قافلة الصمود: عدنا إلى تونس بقوة السلاح، وسنحشد الآلاف لكسر الحصار

4
قافلة الصمود: عدنا إلى تونس بقوة السلاح، وسنحشد الآلاف لكسر الحصار
قافلة الصمود: عدنا إلى تونس بقوة السلاح، وسنحشد الآلاف لكسر الحصار

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أكد منظمو قافلة الصمود، الجمعة، أن”القافلة عادت إلى تونس بقوة السلاح، وأن محاولات إحباطها ومنع وصولها إلى معبر رفح لن تثينهم عن مواصلة دعمهم للفلسطينيين”، كما “ستحشد الآلاف من الشعوب المغاربية لأجل كسر الحصار عن سكان قطاع غزة.”

وأوضح وائل نوار، المتحدث الرسمي باسم قافلة الصمود خلال ندوة صحفية بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل أن” سلطات شرق ليبيا منعتنا من الوصول إلى الحدود المصرية بقوة السلاح، لكننا مع ذلك، نعتقد أننا قطعنا خطوات عملاقة وكبيرة في مسار كسر الحصار من خلال أثبات قدرة الشعوب على التحدي والتحرك لأجل نصرة القضية الفلسطينية”.

وأردف” تونس وليبيا والجزائر ليسوا بعاجزين عن توفير الآلاف لدعم غزة، هذا هو رهاننا في المستقبل”.

وبين أن”هناك تنسيق مع أسطول الحرية التي توجهت إلى قطاع غزة، ومع كل النشطاء الدوليين الذين توجهوا برا إلى القاهرة من أجل كسر الحصار”، كما أن”تنسيقية دعم فلسطين في تونس ستنطلق في أجال قريبة في إعداد ورشات لدراسة الخطوات القادمة لمساندة الشعب الفلسطيني.”

ولفت محمد أمين بنور، الطبيب التونسي الذي شارك في إغاثة سكان غزة مع مجموعة من الأطباء، وأيضا أحد الناشطين بقافلة الصمود في حديثه مع “أفريقيا برس” أن” قافلة الصمود كانت وليدة أفكار الشباب التونسي الذي التقى في ساحات المسيرات والتحركات النضالية منذ تاريخ 7 أكتوبر 2023، وقرروا الوحدة والعمل لأجل الدفاع عن الحق الفلسطيني”.

وتابع”ستكون هناك مبادرات أخرى وموحدة عربيا وعالميا لأجل دعم سكان قطاع غزة وفك الحصار عنها، ستتآلف المبادرات وتمد يدها إلى شريكاتها في العالم، وقد بدأت بالفعل مبادرات تضامن أخرى مثل أسطول السيارات والبواخر التي ستنطلق هذه المرة من أقصى الشرق من إندونيسيا، لتتجه صوب غزة الجريحة والمحاصرة، لن تتوقف محاولتنا، لن نترك غزة وحدها بعد اليوم.”

بدورها، أشارت جواهر شنة الناطقة الرسمية باسم قافلة الصمود في حديثها مع “أفريقيا برس”أنه” وقع التنسيق مع ممثلي أسطول الحرية والمسيرة العالمية نحو غزة للالتقاء في تونس، وستكون هناك اجتماعات حثيثة حول ما بعد هذا المنع للحراك الإنساني حول غزة، وسنناقش الخطوات القادمة في رحلة فك الحصار على القطاع مع كل المشاركين.”

وذكرت أن” القافلة واجهت صعوبات حقيقية خاصة بعد منعها رسميا من قبل حكومة شرق ليبيا ومن النظام المصري”.

واستدركت” لكننا نقول إلى كل الأنظمة العربية لن تمنعونا من الوصول إلى غزة، أن الأوان لأن تقوم الشعوب بدورها كاملا وستتحدى المنع والقمع”.

وأبزر مشارك ليبي في قافلة الصمود رفض الإفصاح عن اسمه في تصريح ل”أفريقيا برس”أن” المشاركة الليبية ستكون مكثفة غي القوافل الداعمة لغزة سواء برا أو بحرا أو جوا”.

وقال يزن عيسى ممثل أسطول الحرية في حديثه مع أفريقيا برس”نحن نسعى دائما لفك الحصار عن غزة، ولن نقف أبدا حتى يتحقق ذلك، وأملنا هو تحرير كل فلسطين.”

وعلق”ما نطمح إليه هو القيام بانتفاضة عالمية من كل الشعوب الحرة لأجل نصرة فلسطين، ونحن على ثقة أن كل الشعوب الحرة ستنضم إلينا وستدعم القضية الفلسطينية”.

والأربعاء، أعلنت قافلة الصمود، مغادرتها ليبيا والعودة إلى تونس، بعد إطلاق سراح آخر شخص من أعضاء القافلة، والذين تم توقيفهم من جانب الحكومة المكلفة من البرلمان بالشرق الليبي.

وقام باستقبال القافلة مئات التونسيين في مختلف ولايات البلاد.

ووفق فيديوهات نشرتها تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس على فيسبوك، حظيت القافلة باستقبالات شعبية منذ دخولها معبر رأس جدير (جنوب) صباح الخميس مرورا بمدنين وقابس وصفاقس.

وأجمعت أوساط سياسية وشعبية على أن القافلة نجحت في توحيد الشعوب الحرة سواء بالمنطقة العربية أو بالعالم، وباتت هذه المبادرات بمثابة وسيلة ضغط لردع إجرام الكيان الصهيوني الغاشم.

وأشادت المقرّرة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، خلال حضورها للندوة الصحفية الخاصة بقافلة الصمود” بجهود الناشطين المناصرين للقضية الفلسطينية”، ودعتهم إلى” مواصلة هذه التحركات التي تعبر عن مسؤولية إنسانية وأخلاقية”.

وفتحت القافلة، على غرار بقية التحركات العالمية لأجل فك الحصار عن سكان القطاع، الباب لأجل دعم القضية الفلسطينية المنسية والمغيبة منذ سنوات طويلة.

وعلى رغم قيام الأنظمة الرسمية بإحباطها لكنها نجحت في إيصال صوتها إلى كل العالم، وحفزت الشعوب على الدفاع عن حقها عبر خيار النضال والمقاومة في ظل تواصل تخاذل دولهم وحكوماتهم.

ويرى النائب محمد علي في حديثه مع “أفريقيا برس” أن”القافلة أوصلت رسالتها وكانت حلقة أخرى نوعية من حلقات دعم فلسطين ودعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدو الصهيوني، وقد أكدت القافلة علاقة التونسيين العميقة بفلسطين عبر التاريخ منذ إقامة الكيان بالأرض المحتلة 1948.”

وفي تقديره”فتحت القافلة بابا للإسناد المغاربي للمطالبة بفك الحصار عن غزة وإيقاف جرائم التطهير والتهجير،، لا يهم أين وصلت القافلة فقد نجحت في إيصال رسالة تونس والمغرب العربي لكل العالم، واستطاعت أن تتحدى منظومة التطبيع وتكشف مخاطرها على الحق الفلسطيني في التحرر.”

وزاد بالقول”يبقى العمل على مزيد من التعبئة الإنسانية والدعاية المكثفة لحشر العدو في الزاوية وتوسيع دائرة الرافضين الإنسانيين لجرائمه والمطالبين بوضع حد لجرائمه ضد الإنسانية، والعمل على تطوير حملات المقاطعة وعلى النجاح في تجريم التطبيع الذي هو مطلب طيف كبير من الشعب التونسي،وتبقى القافلة حركة إنسانية نبيلة لا يمكن أن تنحرف إلى جدال سياسي أو حدودي.”

ويعتقد محللون أن التطورات بالمنطقة مع اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل حالت دون تحقيق القافلة إلى هدفها والوصول إلى معبر رفح.

واعتبر المحلل السياسي محمد ذويب في حديثه مع “أفريقيا برس” أن”القافلة أخرجت النضال من الوقفات الاحتجاجية والبيانات إلى شكل آخر هو المسيرات الطويلة العابرة للأقطار وحركت الشعوب التي كانت مستكينة، وأوصلت جملة من الرسائل وما موقف وزير الدفاع الصهيوني المندد بالقافلة إلا أكبر دليل على ذلك.”

وخلص بالقول” لقد شبكت القافلة العلاقات بين النشطاء في تونس وغيرهم من الأقطار المغاربية الأخرى ومن كل دول العالم، لكن لو لم تندلع الحرب بين إيران والكيان الصهيوني، ربما لكانت قد بلغت درجات أقوى، ولكن هذا عامل خارج عن نطاق الحافلة.”

ومن تونس، عبرت القافلة إلى ليبيا ووصلت حتى مدينة سرت، لكنها تراجعت إلى مدينة مصراتة إثر رفض حكومة الشرق الليبي مرورها نحو معبر مساعد الحدودي.

ومن هذا المعبر كانت القافلة التي تضم أكثر من 1500 ناشط من الدول المغاربية، تأمل دخول مصر من معبر السلوم، والتوجه نحو معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة، احتجاجا على الحصار وحرب الإبادة الإسرائيلية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here