حمّة الهمّامي: قيس سعيّد أخطر من بن علي

45
حمّة الهمّامي: قيس سعيّد أخطر من بن علي
حمّة الهمّامي: قيس سعيّد أخطر من بن علي

أفريقيا برس – تونس. دعا حمّة الهمّامي الأمين العام لحزب العمال التونسي، الرئيس قيس سعيد إلى الرحيل بعد فشل الاستفتاء، معتبرا أن “نظامه أسوأ من نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي”، كما وجه انتقادات للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي اتهمه بالتحالف مع الإسلاميين ضد اليسار، مشيرا إلى أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بدأ حياته قوميا قبل أن يعتنق الإسلام السياسي في سوريا.

وقال الهمامي، في حوار خاص مع “القدس العربي”، يُنشر لاحقا “أدعو الرئيس قيس سعيد للرحيل بعد فشل الاستفتاء على دستوره، هو يقتدي دوما بالجنرال شارل ديغول، وديغول استقال عام 1969 (رغم أنه لم يكن ملزما بذلك) بعدما شارك 48.8 فقط من الناخبين في الاستفتاء، وقيس سعيد وضع استشارة شارك فيها 5 في المئة فقط من الناخبين، ورغم التزوير وغيره لم يتمكن من الحصول سوى على اقل من ثلث عدد الناخبين في الاستفتاء، بالإضافة إلى الكارثة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد”.

وأضاف “في بداية 2020 عقدنا اجتماع لجنة مركزية لحزب العمال بعنوان “إلى أين تسير تونس”، وتوصلنا إلى نتيجة أن النهضة ترهلت وبدأت تفقد شعبيها في تونس (انخفض عدد من الناخبين من مليون ونصف إلى نصف مليون)، فضلا عن تراجع الدعم الدولي لها، واعتبرنا حينها أنه مع تصاعد ظاهرة الشعبوية في العالم، فإن قيس سعيد يمثل الخطر الداهم في تونس، وسيكون خطه السياسي والفكري الذي أعلن عنه عبر وسائل الإعلام هو نواة لنظام مستبد سيقوم بحل البرلمان ورفض الأحزاب”.

وأشار إلى أن الدول الغربية تفضل دوما التعامل مع نظام ديكتاتوري يقوده فرد واحد، على غرار ما حدث مع بورقيبة وبن علي، مشيرا إلى العلاقة الجيدة التي تجمع سعيد بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فضلا عن علاقته الجيدة بالأنظمة في مصر والإمارات والسعودية.

وأضاف “في أيار/مايو 2020 حذرت من انقلاب قادم في تونس، لأن الصراع كان على أشده بين قيس سعيد وحركة النهضة، ودخل سعيد الذي أراد الاستيلاء على جميع القوات الحاملة للسلاح (الجيش والشرطة) في معركة تكسير عظام مع النهضة بهدف الاستيلاء على جميع مؤسسات الدولة، وكان يستعد جيدا لسيناريو “الانقلاب”، واستغل النقمة على النهضة يوم 25 تموز/يوليو 2021 وخروج عشرة آلاف متظاهر ليعلن عن هذا السيناريو”.

“بورقيبة منح إخوان مصر الجنسية التونسية نكاية في عبد الناصر”

من جانب، أكد الهمامي، الذي يعتبر من أبرز القيادات اليسارية في تونس، أن نظام الرئيس السابق الحبيب بورقيبة تحالف مع الإسلاميين لضرب اليسار الذي كان يشكل في الستينيات والسبعينيات قوة كبيرة في البلاد.

وأوضح بقوله “نظام بورقيبة، ممثلا أساسا بمحمد الصيّاح (وزير وسفير سابق)، استوعب الجماعات الإسلامية لضرب اليسار. ففي عام 1969 خلال المد السوفييتي والصيني، قطع بورقيبة العلاقات مع الصين بعد إيقاف عشرات الشباب المتأثرين بالثورة الثقافية في الصين، وقرر النظام حينها مواجهة اليسار بالعناصر الإسلامية، وحينها عاد راشد الغنوشي الذي كان في سوريا إلى تونس، وشكل مع عبد الفتاح مورو بدأ جمعية المحافظة على القرآن الكريم. وكان هجومهم مستمر على اليسار الذي نعتوه بالكافر”.

وأضاف “بورقيبة لديه خطاب شهير عام 1973، قال فيه “أوصيكم بالدين فهو خير واقٍ لكم من التيارات الهدّامة (في إشارة لليسار). وكانت له أيضا علاقة جيدة بإخوان مصر ومنح بعضهم الجنسية التونسية لأنه كان ضد جمال عبد الناصر، حيث كانت العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين تونس ومصر بعد خطاب أريحا الشهير لبورقيبة عام 1965 (دعا فيه الفلسطينيين للتخلي عن سياسة الكل أولا شيء) وعادت بعد نكسة حزيران عام 1967، وقبلها توسط بورقيبة لدى عبد الناصر للتراجع عن إعدام سيد قطب، وهو ما رفضه عبد الناصر”.

“الغنوشي بدأ قوميا ناصريا قبل أن يصبح إسلاميا في سوريا”

وفي السياق، أشار الهمامي إلى أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة “كان في بداية حياته أقرب للتيار القومي من الإسلاميين، وهذا ما يؤكده عدد من رفاقه في الجنوب التونسي، لكن التحق بالإخوان المسلمين الذين أثروا فيه خلال دراسته في سوريا (التي وصلها من مصر حيث يشير البعض إلى تأثره بالتيار الناصري)”.

وقال الهمامي إن نظام بن علي مارس التضييق على حركة الاتجاه الإسلامي، ما دفع الغنوشي لـ”التفاوض مع النظام لتأمين مغادرة تونس باتجاه الجزائر”، مشيرا إلى أن “نظام بن علي كلف السياسي أحمد نجيب الشابي بالتفاوض مجددا مع الغنوشي الذي كان حينها في السودان، ولكن بن علي بعدما تقدم في قمع النهضة لم يعد بحاجة لمحاورة الغنوشي”.

وكان الغنوشي أشاد في حوار سابق مع “القدس العربي” بفترة إقامته في بريطانيا، بعد حصوله على اللجوء فيها، حيث قال “ذهبت إلى بريطانيا، فهناك ملكة لا تعلن الإسلام، ولكنها تعلن حقوق الإنسان، وعشت فيها 22 سنة لم يسألني فيها شرطي لماذا قلت ما قلت، ولماذا ذهبت إلى ذلك البلد أو غيرها، رغم أني جلت العالم، وتمنيت أن يكون لدينا مجتمع إسلامي تتوفر فيه حقوق الإنسان، على غرار بريطانيا العلمانية”.

المصدر: القدس العربي

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here