قريبا بلديّة تونس وزارة سياديّة!!!

64

نصرالدين السويلمي

مازالت وزارة تكنولوجيا الاتصال تحوز الاهتمام الكبير في وسائل الإعلام التونسيّة لدى النّخب والنّشطاء، ويستمر تسمين هذه الوزارة واستثمارها في ما يشبه الغرفة السوداء والملف السرّي والوقفة الدوريّة وغيرها من الدوعاجيّات، وقد تجاوز أمر هذه الوزارة الثقل العادي أو ثقل الوزارات المتوسطة وأصبحت وزارة ثقيلة ثمّ تحوّلت إلى وزارة سيادة ثمّ فجأة قفزت على وزارات السّيادة وتحوّلت إلى وزارة أسرار الدولة وأمنها الوطني، حتى إنّ الذي لا علم له بطبيعة “التجغوين الأيديولوجي” ويقوم بإطلالة على المشهد السّياسي التونسي ويلحظ الاستماتة إلى حدّ الهوس في انتزاع هذه الحقيبة من النّهضة، سيعتقد أنّه بصدد وزارة الذرّة والتجارب النّوويّة وملفّات الطاقة المحظورة دوليّا والتي تفوق في خطورتها وحساسيّتها خطورة وحساسيّة الدفاع والداخليّة والخارجيّة والاقتصاد مجتمعين.

فجأة تحوّل معروف الغير معروف سابقا إلى معروف جدا جدا، وأثّثت وسائل الإعلام موائد مستديرة سلّطت فيها الضوء على الوزارة السّياديّة الأولى في البلاد والوزير السّيادي الأوّل أنور معروف، وكأنّ الجماعة تخلّوا عن مونبليزير وغيّروا الغرفة السوداء والملفّ السرّي والجهاز وربّما الألماس، نقلوا كلّ ذلك إلى مقرّ وزارة تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي، ولعلّ بعضهم يترقّب أن يصدر البيان الأوّل من هناك وأن تنتشر الوحدات الأمنيّة من هناك وأن يتحرّك اللواء 20/20 مشاة ميكانيكيّا من هناك!

المؤسف أنّ كلّ هذه الامتيازات ستتوقّف حال خروج معروف النّهضاوي من الوزارة، حينها ستذهب السكرة وتحضر الفكرة وتعود الوزارة المعنيّة كما دوما تغطّ في نومها العميق، ذلك ما نعلمه تأكيدا، أمّا الذي لا نعلمه هو أين ستنتقل الوزارة السّياديّة الجديدة؟ ما هي الوزارة التي ستصبح دقيقة وأمنا قوميّا ومصالح عليا وغرفة وملّفا.. لا ندري بالتحديد لكن الغالب أنّ وجهتهم ستكون نحو المحلّي أو الصحي، قريبا سنسمع بوزير اسمه أنور معروف المكّي أو أنور معروف زيتون، شيء ما يوحي بأنّ وزارة السّيادة الأولى وقمرة الأزرار النّوويّة ستكون في وزارة الصحة أين يتوّقع القراصنة أن يحقّق المكّي بعض أو الكثير من الإنجازات، أو وزارة الشؤون المحليّة ربّما مع البلدوزر.

ولا نستبعد إذا ما أجريت انتخابات مبكّرة أو في موعدها بحلول 2024 أن تلجأ الفرق الخاصّة التي سيّدت وزارة تكنولوجيا الاتصال إلى تسييد وزارة الصحة ووزارة الحكم المحلّي، لكن ما نحمد الله عليه أنّه تأكّد لدينا بشكل يقيني أنّنا لن نقع في فضيحة أمام العالم ولن نكون فرجة إقليميّة ودوليّة، وإلا ماذا لو تقلّد أحد قيادات النّهضة كتابة دولة وقدّم فيها الإضافة!!!

مصيبة! كارثة!! طامّة!! حينها لا نستبعد أن يعلن جهاز المصنّفات السّياديّة أنّ كتابة الدول “تلك” تعتبر حقيبة سياديّة!!! يعني كاتب دولة للفلاحة مثلا تتمّ دعوته إلى مجلس الأمن القومي مع رئيس الأركان ورئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان وبقيّة وزراء السّيادة وزير الماليّة ورئيس الاستخبارات.. ما داموا يرفضون الترجّل عن سفاهاتهم، وما دامت النّهضة ترفض الهزيمة في الانتخابات، ترقّبوا بلديّة تونس وزارة سياديّة.. سعاد عبد الرّحيم في مجلس الأمن القومي..

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here