منظمات تعبر عن مخاوفها بعد فض اعتصام أمام السفارة الأمريكية

6
منظمات تعبر عن مخاوفها بعد فض اعتصام أمام السفارة الأمريكية
منظمات تعبر عن مخاوفها بعد فض اعتصام أمام السفارة الأمريكية

أفريقيا برس – تونس. نددت منظمات تونسية ونشطاء بفض اعتصام المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية بتونس، الذي استمر لمدة أسبوع، احتجاجا على الدعم الأمريكي لحرب الإبادة في غزة وللمطالبة بطرد السفير الأمريكي.

ووفق بيان صادر عن تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، فإن قوات الأمن قامت في الليلة السادسة من اعتصام “الصمود” بالاعتداء على المعتصمين أمام السفارة الأمريكية بتونس، حيث تفاجأ الحاضرون بهجوم قوات الأمن الذين اقتلعوا الخيام ودفعوا المعتصمين وأجبروهم على مغادرة مكان الاعتصام.

واستنكرت التنسيقية هذا السلوك إزاء مواطنين دأبوا على الاحتجاج أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس، متهمين إياها بالتورط في الحرب المتواصلة في قطاع غزة.

ضغوط أمريكية على تونس

واعتبر عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، صلاح المصري، أن التدخل الأمني لفض الاعتصام أمام السفارة الأمريكية جاء نتيجة ضغوط مباشرة من واشنطن “لحسم الصراع وإيقاف أي تحركات شعبية داعمة لغزة”.

وقال المصري: “هذه الخطوة لا يمكن عزلها عن السياق الإقليمي، فهي تذكر بما حدث في قطر مؤخرا من استهداف لقيادات حركة حماس خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، في محاولة لتصفية رموزها وتفكيك أي جبهة دعم لها”.

وأضاف أن الولايات المتحدة وإسرائيل “لا ترغبان في رؤية شعوب العالم موحدة في مواجهة الحصار المفروض على غزة”، مشيرا إلى أن انطلاق أسطول الصمود العالمي، الذي يوصف بكونه مبادرة إنسانية فريدة، أربك الإدارة الأمريكية والإسرائيلية معا، لأنه يعبر عن تحرك جماهيري عابر للحدود لكسر الحصار.

ولفت المصري إلى أن كل تحرك شعبي في تونس يتزامن مع مواقف رئاسية داعمة للقضية الفلسطينية، يقابله تصاعد في الضغوط الأمريكية على السلطات التونسية.

وتابع قائلا: “من حق الشعب التونسي أن يعبر عن دعمه للقطاع المحاصر، لكن يبدو أن الاعتصام أمام سفارة الولايات المتحدة أزعج الإدارة الأمريكية بشكل كبير، إلى درجة دفعتها إلى التدخل والضغط لفضه”.

أمريكا مسؤولة عن كل المجازر في غزة

وأكد عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، صلاح المصري، أن المنظمات المساندة للقضية الفلسطينية “ستواصل تحركاتها واحتجاجاتها أمام السفارة الأمريكية في تونس”.

وأضاف: “كل ما يحدث من مجازر في قطاع غزة تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة، فقد تبين أن الجرائم الإسرائيلية تدار برعاية أمريكية مباشرة.

وقد منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء الأخضر لاستهداف وفد حركة حماس المفاوض في الدوحة الأسبوع الماضي، في خطوة تعكس تورط واشنطن في إطالة أمد الحرب”.

ورأى المصري أن المحتجين “متمسكون بحقهم في الدفاع عن السيادة الوطنية وإدانة الجرائم الإسرائيلية مع الاستمرار في النضال حتى الإعلان عن وقف كامل لإطلاق النار في غزة”.

وأشار المتحدث أيضا إلى أن اختيار تونس كنقطة انطلاق لأسطول الصمود العالمي نحو القطاع “لم يكن حدثا عابرا”، بل مثل رسالة قوية تثبت قدرة السلطات التونسية وشعبها على تحمل المسؤولية والتصدي لأي مخاطر قد تقدم عليها إسرائيل بهدف إفشال هذه المبادرة الإنسانية.

واعتبر أن إسرائيل تنظر إلى هذا الأسطول باعتباره “عصيانا للمشروع الأمريكي وتهديدا مباشرا لمصالح واشنطن في المنطقة”.

المعتصمون متمسكون بحقهم في التظاهر

من جهته، دعا الكاتب العام للشبكة التونسية لمناهضة التطبيع، غسان بسباس، إلى “وقف التنسيق والتعاون الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لدعمهما إسرائيل”.

كما ندد بسباس بقيام قوات الأمن بفض “اعتصام الصمود” الذي نفذه المعتصمون قرب مقر السفارة الأمريكية “بالقوة” دون إشعار مسبق، واقتلاع خيامهم وإجبارهم على مغادرة مكان الاعتصام، معتبرا أنه يمثل “اعتداءً على حق التونسيين في التظاهر”.

جدير بالذكر أن “اعتصام الصمود” الذي نُفذ الأسبوع الماضي أمام السفارة الأمريكية بتونس يهدف إلى دعم أهالي غزة والتنديد بالدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة، إلى جانب التعبير عن رفض التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي لتونس.

ويعاني سكان قطاع غزة من مستويات غير مسبوقة من الجوع، حيث تحذر منظمات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حتى 26 أغسطس/ آب الجاري، تسببت الحرب على غزة في مقتل نحو 63 ألف فلسطيني إضافة إلى نحو 158 ألف مصاب، حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here