أفريقيا برس – تونس. في جلسة عامة خُصصت لمناقشة الوضع البيئي المتدهور في ولاية قابس، ألقى النائب ظافر الصغيري كلمة اعتبر فيها أن ما يحدث في قابس لا يجب التعامل معه بوصفه أزمة محلية فقط، بل هو مؤشر خطير على انهيار المنظومة البيئية على المستوى الوطني، ودليل على غياب استراتيجية شاملة ومستدامة للتصرف في الملفات البيئية.
الأزمة في قابس… صورة عن واقع وطني خطير
أكد النائب أن الانبعاثات السامة التي يتنفسها سكان قابس تمثل “عينـة مصغّرة” لما تعيشه مختلف الجهات التونسية، محذّرًا من أن تكرار نفس السيناريو وارد في مناطق صناعية أخرى مثل الصخيرة، صفاقس أو بنزرت، إذا استمر اعتماد سياسة ردّ الفعل بدل التخطيط الاستباقي.
وقال الصغيري: “لا نريد أن نكون مجرّد مطفئي حرائق. المطلوب وضع استراتيجية بيئية وطنية واضحة، تنقذ الحاضر وتؤمّن المستقبل.”
بلديات عاجزة ومنظومة نفايات منهارة
ولفت النائب الانتباه إلى أن 350 بلدية في تونس تعيش اليوم حالة عجز تام عن رفع الفضلات أو تثمينها، ما جعل البلاد تتحول إلى “مصب مفتوح”، على حد تعبيره. وأشار إلى أن مشكل النفايات في برج شاكير، عقارب وسوسة هو انعكاس لغياب الحوكمة الرشيدة وافتقاد الدولة لرؤية مركزية للحد من التلوث وإطلاق مشاريع التدوير والرسكلة.
الاستثمار البيئي… فرصة ضائعة
أكد النائب أن تونس لا تفتقر إلى الكفاءات ولا إلى الفرص، بل إلى الإرادة في تحويل التحدي البيئي إلى فرصة اقتصادية، مضيفًا: “الاستثمار في التدوير والطاقة النظيفة قادر على خلق آلاف مواطن الشغل وبعث شركات جديدة تخدم تونس وشبابها.”
وأشاد النائب ببعض التحركات العاجلة التي أعلنتها الحكومة، واعتبرها خطوة إيجابية، لكنه دعا إلى رؤية استراتيجية مرقمنة تُنفّذ على المدى القريب والبعيد، وتضع البيئة كأولوية وطنية لا مجال لتأجيلها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس





