أفريقيا برس – تونس. أكد المكتب السياسي الموسّع لحركة الشعب، عقب اجتماعه الدوري، أن أوضاع الحقوق والحريات في تونس تمرّ بمرحلة دقيقة تتطلب مراجعة عاجلة للسياسات المتبعة. وقالت الحركة في بيانها إن الزجّ بالمواطنين في السجون دون ضمانات المحاكمة العادلة أمام قضاء مستقل يمثل خطرًا على استقرار البلاد ويضرّ بسمعتها في الخارج.
وأضافت أن احترام الكرامة الإنسانية وتوفير ظروف احتجاز مطابقة للمعايير الدولية من شأنه أن يرسخ الثقة بين المواطن والدولة. كما شددت على تمسكها بحق جميع الموقوفين في محاكمة علنية وحضورية تضمن العدالة والمساواة أمام القانون.
وفي الشأن البرلماني، قالت حركة الشعب إن مشروع ميزانية الدولة لسنة 2026 “يفتقر إلى رؤية إصلاحية حقيقية” ويكرس ما وصفته بالنهج القديم الذي أدى إلى تفاقم المديونية وتدهور الخدمات العامة. وأكدت أن الميزانية الحالية ذات طابع “محاسبي صرف” تهدد بانهيار المؤسسات العمومية.
وأضاف البيان أن لجوء الحكومة المتكرر إلى الاستدانة من البنك المركزي “يعمق التضخم ويضعف الدينار”، مما يؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية رغم الزيادات المرتقبة في الأجور. كما انتقدت الحركة تعامل السلطة مع أزمة قابس، معتبرة أن “الوعود الجوفاء وتشكيل لجان مبهمة” يزيدان الوضع تأزماً.
وأكدت الحركة أن محاربة الفساد ضرورية، لكنها حذّرت من “تجريف الحياة المدنية” عبر وضع الأحزاب والمنظمات في سلة واحدة، داعية إلى تشريعات واضحة تجرم التمويل الأجنبي وتراجع المراسيم القائمة. كما طالبت نواب الشعب بالإسراع في سن قوانين تضمن استقرار مؤسسات الدولة وإنشاء المحكمة الدستورية المنتظرة.
تأتي مواقف حركة الشعب في سياق سياسي يتسم بتوتر متزايد بين السلطة التنفيذية والمعارضة، وسط انتقادات متصاعدة حول أوضاع الحريات في البلاد.
ويُنظر إلى هذا البيان على أنه محاولة لإعادة تموضع الحركة ضمن المشهد السياسي بعد فترة من الغياب النسبي عن الواجهة، خصوصًا مع اقتراب مناقشة قانون المالية الجديد الذي يعتبر اختبارًا للسياسات الاقتصادية للحكومة.
كما يعكس البيان تصاعد القلق داخل الأوساط السياسية من تفاقم الأزمة الاجتماعية وتراجع الخدمات الأساسية. ويبدو أن حركة الشعب تسعى عبر هذا الخطاب إلى إبراز نفسها كقوة معارضة مسؤولة تجمع بين البعد الحقوقي والاجتماعي، مع التركيز على الدعوة إلى إصلاح مؤسسات الدولة والالتزام بالمعايير الديمقراطية في إدارة الشأن العام.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس





