سقوط جرحى في تفجير انتحاري ضرب وسط العاصمة

137

هز انفجار شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، في هجوم انتحاري، نفذته امرأة. وأفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق، بأن التفجير الانتحاري الذي جد الإثنين وقع على الساعة الثانية بعد الظهر بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة قبالة المسرح البلدي، وأدى إلى إصابة 8 أعوان أمن ومدني. وأضاف أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة والمستشفى العسكري.

وفي تصريح لاحق أفاد المتحدث باسم الإدارة العامة للأمن الوطني، العقيد وليد حكيمة أن العملية الارهابية التي جدت ظهر اليوم بشارع الحبيب بورقيبة أسفرت عن إصابة 15 أمنيا و5 مدنيين (من بينهم طفلين) في آخر حصيلة محينة. وأكد، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن أغلبهم غادروا المستشفيات التي نقلوا إليها بعد تلقيهم الاسعافات اللازمة وأن اصاباتهم يمكن وصفها بالبسيطة، مضيفا أن حالة 3 مصابين فقط استدعدت بقاءهم في المستشفى وأن حالتهم مستقرة.

وأوضح أن ردة فعل قوات الأمن كانت حينية عقب التفجير الانتحاري ولم تتجاوز بضع ثوان من حصوله حيث تولت قوات الأمن عزل مسرح الجريمة وابعاد المواطنين لحمايتهم ولفسح المجال للفرق المختصة للقيام بعملها. ووصف حكيمة عملية التفجير الارهابي بالعملية البدائية والفاشلة.

كما أعلنت وزارة الداخلية في بلاغ رسمي الاثنين 29 أكتوبر 2018 أنّ المرأة التي أقدمت على تفجير نفسها في حدود الساعة 13.55 تبلغ من العمر 30 سنة بالقرب من دورية أمنية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة. وأضافت الداخلية أنّ عملية التفجير لم تسفر عن خسائر في الأرواح بل عن إصابات متفاوتة في صفوف أعوان الأمن ومواطن. وقد تم نقلهم جميعا الى المستشفى لتلقي العلاج.

ووصل أعوان الشرطة الفنية إلى مكان التفجير على مستوى نزل الهناء في العاصمة وقاموا بتطويق المكان. ونقلت اذاعة موزاييك من مصدر أمني أن الحزام الناسف الذي كانت ترتديه الامرأة من النوع التقليدي الصنع ولم يكن متوفرا على كمية كبيرة من المتفجرات.

وتدعى منفذة العملية مُنى من منطقة زردة بمعتمدية سيدي علوان بالمهدية تبلغ من العمر 30 سنة ولا تملك سجلا أمنيا ولم يلاحظ عليها الانتماء إلى تنظيم سياسي أو متطرف. وقامت القوات الأمنية بمداهمة منزلها في ولاية المهدية وتفتيشه.

وقطع وزير الداخلية، هشام الفراتي جلسة استماع بالبرلمان، وعاد إلى الوزارة لمتابعة التطورات.

وشهد شارع الحبيب بورقيبة بعد الانفجار حالة من الفوضى وخاصة أمام النزل اُغلق على اثره المكان. وأكدت موفدة (وات) أنه تمّ القيام بعمليات تفتيش للأغراض والحقائب التي يحملها المواطنون بكافة الأنهج المتفرّعة عن شارع الحبيب بورقيبة، وسط حالة من الهلع والفوضى، فضلا عن تسجيل حالة شلل تام في حركة المترو الخفيف. كما عاينت قيام الأمنيين بإخلاء كامل شارع الحبيب بورقيبة من المواطنين، مع القيام بإغلاق أغلب المحلات والمركبات التجارية المتواجدة بالشارع.

وقامت الوحدات الأمنية بإنزال سيّاح كانوا على متن حافلة وسط العاصمة بهدف تفتيشها، دون تقديم معطيات إضافية حول الدوافع والأسباب.

من جهة ثانية أفاد المتحدث باسم المحكمة الإبتدائية والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطي، أن النيابة العمومية بالقطب عهدت للوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الارهاب التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني بالقرجاني بالبحث في عملية التفجير الانتحاري.

وأكدت مصادر أمنية في المهدية لشمس أف أم، أنّ الوحدات الأمنية اقتادت كل عائلة الانتحارية للتحقيق معهم لدى فرقة مكافحة الإرهاب بالقرجاني. وأفادت نفس المصادر أنه تم حجز كل أغراض الانتحارية من وثائق وتجهيزات الكترونية، مع الإشارة إلى أنها متخرجة منذ 4 سنوات ومتحصلة على الإجازة في انقليزية الأعمال وهي عاطلة عن العمل وتقوم أحيانا برعي الأغنام.

السبسي: أتمنى أن لا يقضي علينا الإرهاب

دعا الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي القوى السياسية في تونس إلى وقف التدافع السياسي على المناصب بعد التفجير الإرهابي الذي استهدف دورية أمنية وسط العاصمة تونس، اليوم الاثنين، في حين دانت كبرى الأحزاب التونسية التفجير ووصفته بـ”العمل الجبان”.

وقال السبسي في تصريح عقب وصوله إلى مدينة برلين الألمانية إن “ما حدث فاجعة لأنه في الحقيقة كنا نعتقد أننا قضينا على الإرهاب، أتمنى أن لا يقضي علينا الإرهاب”، مضيفا أن “المناخ السياسي والظروف في تونس سيئة لأننا منشغلون بمن يجلس على الكرسي والمنصب، وبهذا الحزب أو ذاك، لكن أعتقد أن هذا الحادث يذكرنا بالمشكلات الحقيقية التي تعيشها تونس”، بحسب الرئاسة التونسية.

وتابع السبسي أن “في الحياة هناك المهم والأهم، والأهم هو أن يكون الشعب التونسي بألف خير، ما وقع مؤلم، وما لاحظته أن قوات الأمن هي التي تدفع دائما ضريبة الدم، وهذا يفرض على المسؤولين في تونس وعلى قادة الأحزاب السياسية أن يدركون أن التدافع عل المناصب والكرسي ليس هو الحل”.

الشاهد: العملية الارهابية فاشلة والحرب على الارهاب متواصلة

اعتبر رئيس الحكومة يوسف الشاهد أن العملية الارهابية التي جدت الاثنين بشارع الحبيب بورقيبة فاشلة، مشيرا بأن الحرب على الارهاب تبقى قائمة بتونس. وقال” رئيس الحكومة يوسف الشاهد أن العملية الارهابية التي جدت الاثنين بشارع الحبيب بورقيبة فاشلة، مشيرا بأن الحرب على الارهاب تبقى قائمة بتونس.

وقال رئيس الحكومة في تصريح صحفي، على هامش زيارة أداها للمستشفى العسكري لعيادة عدد من المصابين جراء هذه العملية، أن أغلب الاصابات المنجرة عن هذه العملية الارهابية، خفيفة ما عدا حالتين تجاوزتا حالة الخطر.

وحيا الشاهد قوات الأمن والجيش الوطنيين، مشيرا بأن الحكومة لن يهدأ لها بال حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة. وبين أنه ليس هناك بلاد فيها صفر مخاطر أمام ظاهرة الارهاب، مؤكدا على أن هذه الحرب هي مسؤولية جميع التونسيين ويجب أن تتوحد جميع القوى في مكافحته.

الأحزاب تندد بالجريمة

على الجانب الآخر، أدانت كبرى الأحزاب التونسية التفجير، حيث ووصفت حركة “النهضة” العملية الإرهابية بـ”الغادرة الجبانة التي استهدفت قوّات الأمن الوطني ووجهّت لشارع الحبيب بورقيبة بما يُمثله لدى التونسيّين من رمزيّة تتجسّد خلاله قيم الحريّة والديمقراطية”.

ودعت النهضة في بيانها “التونسيّات والتّونسيين إلى التّمسك بالوحدة الوطنية وتعزيزها، ومؤازرة المؤسستين الأمنية والعسكرية لمواصلة جهودهما في سبيل بناء تونس الديمقراطية الآمنة و كردّ واضح ومناسب على كلّ قوى الشر التي تسعى للإساءة لتونس ولتجربتها الديمقراطية”، مشيرة الى انها تؤكد مجددا أنّه “لا مُستقبل للإرهاب في تونس بفضل وعي الشعب التّونسي وتضامنه وبفضل تصميم قوّاته الأمنية والعسكرية على التصدّي له وملاحقة جيوبه حيثُما كانت”. واتهمت “الفاعلين و كلّ من يقف وراءهم أو يساعدهم”.

من جهتها أكدت حركة “نداء تونس” أن تونس عصيّة على الإرهاب وثمنت مجهود المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية، ودعا نداء تونس ” التونسيين والتونسيات ومكوّنات المجتمع المدني إلى مساندتهما في هذه الحرب المتواصلة ضدّ آفة الإرهاب ومن يقف وراءها تخطيطا وتمويلا وتنفيذا”.

و في السياق طالب نداء تونس بـ”إبعاد المؤسسة الأمنيّة ووزارة الدّاخليّة عن التجاذبات والمصالح والصراعات السياسيّة حتى تتفرّغ كليّا للحفاظ على سلامة المواطنين وأمن الوطن ضدّ أعدائه في الدّاخل والخارج”.

الطبوبي: شعب يحب الحياة لا خوف عليه من الإرباك

قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في الحمامات في أول تعليق له على العملية الانتحارية، إنّ إرادة التونسيين أقوى من الإرهاب وإنّه ” لا خوف على شعب يحب الحياة وينبذ العنف” متابعا ”شعب يحب الحياة لا خوف عليه من الإرباك ”.
وأضاف ”كل طرف عليه أن يتحمل مسؤوليته التاريخية أمن تونس قبل الأحزاب والمنظمات، داعيا في هذا السياق إلى عدم إرباك الوضع أكثر وإرجاء الخلافات السياسية. وتوجّه بالتحية إلى المؤسستين الأمنية والعسكرية، على المجهودات التي يبذلانها وعلى اليقظة ،معتبرا أنهما حصن تونس المنيع.

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here