أفريقيا برس – تونس. نظم عدد من التجار في مدينة بن قردان الحدودية احتجاجات، مساء السبت، للمطالبة بفتح المعبر الحدودي في رأس جدير، وإيجاد حلول تنموية لآلاف العاملين في التجارة البينية بين تونس وليبيا.
تجمّع عدد من التجار الناشطين في التجارة البينية بين البلدين بمفترق المغرب العربي في مدينة بن قردان، مطالبين السلطات بالتدخّل العاجل والتنسيق مع الجانب الليبي، قصد التسريع في استئناف نشاطهم التجاري المتوقف منذ يوم 19 مارس/آذار الحالي، بعد اتخاذ السلطات الليبية قرارا بغلقه.
وأكد رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير أن التجار أشعلوا الإطارات في وسط مدينة بن قردان، قبل أن يتدخل الأمن لتفريقهم .
وقال عبد الكبير إن “أغلب المحتجين هم إما تجار يعملون في التجارة البينية أو أجراء في محلات تورّد السلع إلى ليبيا”، مشيراً إلى أن “تواصل غلق المعبر أحالهم على البطالة القسرية ويهدد مصدر قوتهم” .
ورجّح عبد الكبير أن “يعاد فتح معبر رأس جدير أمام حركة الأفراد والسلع في الأيام القادمة، بعد قيام الجانب الليبي بالترتيبات اللازمة”.
ويستمر منع التجار التونسيين من دخول ليبيا، بعد غلق المعبر الحدودي رأس جدير، عقب اشتباكات مسلحة بين قوات مسلحة ليبية، بينما سُمح للتونسيين في ليبيا بالعبور وتحويل جزء من حركة الأفراد نحو معبر الذهيبة وازن.
وكانت وزارة الداخلية الليبية، قد أعلنت على حسابها الرسمي على موقع فيسبوك، صدور “أوامر فورية بإغلاق المعبر إثر تهجّم ما وصفتها بمجموعات خارجة عن القانون على المنشأة الحدودية، بهدف إثارة الفوضى فيها”.
وجاء قرار غلق المعبر من الجانب الليبي عقب اشتباكات مسلحة بين قوات إنفاذ القانون التابعة لوزارة الداخلية وقوة أمنية تابعة لزوارة تسيطر على إدارة المعبر.
ويقع معبر رأس جدير في مدينة بن قردان في محافظة مدنين جنوب شرق تونس، ويبعد نحو 30 كيلومتراً عن مركز المدينة، وقرابة 180 كيلومتراً عن العاصمة الليبية طرابلس.
ومنذ غلق المعبر جرى تحويل حركة العربات والسلع نحو معبر الذهيبة وازن في محافظة تطاوين، كما قامت الجمارك التونسية بمنح شاحنات التصدير رخصا استثنائية لتحويل مسلكها البري.
ويوجد معبران حدوديان بين تونس وليبيا: الأول رأس جدير والثاني معبر الذهيبة وازن في مدينة ذهيبة بمحافظة تطاوين.
وسجلت الوحدات العاملة بمعبر ذهيبة وازن الحدودي عبور ما يفوق 25 ألف مسافر في الاتجاهين منذ غلق معبر رأس جدير، فضلا عن عبور حوالي 200 شاحنة تجارية يوميا.
وأدى غلق معبر رأس جدير الحيوي بين تونس وليبيا إلى انعكاسات مباشرة آنية على حركة الأفراد والسلع بين البلدين، حيث تعبر يومياً مئات الشاحنات من الجانبين في إطار التجارة البينية المنتظمة وتصدير السلع التونسية نحو جارتها الجنوبية.
كذلك تسيّر عبر المعبر ذاته حركة تجارية موازية تمثل مصدر دخل رئيسياً لآلاف الأسر في الجنوب التونسي التي تعيش من تجارة البنزين والسلع الإلكترونية والغذائية التي يتم توريدها بطرق غير نظامية.
وتتبع التجارة غير الرسمية، بحسب دراسة لمعهد كارنيغي للشرق الأوسط صدرت عام 2022، شكل هيكل هرمي يتكوّن من 5 إلى 6 آلاف شخص يعملون مباشرة فيها.
وكانت دراسة سابقة للبنك الدولي قدرت حجم كميات المحروقات المهربة عبر الحدود الليبية التونسية بنحو 495 مليون لتر، بما يمثل أكثر من 17% من استهلاك المحروقات في البلاد.
وتوزّع البضاعة المهربة في جل محافظات الجنوب التونسي لتصل حتى الوسط التونسي في محافظات الوسط التي تبعد أكثر من 250 كيلومتراً عن منطقة بن قردان، منطقة التزود الرئيسية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس