مشروع ضخم في قلب الصحراء التونسية

99

مشروع ضخم يجرى الإعداد له في قلب الصحراء التونسية وهو مشروع المحدث الذي سيغطي، انطلاقا من رمادة، 30 ألف كلم مربّع، أي قرابة ربع المساحة الجملية للبلاد التونسية ( أو مساحة بلجيكا) والمتمثّل في تحويل هذه المنطقة الشاسعة على مدى ثلاثين عاما إلى واحات ومناطق فلاحية وحقول تضمّ ألواحا للطاقة الشمسية وفضاءات سياحية وأماكن آهله بالسكان يستطاب فيها العيش.

وأول خطوة يتعيّن القيام بها جعل مطار رمادة العسكري قابلا لاستقبال رحلات الطيران المدني فيما تتمثل الخطوة الثانية في إقامة شبكة للطرقات. ومن يعرف الجنوب التونسي يعلم أنّ الطريق الفاصل بين بن قردان وذهبية وطوله 180 كلم جزء منه فقط معبّد ويبلغ 30 كلم. وبالتوازي مع ذلك يُنطلق في تهيئة منطقة فلاحية تمسح ألف هكتار، ويتبع ذلك إنجاز بقية مكونات المشروع.

وقد أثبتت الدراسات الأولية جدوى هذا المشروع وتعكف الحكومة على استكمال صياغته قبل عرضه على البلدان المانحة والمؤسسات المالية.

وممّا حفّز على تصوّر هذا المشروع النجاح الذي حقّقه الجيش في إنجاز مشروع رجيم معتوق بالتعاون مع وزارة الفلاحة ووزارة التجهيز وبقية الوزارات والمؤسسات المعنية. فخلال 27 سنة تمّ تهيئة 2500 هكتار من المناطق السقوية في قلب الصحراء عادت بالنفع المباشر على 1568 عائلة (7000 شخص) مع حجم استثمار مهمّ : 100 مليون دينار منها 50 مليون دينار هبة من إيطاليا وعائدات قدرت بـ 200 مليون دينار، علاوة على منافع أخرى تتمثّل في إحداث مواطن الشغل ومقاومة التصحر والتأثيرات الإيجابية في المناخ. ففي سنة 2017 وفّرت أشجار النخيل التي زُرعت وعددها 300 ألف شجرة 16 ألف طن من التمور الممتازة بقيمة قدرت بـ 48 مليون دينار، كما أوضح ذلك العميد فتحي شقشوق المدير العام لديوان تنمية رجيم معتوق.

وللتعريف بهذا المشروع دعت الحكومة لزيارة رجيم معتوق رئيس مجلس نوّاب الشعب السيد محمد الناصر وعددا من النواب والسفراء والملحقين العسكريين. وشارك في الزيارة كذلك الوزير الممثل الخاص لرئيس الجمهورية العميد الأزهر القروي الشابّي.

وتولَّى تقديم المشروع أربعة وزراء هم : وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ووزير الفلاحة السيد سمير الطيب ووزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة خالد قدور ووزيرة السياحة سلمى اللومي. وأبدى السفراء الحاضرون اهتماما بهذا المشروع وهم سفراء فرنسا وكندا وبلجيكا واليابان والصين والاتحاد الأوروبي شأنهم في ذلك ممثلي سفارات الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا…

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here