وكانت وزارة الفلاحة والموارد المائية اتخذت في وقت سابق إجراءات صارمة تقضي بمنع استخدام الماء المخصص للشرب في ري المحاصيل وغسل السيارات وتنظيف الشوارع، محذرة المخالفين من عقوبات تتعلق بالسجن ودفع غرامة مالية.
وتساءل مرصد رقابة، في فيديو نشره أخيراً على موقع فيسبوك “لماذا تأخرت الدولة في إيجاد الحلول؟ هل هي مسألة غياب إرادة؟ أم ضعف استشراف؟ أم فقدان سيادة؟”.
وانعكس الطقس الحار وقلة الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع، سلباً على مخزون المياه الجوفية، حيث لم تتجاوز نسبة امتلاء السدود 30 في المئة، وفق الإحصائيات الرسمية، ما دفع عدد كبير من الخبراء إلى دق ناقوس الخطر، والمطالبة بفرض حالة طوارئ مائية، معتبرين أن الإجراءات الحكومية المتعلقة بقطع المياه لبضع ساعات يوميا، وفق برنامج تقنين مؤقت، غير كافية.
وتوقّع الخبير في الموارد المائية، حسين الرحيلي، أن يكون فصل الصيف لهذا العام “صيفا عطشا” وأقسى من العام الماضي.
وأضاف في تصريح إذاعي “الصيف المقبل سيكون صعبا للغاية، وفترات انقطاع مياه الشرب ستكون أطول”.
وحثّ الحكومة على إعلان “حالة الجفاف والطوارئ المائية، لضمان التعويضات المالية من قبل صندوق الأوبئة، لصالح الفلاحين المتضررين، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي تنص على التقليص من الزراعات المروية والفصلية”.
واعتبر أن تأخر إعلان حالة الجفاف “يعود لعدم توفر الموارد المالية لصرف التعويضات الكافية للفلاحين المتضررين من الجفاف”.
كما دعت الخبيرة في الموارد المائية والتغيرات المناخية، روضة القفراج، إلى الإعلان بشكل رسمي عن حالة الجفاف ككارثة طبيعية تعيشها تونس، مشددة على ضرورة وضع خطة وطنية عاجلة لإدارة الأزمة المائية الحالية.
وقالت، خلال ندوة صحافية لشبكة تونس الخضراء، إن تونس تعيش حالة استثنائية فيما يتعلق بالوضع المائي، مطالبة بعقد جلسة لمجلس الأمن القومي، لوضع خطة عاجلة لمعالجة حالة الجفاف المستمرة منذ عدة سنوات، والتي قد تتسبب بأزمة غذائية في البلاد.
بالمقابل، نفى لسعد مزاح، رئيس غرفة منتجي المشروبات غير الكحولية، تسجيل أي نقص في المياه المعدنية المعلّبة في السوق، مشيرا إلى أنّ الأخبار المروّجة في هذا الخصوص عارية من الصحة.
وأضاف “السوق لم تبلغ إلى الآن فترة ذروة الاستهلاك التي تتزامن مع فصل الصيف، والمنتجون يعملون على توفير مخزون تعديلي يتمّ اللجوء إليه في فترة الذروة”.
ويبلغ استهلاك التونسيين من المياه المعدنية في فصل الصيف 10 ملايين قارورة في اليوم، في حين لا يتجاوز الإنتاج 7 ملايين قارورة، وتتم تغطية هذا النقص من المخزون الاستراتيجي الذي يبلغ 40 مليون قارورة.
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو
اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس