أفريقيا برس – تونس. دعا المترشح للانتخابات الرئاسية 2024 زهير المغزاوي خلال ندوة صحفية الجمعة، التونسيين إلى”التصويت بكثافة في السباق الرئاسي المقرر إجراؤه الأحد، مؤكدا “أنه ليس مرشحا صوريا، وأنه لا أحد بوسعه تزوير الإرادة الشعبية.”
وتوجه المغزاوي مخاطبا التونسيين “لقد جلت أغلب المدن التونسية وأصغيتم إلى برنامجي الانتخابي.. لا يجب أن يبقى الوضع كما هو عليه الآن…علينا تغيير واقعنا الاقتصادي والاجتماعي وتحسين مناخ الحريات والتعليم وغلاء الأسعار وغيرها من الملفات..كل هذا لن يتحقق إلا بالتصويت.”
وأبدى أمله في أن ” تكون نسبة الإقبال على التصويت جيدة”، مقرا في الوقت ذاته “بحالة الإحباط لدى الشارع ومناخ التخويف الذي عم البلاد.”
وتابع “استراتيجيا المنافس اعتمد على التخويف لكننا نريده عُرسا انتخابيا، ولدينا ثقة في مشاركة شعبية واسعة يوم الاقتراع.”
وبين أنه “رغم ما راج في الأوساط السياسية عن إمكانية انسحابه من السباق بسبب تزايد الضغوط والتضييقات على المترشحين وتسارع الأحداث إلا أنه لم يفكر في ذلك”، مشددا “على مواصلته المعركة الانتخابية إلى النهاية.”
وتوجه المغزاوي إلى كل القوى السياسية التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات لثنيها عن قرارها بالقول “أحترم موقفكم لكنه ليس حلا بل سيزيد الأوضاع سوءا.”
وأكد انفتاحه على كل “القوى السياسية والمدنية والاجتماعية من أجل إنقاذ تونس.”
وعن إمكانية تزوير نتائج الانتخابات، أشار إلى أنه ” لا توجد ضمانات على ذلك، لكننا في المقابل موجودون في مكاتب الاقتراع ولدينا ثقة في مؤسسات الدولة”.
وعلق “هناك من يقول لنا أن النتيجة محسومة وأن منافسنا هو من سيربح الانتخابات وسيربحها بأي طريقة كانت”.
واستدرك “لكن مادامت روح الثورة موجودة لدى التونسيين لا أحد بإمكانه تزوير الإرادة الشعبية، حيث كانت أبرز عناوين الثورة هو تحرير الإرادة الشعبية من النظام الاستبدادي، لذلك لن يحسم الانتخابات إلا صناديق الاقتراع النزيه.”
ونفى المغزاوي أن “يكون منافسا صوريا بسبب تأييده لمسار 25 جويلية، معلقا “لم أكن يوما منافسا صوريا أنا منافس جدي وأخوض المعركة الانتخابية إلى النهاية وسأقبل بنتيجة الانتخابات، وسنواصل النضال ضد الديكتاتورية.”
وأوضح “صحيح أننا أيدنا 25 جويلية كحال غالبية التونسيين لكن حين لاحظنا انحرافات بالمسار تحدثنا عنها بكل شجاعة، لم نصمت ورفضنا أن يتواصل هذا العبث.”
وأردف “لدينا موقف سياسي واضح، نحن اعتبرنا 25 جويلية لحظة بوسعها أن تنقل البلاد من وضع رديء إلى وضع أفضل لكننا اكتشفنا أن هذه اللحظة هي الأكثر رداءة مقارنة بالأوضاع السابقة وقدمنا البديل للتونسيين.”
وجدد المترشح الرئاسي في ختام حديثه دعوة التونسيين إلى التصويت المكثف حيث أن البلاد أمام خيارين إما ” الانتخاب والتغيير أو الاستعداد إلى واقع أسوأ خاصة في مجال الحريات وقد رأينا نماذج وأمثلة على ذلك في الآونة الأخيرة.”
وأبرز”الخيار هو التصويت لأن المقاطعة تعني موضوعيا أن النتائج ستكون لصالح قيس سعيد، لن نستطيع تحقيق التغيير إلا عبر التصويت بكثافة.”
وحاول المغزاوي طمأنة الناخبين بالقول”أقول للتونسيين لا تخافوا، لن نعيدكم إلى الوراء كما يروج خصمنا لأننا لم ننسى نضالات شعبنا ضد الإرهاب ولم ننسى شهدانا وجنودنا في جبال القصرين وقضية عمر العبيدي ولم ننسى حقوق التونسيين بل سنعيدها لهم عبر دولة اجتماعية حقيقية وفريق عمل من أفضل الكفاءات.”
وختم بالقول”هناك من يؤمن أن تونس أخرى ممكنة، سأكون في مستوى ثقتكم.”
ويعد المغزاوي التونسيين في حال فوزه بالرئاسة ب”بناء دولة ديمقراطية اجتماعية وديمقراطية حقيقية”.
ويطرح برنامجه الانتخابي أولويات على مستوى سياسي واقتصادي غير أن” الانتخابات البلدية ستكون أولى خطواته في حال نجاحه في الوصول إلى كرسي الرئاسة وذلك لتأمين مصالح المواطنين المعطلة”. وفق تقديره.
وسبق أن شرح مضامين برنامجه الانتخابي في حوار خاص مع “أفريقيا برس”، حيث يقترح البرنامج مخططا متكاملا لمعالجة أبرز الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويراهن برنامج المغزاوي على القيام بتعديلات دستورية، ومن أهم الفصول التي يعطيها الأولوية أثناء تعديل الدستور هي تلك المتعلقة بالنظام الرئاسي والفصل بين السلطات بهدف تكريس التوازن بينها خاصة في المجالين التشريعي والقضائي، كما يعيد النظر في هيكلية ودور السلطة التشريعية ومراجعة مفهوم الوظيفة الذي جعل المؤسستين التشريعية والقضائية مجرد أذرع ملحقة بالسلطة التنفيذية.
ولمعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية يضمن البرنامج الشروع في ذلك من خلال العمل على إدماج الاقتصاد الموازي ومراجعة السياسة النقدية للدولة ورقمنة الإدارة وضبط مسالك التوزيع، وقبل ذلك، التخلي عن اعتبار الاستهلاك محركا للاقتصاد لأن ذلك هو ما كرس حالة التوريد العشوائي وإهتراء مسالك الإنتاج في المجالين الفلاحي والصناعي.
وعلى صعيد دبلوماسي، يراهن المغزاوي على تطوير العلاقات الدولية بما يخدم مصلحة تونس مع الأقطاب الاقتصادية الصاعدة وفي مقدمتها الصين، ولا يعني معاداة الشركاء التقليديين لتونس وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا. ويرى أن المطلوب هو الدفع نحو تحويل علاقتنا بالجار الأوروبي إلى شراكة حقيقية ومتوازنة، وليس تبعية مغلفة بعناوين مخادعة من قبيل الشريك المميز والشراكة الإستراتيجية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس