أفريقيا برس – تونس. أكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في بيان، أن المهاجر التونسي الذي قُتل رمياً بالرصاص في فرنسا يوم السبت 31 ماي، كان ضحية “جريمة عنصرية شنيعة”، معربًا عن بالغ سخطه إزاء ما وصفه بـ”عمل عنصري كريه” استهدف مواطنًا تونسيًا في الأراضي الفرنسية.
وقال المنتدى، في بيان وقّعه رئيسه عبد الرحمان الهذيلي، إن هذه الجريمة ليست معزولة، بل تأتي بعد أقل من شهر على جريمة عنصرية أخرى استهدفت مصلّين في أحد المساجد بفرنسا، ما يكشف، بحسب البيان، عن “أرضية خصبة تتنامى فيها خطابات الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين والمسلمين”، تغذيها الشعارات الشعبوية لليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا، وسط “تواطؤ رسمي وتهاون مقلق في مواجهتها”.
وأضاف المنتدى أنه “يُعلن تضامنه الكامل مع عائلة الضحية”، مطالبًا السلطات التونسية بتحمل مسؤولياتها عبر اتخاذ كل الإجراءات الدبلوماسية الممكنة لضمان محاسبة الجاني، وللدفاع عن حقوق وكرامة التونسيين المقيمين بالخارج.
وأكد البيان أن هذا الفعل الإجرامي يعكس الوجه القبيح للعنف العنصري الذي لا يزال يهدد المهاجرين، ويحاول تقسيم المجتمعات الأوروبية على أساس عرقي وديني، مع تصوير المهاجرين كخطر على التماسك الاجتماعي.
وشدد المنتدى في ختام بيانه على أن هذه الجريمة تذكير صارخ بأن “الوقوف في وجه العنصرية هو مسؤولية جماعية”، داعيًا إلى بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافًا، تضمن الأمن والكرامة لكل أبنائها، دون تمييز.
وشهدت الجالية التونسية في فرنسا وأوروبا خلال العام الأخير سلسلة من الاعتداءات العنصرية المقلقة، تعكس تصاعدًا في الخطابات والممارسات المعادية للمهاجرين.
في فرنسا شهدت البلاد تصاعدًا في حوادث الكراهية العنصرية ضد الأجانب والتونسيين بلغت 15 ألف جريمة عنصرية. من أبرز هذه الحوادث، مقتل المواطن التونسي هشام ميراوي، البالغ من العمر 35 عامًا، على يد جاره الفرنسي في مدينة بوجيه-سور-أرجينز جنوب شرقي فرنسا. أطلق الجاني خمس رصاصات على ميراوي، ونشر مقاطع فيديو ذات محتوى عنصري قبل وبعد الجريمة.
وفي ألمانيا، تعرض طالب تونسي لاعتداء عنصري من قبل مواطن ألماني، مما دفع وزارة الخارجية التونسية إلى متابعة القضية والتأكيد على ضرورة حماية المواطنين التونسيين في الخارج.
وشهدت بريطانيا ارتفاعًا قياسيًا في حوادث الكراهية ضد المسلمين خلال عام 2024، حيث أفادت منظمة “تيل ماما” بأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد أججت الكراهية على الإنترنت، مما أدى إلى زيادة في الهجمات اللفظية والجسدية ضد المسلمين، بما في ذلك الجالية التونسية.
وفي إيطاليا سُجّلت عشر وفيات في صفوف المهاجرين التونسيين داخل السجون ومراكز الاحتجاز الإيطالية عام 2024، بعضها في ظروف غامضة لم تُكشَف ملابساتها بعد، مما أثار تساؤلات حول ظروف الاحتجاز والمعاملة. كما تعرض شاب تونسي لاعتداء عنصري من قبل مجموعة من مشجعي فريق “برو فوسترو”، أطلقوا عليه عبارات مهينة تنمّ عن كراهية عنصرية متصاعدة. في المقابل، لم تُصدر السلطات التونسية أي بيانات رسمية توثق هذه الانتهاكات.
وفي الدنمارك، سُجّل اعتداء عنصري استهدف أسرة تونسية، حيث تعرض أفرادها لمضايقات وتهديدات من قبل جيرانهم، مما أثار استياءً واسعًا في الأوساط الحقوقية. وقد أشارت تقارير إلى زيادة بنسبة 17% في الشكاوى المتعلقة بالعنصرية، مع توجيه غالبية جرائم الكراهية بدوافع دينية ضد المسلمين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس