عراقجي يبحث مع قيس سعيد تطورات غزة والعلاقات الثنائية

7
عراقجي يبحث مع قيس سعيد تطورات غزة والعلاقات الثنائية
عراقجي يبحث مع قيس سعيد تطورات غزة والعلاقات الثنائية

أفريقيا برس – تونس. استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد عصر الأربعاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والوفد الرفيع المرافق له، حيث أجرى الجانبان محادثات شملت القضايا الثنائية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وعبّر عراقجي خلال اللقاء عن ارتياحه للمسار المتصاعد للعلاقات الإيرانية التونسية، مع التقدير للمنهجية المبدئية لتونس تجاه تطورات منطقة غرب آسيا، خاصة إدانة هجمات الكيان الصهيوني وأمريكا ضد إيران، وكذلك موضوع فلسطين.

وأكد على أهمية تعزيز العلاقات في المجالات التي تهم الطرفين، بما فيها المجالات الاقتصادية والتجارية، والسياحة، وكذلك التعاون في القضايا الإقليمية والدولية.

من جانبه، وصف الرئيس التونسي قيس سعيد العلاقات الإيرانية التونسية بأنها علاقات أخوية قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل والتشاور في المواقف والمناهج، وأكد على عزم بلاده تطوير العلاقات في جميع المجالات التي تهم الطرفين.

وخلال هذا اللقاء، تمت مناقشة وتبادل الآراء حول تطورات منطقة غرب آسيا، خاصة الوضع الكارثي في غزة، واستمرار الإبادة الجماعية وجرائم الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، والتعديات المتكررة لهذا الكيان ضد دول المنطقة، وكذلك العدوان الإرهابي ضد وفد حركة حماس في قطر.

وتمت الاشادة بالمواقف المتينة والشجاعة للرئيس التونسي في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم وضرورة التعاون والتنسيق بين بلدان المنطقة لوقف الكيان الصهيوني عن اثارة الحروب.

وشهدت العلاقات الإيرانية التونسية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل تقارب سياسي ودبلوماسي متزايد بين البلدين. فقد زار الرئيس التونسي قيس سعيّد طهران في يونيو 2024، حيث التقى بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي الخامنئي، في زيارة نادرة جاءت عقب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان.

كما أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى تونس في سبتمبر 2025 تُعد الأولى له منذ توليه المنصب، وجاءت بدعوة رسمية من نظيره التونسي محمد علي النفطي. وتزامنت هذه الزيارة مع جولة عراقجي في شمال إفريقيا، بعد محادثات أجراها في القاهرة مع مسؤولين مصريين والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الزيارة حسب مراقبين حملت دلالات سياسية وإقليمية متعددة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، واعتُبرت خطوة مهمة لتعزيز علاقات إيران مع دول شمال أفريقيا. كما أسفرت المحادثات عن اتفاقات لتفعيل التعاون في مجالات الصحة والتعليم العالي والسياحة، والدعوة إلى عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة بعد توقف دام أكثر من عقد.

من جهة أخرى، أثارت هذه التحركات قلقًا لدى بعض الأطراف الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي اعتبرت التقارب التونسي الإيراني “مقلقًا”، ودعت إلى مراقبة الوضع عن كثب.

وفي هذا السياق، دعا النائب الجمهوري الأمريكي جو ويلسون إلى قطع المساعدات عن تونس، معبرًا عن مخاوف من أن الحكومة التونسية “تتعاون مع النظام الإيراني”، وهو ما اعتبره تهديدًا للمصالح الأمريكية في المنطقة.

كما أشار تقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين، رغم محدوديتها، تعكس موقفًا مشتركًا مناهضًا للغرب أكثر من كونها تعاونًا استراتيجيًا عميقًا. واعتبر التقرير أن التطورات الأخيرة، بما فيها تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة وإلغاء تأشيرة دخول السياح الإيرانيين إلى تونس، تمثل مؤشرات على تعزيز النفوذ الإيراني في شمال إفريقيا.

من جانبها، عبّرت بعض المؤسسات البحثية الأمريكية عن قلقها من استخدام إيران لمراكزها الثقافية في تونس لأغراض تتجاوز التبادل الثقافي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here