في خضمّ الأزمة الخليجية التي اندلعت مؤخرا بين المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين من جهة وبين دولة قطر من جهة أخرى راجت على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة بعنوان: ” الاستراتيجية الإماراتية المقترحة تجاه تونس” من تأليف وحدة الدراسات المغاربية بمركز إماراتي أُسِّس في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في الأول من سبتمبر 2013 .
وضمّت الوثيقة تشخيصا للوضع السياسي والاجتماعي والأمني والاقتصادي في تونس حيث أكدت استمرار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية و ضعف الحكومة الائتلافية وغياب زعامة سياسية قادرة على إنقاذ الوضع مع ضعف وانقسام الجبهة المناوئة لحركة النهضة ذات التوجه الإسلامي .
من الناحية المضمونية تكمن خطورة هذه الوثيقة في أنها توضح بشكل صريح الدور الإماراتي الخفي في تونس، حيث تضع الإمارات نفسها منافسة لكلّ من الجزائر وقطر في تونس، وتقترح التدخل بشكل سافر في السياسة الداخلية التونسية. وذلك بدعم شخصيات سياسية بالدعم والوقوف ضدّ تجربة التوافق وتحالف الدساترة والإسلاميين.
وقد كشفت مقدمة الوثيقة (صفحة عدد 2) عن حقيقة حرب الفساد المعلنة من قبل يوسف الشاهد والتي كان غايتها وأد وامتصاص الهبة الشعبية في الجنوب المطالبة بوقف نهب الثروات الطبيعية وليس كما ادعت الحكومة حسب ما جاء في الوثيقة.
ووفق نفس الوثيقة فقد قدّم المركز استراتيجية عمل في تونس تتضمن عديد النقاط على غرار السعي إلى إعادة بناء الإسلام التقليدي الزيتوني الغير مؤدلج ودعم محسن مرزوق وحزب مشروع تونس وجبهة الإنقاذ ودعم الحزب الدستوري الحر برئاسة عبير موسي باعتباره يضم الأوفياء لنظام بن علي وتبني نجيب الشابي ليشكل زعامة مستقبلية لها وزنها في تونس.
كما ضمت الاستراتيجية ايضا فتح قنوات مع الاتحاد العام التونسي للشغل ودعم الطموح السياسي لأمينه العام نور الدين الطبوبي اضافة إلى دعم رجال الأعمال النافذين بتأسيس شراكات اقتصادية ومالية لمواجهة الوجود الاقتصادي القطري في تونس مع دعم جريدة المغرب وقناة الحوار التونسي والتدخل في إذاعة شمس أف أم.
الاطراف التي من المنتظر أن تراهن عليهم الامارات (حسب الوثيقة) هم:
_ نورالدين الطبوبي :اتحاد الشغل
_ وداد بوشماوي :اتحاد الأعراف
_ عبير موسى :الحزب الدستوري
_ محسن مرزوق : جزب المشروع
_ احمد نجيب الشابي : الحزب الجمهوي سابقا الحركة الديمقراطية حاليا
_ شخصيات “دستورية”
_ رشيد صفر
_ مصطفى الفيلالي
_ منصور معلى
_ كمال مرجان
_ جريدة المغرب
_ قناة الحوار التونسي
_ إذاعة شمس اف ام
_ مؤسسة مؤمنون بلا حدود
_ مؤسسة بيت الحكمة وبالذات مع رئيسها عبد المجيد الشرفي
_بيت الشعر الاماراتي بالقيروان
_ إضافة لرجال أعمال متنفذين
وفيما يلي مقتطف من الوثيقة :