رئيس حكومة النهضة ، أم رئيس حكومة تونس..

40

كتبه: توفيق الزعفوري

دفعت بعض الأحزاب في اتجاه حكومة الرئيس، و ما أثاره ذلك من جدل وضع له الرئيس قيس سعيد حدا، و قال أن هذه الحكومة، أي المزمع تشكيلها من طرف إلياس الفخفاخ، هي حكومة ستأخذ شرعيتها من البرلمان، و أمام حالة إنسداد الآفاق و التجاذبات و التجاذبات المضادة، فالصورة هي التالية:

– إلياس الفخفاخ يصر على المرور بقوة دون قلب تونس، كلفه ذلك ما كلفه، إستجابة لإنتظارات التونسيين و تجاوبا مع شباب الثورة، و رغبة الرئيس..معولا على إنشقاق داخل البرلمان و الإعتقاد الهووي أن خسارة مقاعد البرلمانيين سيدفعهم إلى التصويت للحكومة ، و هو إعتقاد مجازف لا يمكن الوثوق فيه، و الإعتماد عليه، ناهيك أن هذا المرور بقوة، سيخلف و يخلق معارضة شرسة و هشاشة حكومية، يمكن أن تسقط أمام أي إمتحان…

– حركة النهضة التي تصر على إسقاط الحكومة إن لم يكن فيها قلب تونس!!!.

هو تكسير عظم إذن، و الحكومة القادمة سترى النور فقط إذا صوتت عليها النهضة، هي حكومة النهضة إذن و ليست حكومة تونس..

في إطار هذا الإختناق السياسي التفاوضي، نتساءل لماذا لا تصوّت النهضة على الحكومة تماشيا مع قناعاتها بمحاربة الفساد و عدم التحالف مع القروي، الذي كان ضربه و ضرب شرفه يصب في مصلحة عبد الفتاح مورو إبان الإنتخابات الرئاسية!!؟؟ .

إصرار النهضة على المرور فقط بقلب تونس يدفعنا إلى التساؤل ، قلب تونس تحالف مع النهضة لإنتخاب راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان ، و قلب تونس أسقط حكومة الجملي، النهضاوية تصويتا و الآن لا يهم مصلحة تونس المهم مصلحة قلب تونس، بم يفكر الشيخ و ماهو التكتيك الذي ينتهجه، هل هناك صراع خفي بينه و بين الرئيس!؟؟ إذا كان تقلب المواقف شديدا لهذه الدرجة بين النهضة و قلب تونس: من التنافر إلى التقارب، فلماذا لا يكون هناك و لو إمكانية لنفس التقارب مع الحزب الدستوري الحر!!؟؟

من الواضح أن الأزمة السياسية الحالية، هي نتاج نظام إنتخابي هزيل أفرز طفرة أحزاب متصارعة، و طفيليات جانبية، لا وزن و لا تأثير لها بل هي فقط لتعديل الكفة تماما ك “صروف الميزان” و الأفضل لتونس أن نخسر شهورا أخرى خير من أن نخسر على الأقل خمس سنوات، الحل في إعادة الإنتخابات بنظام إقتراع جديد، حتى يعرف كل حزب حجمه، و ما يفرزه الصندوق يُلزم الجميع، أما الإستمرار بتشريك قلب تونس و لو كره الكارهون، فإن ذلك يعني أيضا أن يكون قلب تونس ( الفاسد) شريكا في إختيار أعضاء المحكمة الدستورية و أعضاء الهايكا و الهيئات الدستورية جميعا، بعبارة أخرى إذا كان قلب تونس فاسدا، فكيف ستكون الهيئات الدستورية التي سيصوت عليها!!؟؟

و إذا كان قلب تونس الذي تتهمه النهضة بالفساد شريكا في الحكومة، ألا يمثل ذلك تضارب مصالح بين الحزب و أجهزة الجولة، مالكي يمنع من إستخدام أجهزة الجولة لفائدة مصالح القروي ، ألم نكتفي من إستخدام مقدرات الدولة من طرف الشاهد و ما خلفه من إختقان و أزمة و ضرب خصوم و الضغط و استخدام القضاء لتصفية الحسابات!؟؟ مالدي يمنع القروي و هو في السلطة من استخدام نفس الأساليب لتصفية حساباته مع خصومه القدامى و الجدد!! ؟؟ نحن فقط نتساءل و التساؤل مشروع قياسا لما حصل و يحصل في حكومة الشاهد..

أليس الشاهد و حزبه أيضا غارقون في الفساد، و ربما أكثر من قلب تونس!!؟؟، فلم الاستمرار في تشريكه!؟؟.نحن نبحث عن أصوات لتنرير الحكومة، و لا عن خيارات و سياسات، و طالما النصاب غير متوفر فلا مانع من توفيره فساداً و نفاقاً، ثم نوهم التونسيين أن هذه حكومة كفاءات قادرة على إخراج تونس من الأزمة!!.

حقيقة نحن مازلنا نغرق، و حتى إن خرجنا بحكومة فلن نتمكن من الخروج من الأزمات…لا تبدو الآفاق واضحة ، بل العكس متقلبة كطقس هذه الأيام…

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here