افريقيا برس – تونس. لم يخفي القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك انزعاجه من دخول الأميرال المتقاعد كمال العكروت للحياة السياسية.
وأكد المكي انه لا يمكن منع تونسي من الدخول إلى معترك السياسة بحجة خلفيته العسكرية لكن في المقابل هنالك مخاطر يمكن ان تحدق بالعملية الديمقراطية.
وكان الاميرال كمال العكروت قال في مداخلة على قناة التاسعة انه عمل على ملف الجهاز السري لحركة النهضة مضيفا طلبت إحالته على القضاء العسكري عندما كنت مستشارا للسبسي.
واضاف كمال العكروت القضاء المدني اطال النظر في الملف فطلبت احالته للقضاء العسكري لكن لم يحدث شيئ.
وتابع العكروت حرصت على اولوية النظر في الملف لانه يمس الامن القومي لكن دون جدوى.
يشار أن الاتهامات الموجهة لحركة النهضة تأتي بالجمع بين جناحين مدني وآخر عسكري، في ضوء اشتباه حول اختراق الحركة لأجهزة الدولة، وتورطها في عمليات تجسس، وفي وقت كان يسوده التوتر بين الحركة والرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
وأثيرت القضية منذ إعلان هيئة الدفاع عن السياسيين الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وجود عمليات اختراق واسعة لأجهزة الدولة من قبل الحزب، بالإضافة إلى عمليات تجسس واسعة النطاق. وأن حركة النهضة تلاعبت في معلومات لها علاقة باغتيال الرجلين.
من ناحية أخرى قال كمال عكروت، في بيان نشره يوم الثلاثاء 25 ماي 2021، انه بالرغم من “نجاحنا في تنظيم ستّ اِنتخابات إلاّ أنّ الفشل رافق عمل أغلب الحكومات فأمعنت في التسوّل وأغْرقت البلاد في مديونيّةٍ غير منتجةٍ اِرتهنت بها مستقبل الشّعب لتتركهُ يواجهُ المجهولَ في ظلِّ برلمانٍ فاقدٍ لكلِّ مصداقيّة ومنكبٍّ على الصراعاتِ الجانبيةِ”.
وأضاف الأميرال، ان البلاد تشهد “اليوم من تدهورٍ مستمرٍ للقدرةِ الشرائيةِ للمواطن من جهة وانهيارٍ سريعٍ للمؤشِّرات الاقتصاديَّة والماليَّة زادته جائحةُ كورونا تعقيدًا من جهة أخرى، وأمام بداية تفكك لمقومات الدّولة ومؤسَّساتها ، يجعلنا نستلهم من صرخَة زعيم شباب تونس علي البلهوان لنقول معه “كفى لعبًا إنّ البلادَ مريضة ً وليس بشربِ الماءِ تنطفئ الحمَى”.
وأكد أنه “قدْ حان زمن الإنقاذ، الواجب يدعونا جميعًا، ممّن يرفضُون تواصل منظومةِ الفشلِ والرداءةِ والتحيّلِ السياسيِّ من كل جهات البلاد كما أبناءها بالخارج، لرّص الصفوف وتجميع القوى”.
وأوضح ان الانقاذ يتمثل بالأساس في “جرْدِ حساب شامل وشفّاف لمختلَف المجالات وخاصّة الماليّة العموميّة”، ودعا إلى “تخليص البلاد من منظومة اِستبداد بعض الأحزاب بمقدّرات البلاد بمنطق الغنيمة و اِحتكار القرار الوطنيِّ، وإعادة السّيادة للشًّعب للتعبير عن إرادته
وكتب المكي في صفحته الرسمية على الفايسبوك التدوينة التالية:
“الى الصديق كمال العكروت
رغم أنني لا أشجع على انخراطك مباشرة في الحياة السياسية فالتجربة الديمقراطية في بلادنا لا تزال ناشئة، فتخيل أن يقوم ضابط أو ضباط متقاعدون مثلك و يبادرون بشئ يعارض ما بادرت به و ينحازون ضد انحيازك، ألا ينعكس ذلك سلبا على صورة الجيش الوطني الباسل؟
فمبادرتك فيها انحياز سياسي و حزبي و ليست مواقف عامة. ما أقدره أنك مطالب بشئ من التحفظ و الاكتفاء بالمواقف العامة دون انحياز سياسي واضح.
و رغم ذلك لا أستطيع منعك من حقك الدستوري و أكتفي بواجبي و حقي في إبداء الرأي من مبادراتك الأخيرة و أقول ما يلي:
إن استبدال الطبقة السياسية الحالية لا يكون الا بطريقتين
1) الدعوة إلى حوار وطني يحدد فيه المشاركون اين تكمن المصلحة الوطنية بما في ذلك ائتلاف الحكم
2) الدعوة الى انتخابات سابقة لأوانها
و هاذين الحلين يجب ان يكونا تحت سقف الدستور و القانون و كذلك يتطلب ان تستثمر في فلسفة التقريب و الوئام الوطنيين و ليس العكس بالاستهداف لشركاء في الوطن، لان الحوار او الدعوة الى الانتخابات تقتضيان تجميع كلمة اهم الشركاء لآستيفاء الشروط السياسية و الدستورية و القانونية لنجاحهما.
غير ذلك لن يكون الا دفعا نحو صيغ مجهولة و غير منظبطة قد يكون أفضلها أسوأ مما نحن فيه.
وقت الأزمات السياسية لا تنفع المواقف الحادة و الحريصون على الحل لا يدفعون إليها.
هذا رأيي و الله أعلم”