الباجي قائد السبسي..نبذة

119

 

الباجي قائد السبسي أو محمد الباجي بن حسونة قائد السبسي (سيدي بوسعيد، 29 نوفمبر 1926) سياسي و محامي تونسي. هو رئيس حزب نداء تونس. تقلّد العديد من المناصب الوزارية في عهد الحبيب بورقيبة، ثم عاد للساحة السياسية بعد الثورة التونسية وترشح لانتخابات الرئاسية في 2014 أمام نظيره الرئيس المنصف المرزوقي وانتخب بنسبة 55.68% رئيساً سادساً للبلاد متفوقا على نظيره المنصف المرزوقي الذي حصل على نسبه 44.32%. تسلم مهام منصبة رسمياً في الحادي والثلاثين من ديسمبر لعام 2014 ميلادية.

السيرة الشخصية
ولد محمد الباجي بن حسونة قائد السبسي بمنطقة سيدي بوسعيد في تونس العاصمة في 29 نوفمبر 1926 نشأ في كنف عائلة قريبة من البايات الحسينيين حيث ترجع أصوله لمملوك من جزيرة سردانيا تم جلبه في عهد البايات الحسينيين. وينتمي لعائلة من سكان حي باب الأقواس بتونس العاصمة، انتقلت أسرته إلى الضاحية الجنوبية بمدينة حمام الأنف وعند بلوغه سن العاشرة سنة 1936، توفي والده.

المسيرة الدراسية
تلقى الباجي قائد السبسي دراسته بمعهد الصادقية بتونس العاصمة ثم أكمل الجزء الثاني من الباكالوريا بديجون سنة 1948 وفي 1949 تحول إلى باريس ليواصل الدراسات العليا في الحقوق أين التقى بالحبيب بورقيبة الابن وتوطدت بينهما علاقة سمحت له بالالتقاء بالحبيب بورقيبة الأب سنة 1950. ثم عاد إلى تونس يوم 15 جويلية 1952 بعد إنهاء دراسته الجامعية.

الحياة المهنية
بعد عودته إلى تونس انضم إلى مكتب المحامي فتحي زهير في نفس السنة وأدى القسم يوم 3 أكتوبر 1952 وانطلق فورا في الترافع بعد أسابيع قليلة وإثر اغتيال فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر. واشتغل لفترة طويلة كمحامي لدى الاتحاد العام التونسي للشغل.

الحياة السياسية
تولى منصب رئيس الوزراء التونسي منذ 27 فبراير 2011 إلى غاية 13 ديسمبر 2011. وتولى عدة مسؤوليات هامة في الدولة التونسية بين 1963 و1991. ودرس في كلية الحقوق في باريس التي تخرج منها عام 1950 ليمتهن المحاماة ابتداءً من 1952. سياسيا، ناضل الباجي قائد السبسي في الحزب الحر الدستوري الجديد منذ شبابه وبعد الاستقلال عمل كمستشار للزعيم الحبيب بورقيبة ثم كمدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية.

وفي 1963 عين على رأس إدارة الأمن الوطني بعد إقالة إدريس قيقة على خلفية المحاولة الانقلابية التي كشف عنها في ديسمبر 1962. عام 1965 عين وزيرا للداخلية بعد وفاة الطيب المهيري، وقد ساند من منصبه التجربة التعاضدية التي قادها الوزير أحمد بن صالح. تولى وزارة الدفاع بعد إقالة هذا الأخير في 7 نوفمبر 1969 وبقي في منصبه لغاية 12 جوان 1970 ليعين سفيرا لدى باريس. جمد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي وعام 1974 وقع رفته من الحزب لينضم للمجموعة التي ستشكل عام 1978 حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري، وقد تولى في تلك الفترة إدارة مجلة ديمكراسي المعارضة. رجع إلى الحكومة في 3 ديسمبر 1980 كوزير معتمد لدى الوزير الأول محمد مزالي الذي سعى إلى الانفتاح السياسي، وفي 15 أفريل 1981 عين وزيرا للخارجية خلفا لحسان بلخوجة.

لعب دورا هاما أثناء توليه المنصب في قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط. في 15 سبتمبر 1986 عوض بالهادي المبروك على رأس الدبلوماسية التونسية ليعين بعدها سفيرا لدى ألمانيا الغربية. بعد انقلاب 7 نوفمبر 1987، أنتخب في مجلس النواب عام 1989 وتولى رئاسة المجلس بين 1990 و1991. قام بسرد تجربته مع بورقيبة في كتاب “الحبيب بورقيبة، البذرة الصالحة والزؤام” الذي نشر عام 2009.

بعد الثورة التونسية
في 27 فبراير 2011 عينه الرئيس المؤقت فؤاد المبزع رئيساً للحكومة المؤقتة وذلك بعد استقالة محمد الغنوشي. و استمر في منصبه حتى 13 ديسمبر 2011 حين قام المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المنتخب في 12 ديسمبر 2011، بتكليف حمادي الجبالي أمين عام حزب حركة النهضة بتشكيل الحكومة الجديدة.

ترشح للانتخابات الرئاسية التونسية 2014 عن حزب نداء تونس الذي قام بتأسيسه سنة 2012 وتمكن من الفوز في الإنتخابات إثر إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يوم 22 ديسمبر 2014 عن فوزه بشكل أولي قبل الطعون وإعلان النتائج النهائية النتائج الأولية للدور الثاني للرئاسي بنسبة 55.68 بالمائة من جملة الأصوات مقارنة ب 44.32 لمنافسه منصف المرزوقي. وأصبح الرئيس الرابع للجمهورية التونسية. تولى فيما بعد تكليف الحبيب الصيد بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة إثر اختياره من قبل الحزب الأغلبي كمرشح لرئاسة الحكومة من قبل البرلمان التونسي.

التوجه السياسي
يحمل الباجي قائد السبسي توجهات سياسية مختلفة تبرز من خلال تصريحاته ومواقفه وخاصة من خلال مبادئ حركة نداء تونس المنبثقة أساسا من الأفكار التي يؤمن بها باعتباره مؤسسها الأول. عموما الباجي قائد السبسي هو شخصية ليبرالية تؤمن بالعلمانية وبالدولة المدنية، وهو ذو فكر سياسي معتدل قائم على البراغماتية والواقعية السياسية. السبسي متأثر جدا بالرئيس الأول للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة إلى حد أنه يتبنى أفكاره ومبادئه.

أما على صعيد العلاقات الخارجية. لايزال السبسي يتبنى السياسة الدبلوماسية التقليدية التونسية القائمة على التقرب من المحيط الأوروبي و العالم الغربي، مع تحسين العلاقات مع الدول العربية والإسلامية والمحافظة على علاقات وثيقة مع دول المغرب العربي. وهي نفس السياسة الدبلوماسية التي اتبعتها تونس خاصة في عهد بورقيبة.

أثناء وقبل حملته في الإنتخابية الرئاسية. أطلق الباجي قائد السبسي مفهوم هيبة الدولة. وهو مفهوم سياسي يتبناه مفاده ضرورة الدفاع عن أركان دولة القانون والحفاظ على المؤسسات واستمرارية الهياكل.

إنتقادات
وجهت للباجي قائد السبسي إنتقادات كثيرة خاصة متعلقة بماضيه السياسي. إذ أن الباجي قد عمل أثناء حكم نظام زين العابدين بن علي، وشغل وزير داخلية أثناء حكم الحبيب بورقيبة. وهي وزارة حساسة ارتبطت بالانتهاكات ضد حقوق الإنسان والتعذيب كما يوجه البعض نقدا للسبسي باعتباره يوجه خطابات تحتوي على شعارات رنانة لا غير لا تحمل حلولا حقيقية كما وجهت له إنتقادات لترشحه لرئاسة الجمهورية باعتبار تقدمه في السن.

وصرح “السبسي” في حواره مع الإذاعة الفرنسية (RMC) بتاريخ 27/11/2014 بأن “الذين صوّتوا للمرزوقي هم الإسلاميون والإرهابيون”، الذي اعتبره المرصد الأورومتوسطي بمثابة دعوة للكراهية، خصوصاً أنها تمس طائفة واسعة من التونسيين لمجرد ممارستهم حقهم في الانتخاب، والذي كفله الدستور التونسي بموجب المادة (34). ورأى الأورومتوسطي أن هذه التصريحات تخالف ما جاءت به المادة (28) من (الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب)، والتي نصت على “احترام ومراعاة أقرانه دون أي تمييز، والاحتفاظ بعلاقات تسمح بالارتقاء بالاحترام والتسامح المتبادلين وصيانتهما وتعزيزهما”.

الحياة الشخصية
الباجي قائد السبسي متزوج من شاذلية سعيدة فرحات وله 4 أبناء هم:
آمال قائد السبسي
سلوى قائد السبسي
خليل قائد السبسي
حافظ قائد السبسي

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here