اللجنة الدولية: أسطول الصمود نقطة تحول لكسر الحصار

13
اللجنة الدولية: أسطول الصمود نقطة تحول لكسر الحصار
اللجنة الدولية: أسطول الصمود نقطة تحول لكسر الحصار

أفريقيا برس – تونس. أكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن إطلاق أسطول الصمود العالمي يشكل تطورًا نوعيًّا في جهد المجموعات التضامنية الدولية لكسر الحصار البحري عن القطاع، وأن ما يحمله الأسطول من تنوع وعددٍ في السفن يمثل محطةً مفصليةً في مسار الحملات الإنسانية المبذولة نصرةً لأهل غزة.

وقالت اللجنة إن الأسطول الذي يزيد عدده عن خمسين سفينة انطلق متتابعًا ابتداءً من مساء الأحد 14 سبتمبر من موانئ في تونس وإيطاليا واليونان وليبيا، إضافةً إلى مجموعات من السفن الإسبانية التي أبحرت من ميناء برشلونة مطلع الشهر ثم توقفت لأيام في موانئ تونس لأسباب فنية وتنظيمية قبل معاودة الإبحار من ميناء بنزرت شمال تونس. وأضافت اللجنة أن منظمة الإبحار ستجتمع في نقطة التقاء قريبة من مالطا لتُكمل رحلتها المشتركة نحو شواطئ غزة.

وفي تفاصيل البيان الصحفي، قالت مصادر اللجنة إن السفن تحمل كميات من مواد الإغاثة والأدوية وحليب الأطفال، إلى جانب مئات المتضامنين من أكثر من أربعين دولة، بينهم نشطاء عرب وأوروبيون وشخصيات عامة وبرلمانيون وأطباء ورموز مجتمع من دول شمال أفريقيا، فضلاً عن مشاركين من ماليزيا وتركيا ودول من قارات العالم كافة.

وأكدت اللجنة أن الهدف الإنساني من هذه المبادرة يتمثل في فتح ممر بحريٍّ للإغاثة يجعل البحر طريقًا لأحرار العالم الراغبين في إيصال المساعدات ووقف ما وصفته بـ«جريمة الإبادة والتهجير» التي يتعرض لها سكان غزة، مع الدعوة إلى جعل البحر ممراً للحرية وإيصال أسباب الحياة لأهل القطاع.

وذكرت اللجنة أن تجربة الأسطول من حيث الضخامة والتنوع من الممكن أن تشكل نقطة تحول في عمل مجموعات التضامن، ما يَعِدُ بمرحلة جديدة من التحرك الدولي الشعبي المناصر لحقوق الفلسطينيين. وقال البيان إن ركوب البحر والمخاطرة بالمواجهة مع قوات الاحتلال هو استجابة لنداء الواجب وصرخات الأطفال والنساء والرجال في غزة، و«تعبير عن مشاركة المعاناة وعلى أمل تخفيف آثار الحصار على المدنيين».

في هذا السياق، طالب البيان المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية للمتضامنين والنشطاء المشاركين في المهمة الإنسانية، مؤكدًا أن أي اعتداء على السفن أو ركابها يعد جريمة كبرى ومخالفة صريحة للقانون الدولي الذي يمنع الاعتداء على السفن السلمية في المياه الدولية. وأضافت اللجنة أن على الدول ذات رعايا على متن السفن التدخل الفاعل لتسهيل مهمة الأسطول وتمكينه من إيصال المساعدات إلى المستفيدين في غزة دون عوائق أو ممارسات تعرقل وصول المساعدات.

ودعا زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، في تصريح صحفي، إلى إبقاء الأضواء الإعلامية مسلطة على غزة وما يجري فيها من إبادة وتدمير وتهجير، وقال: «يجب أن تظل كل الأنظار مركزة على غزة وما يجري فيها من فاجعة إنسانية»، وأضاف أن متابعة مسار السفن تأتي منسجمة مع محاولة وقف المأساة، لكنها في الوقت ذاته تذكير بأن غزة هي أصل القصة ومحور الأحداث. وشدد بيراوي على أهمية تكثيف التحركات الشعبية والدولية للضغط من أجل إيقاف «المجزرة الكبرى» بحق الشعب الفلسطيني في غزة بكل الوسائل المشروعة المتاحة.

من جهة أخرى، شددت اللجنة على أن تحركاتها لا تُعَدّ بديلاً عن الواجب الرسمي للدول والمؤسسات الدولية في حماية المدنيين وتسهيل دخول المساعدات، بل هي مكملة للضغط الشعبي والدبلوماسي على صنّاع القرار لصياغة مواقف أكثر وضوحًا وحسمًا تجاه انتهاكات القانون الدولي. وقال البيان إن توقيت انطلاق الأسطول يأتي في ظل حاجةٍ ملحّةٍ لإيجاد قنواتٍ إنسانية عاجلة تجاه غزة، وخاطب المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية.

واختتمت اللجنة بيانها بنداءٍ إلى حكومات العالم العربي والإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية للارتقاء في مواقفها إلى مستوى التهديد الذي تمثّله سياسات دولة الاحتلال، والدفع نحو عملٍ دبلوماسي وعملِي جاد يساهم في وضع حدٍّ لجرائم الإبادة والتهجير، ويستجيب لنبض الشعوب الداعمة للتصدي لهذه الممارسات. وأكدت اللجنة أن نجاح الأسطول أو فشله لن يقلل من عزم الحراك الدولي على مواصلة التضامن مع الشعب الفلسطيني حتى يتم إحلال السلام والعدالة ورفع الحصار عن غزة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here