مارشان: تدريب الأفريقي تحدٍّ وهذا موقفي من عودة بن يحيى وبقاء خليفة

40
مارشان: تدريب الأفريقي تحدٍّ وهذا موقفي من عودة بن يحيى وبقاء خليفة
مارشان: تدريب الأفريقي تحدٍّ وهذا موقفي من عودة بن يحيى وبقاء خليفة

أفريقيا برس – تونس. أعلن النادي الأفريقي التونسي تعاقده مع المدير الفني الفرنسي برتران مارشان لقيادة الفريق في الموسم القادم، إثر إقالة عادل السليمي من منصبه، لتكون التجربة الثالثة للفرنسي مع فريق العاصمة التونسية.

لم تستغرق المفاوضات مدة طويلة. لقد اتصل بي رئيس النادي يوسف العلمي، واقترح عليّ في البداية منصب مدير فني، لكنه بعد ذلك تراجع وطلب مني أن أكون مدرب الفريق.

صراحة لم يكن بإمكاننا تحديد الأهداف، فذلك مرتبط بما سيحدث في الأيام المقبلة من تطورات، خصوصا في ما يتعلق بالعقوبة المسلطة على الفريق من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنعه من التعاقدات، بالإضافة إلى خلاص ديون النادي.. إنه مشكل كبير إذا لم يكن بإمكاننا إبرام صفقات جديدة، فلن يكون بإمكاننا أيضا دعم الفريق، لكن رغم ذلك فالفريق لديه مجموعة مميزة من اللاعبين، لتحقيق أشياء إيجابية للنادي.

عندما اتفقت مع رئيس النادي، كنت أعي جيداً حجم المشاكل المالية التي يعيشها الفريق، أعتقد أنه جرى التعاقد معي لمحاولة إدماج أكبر عدد ممكن من اللاعبين الشبان في النادي، وتطوير أدائهم، بعدما حققوا أشياء مميزة في الموسم الأخير.

لقد كانت نتائج الفريق محترمة، رغم أن الجماهير دائما في هذا الفريق تطالب بالمزيد، وخصوصا بالنتائج الإيجابية والفوز بجميع المباريات، وحصد الألقاب، وهو أمر طبيعي عندما تعرف جيدا قدرات النادي الأفريقي. أعرف جيدا طبيعة هذا الفريق، وما أنا مقبل عليه في الأيام القادمة، رغم أن النتائج التي حققتها في المرتين السابقتين عندما أشرفت فيهما على الفريق لم تكن مميزة جدا، إنه تحدٍّ مهم بالنسبة لي.

أعتقد أن الرصيد البشري يعتبر محترماً على مستوى العدد، أما على مستوى القيمة، فقد شاهدت مباريات الفريق، وصراحة لا ينقص اللاعبين الموجودين أي شيء لتكون النتائج أفضل.

إن المشكل التاريخي للنادي الأفريقي هو التعاقد مع اللاعبين فقط من أجل التعاقد، لقد جلب الفريق في السنوات الأخيرة العديد من اللاعبين الذين لم يلعبوا كثيرا، لكنهم يطالبون اليوم بأموال ضخمة، من وجهة نظري يجب أن تكون التعاقدات مرتكزة على قيمة اللاعبين وليس على عددهم، لذلك يجب أن نختار جيدا المراكز المهمة، في انتظار معرفة مستقبل معز حسن ونادر الغندري، كل ذلك سندرسه خلال الأسبوع المقبل إثر وصولي لتونس.

أعرف جيدا زهير، فأنا الذي أصر على التعاقد معه حين كان في شبيبة القيروان، بصحبة محمد أمين الشرميطي، الذي انتقل بعدها للنجم الساحلي، إنه لاعب يحمل مستوى مميزا، لكن مع تقدمه في السن، سنحاول استغلال ذكائه في الملعب، كما أننا مقتنعون بكون خليفة أيضا يمكنه أن يلعب دورا مهما في الفريق، الذي يحتاج أيضا للاعبي الخبرة مثل احتياجه للاعبين الشبان.

سأنظر في هذا الموضوع مع إدارة النادي خلال الأسبوع المقبل، هناك عدد كبير من لاعبي خط الوسط، رغم أنني من دفعت بوسام بن يحيى في الفريق الأول خلال موسم 2005/ 2006، أعرف خصاله جيدا، وأعلم عشقه للفريق، بالنسبة لي لا يوجد أي جدال حول رغبتي في عودته.

السؤال هنا، هل يوجد أي فريق تونسي قادر على المنافسة أفريقياً؟ لقد تطورت الفرق الأفريقية كثيرا مع تراجع الفرق التونسية، بتراجع مستوى الدوري التونسي، رغم الخطوة المهمة التي اتخذها الاتحاد التونسي، بتقليص عدد اللاعبين الأجانب، وهو ما سينعكس إيجابياً على اللاعب التونسي.

إن تأهل منتخب تونس لكأس العالم هو إنجاز كبير، مع تأهل 5 منتخبات أفريقية فقط للبطولة العالمية، وتطور مستوى العديد من المنتخبات الأفريقية في كأس العالم. بالنسبة لي، الدنمارك لا تقل شأنا عن منتخب فرنسا، الذي يضم مجموعة مميزة من اللاعبين.

كما أن عددا كبيرا من لاعبي الدنمارك يلعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، وحتى منتخب أستراليا لديه لاعبون ينشطون في الدوري الإنكليزي، وفي فرق أوروبية قوية، أما منتخب تونس في الفترة الحالية فلا يملك عددا كبيرا من اللاعبين الذين ينشطون في فرق أوروبية مميزة. أعتقد أن العبور أمام فرنسا والدنمارك سيكون إنجازاً تاريخياً لنسور قرطاج وأتمنى لهم تحقيق هدفهم.

بالنسبة للمغرب، هو يضم مجموعة مميزة من اللاعبين الذين تلقوا تكوينهم في أوروبا، ويملكون مستوى فنيا مميزا ويلعبون في فرق أوروبية كبيرة. أما منتخب قطر، فقد قام بتحضيرات قوية، منذ 10 سنوات خصوصا من خلال أكاديمية أسباير، التي طورت كثيرا المواهب القطرية، واعتمدت على الأجهزة الفنية الإسبانية، لتكريس أفكارها، سواء في الفئات السنية أو المنتخب الأول، كما أن المدير الفني الحالي لبرشلونة تشافي هيرنانديز، ترك أفكاره المميزة في فريقه السد.

وفي ما يتعلق بالمنتخب السعودي، فهو يستمد قوته من قوة الدوري السعودي، الذي أصبح منذ سنوات يمتاز بالتنافس الشديد، وهو أمر مهم للاعب السعودي لمواجهة المنتخبات القوية، كما أنهم يملكون مديرا فنيا مميزا، وهو الفرنسي هيرفي رينار، الذي يعتبر من أفضل المدربين في المنتخبات أو الأندية على حد السواء، كما أن الفريق سيستفيد من تدريب رودي غارسيا للاعبي النصر السعودي، بعدما تم التعاقد معه خلال الصيف الحالي.

أعتقد أنها ستكون نسخة استثنائية ورائعة، لقد كنت هناك حين تم الإعلان عن تنظيم قطر للبطولة، وأعرف جيدا الملاعب المميزة، بالإضافة إلى الملاعب الجديدة التي تم تشييدها، لكن التحدي الحقيقي للقطريين والذي أتطلع لمشاهدته هو كيفية التعامل مع العدد الكبير من الجماهير التي ستكون في الدوحة، وهو أمر غير مسبوق، خصوصا أن بعض الجماهير معروفة بسلوكها العنيف، مع تلاقي الجماهير في ما بينها في الأنزال والشوارع والمطاعم، وهو ما يجعل الأجواء ساخنة جدا بينها، لكنني أعرف أن درجة الأمن في قطر عالية جدا، وأتمنى أن تسير الأمور على النحو الأمثل.

لقد دربت دروغبا في غانغون الفرنسي، ولقد تمسكت بجلبه لفريقي حين كان ينشط مع فريق لومان في الدرجة الثانية، حيث كان يعاني من نقائص كثيرة في لعبه، عملت على إصلاحها، وفي عام وحيد أصبح من أفضل المهاجمين في فرنسا، وانتقل بعدها للعب مع أولمبيك مرسيليا، ليصبح من أفضل المهاجمين في العالم، أنا محظوظ لأنني ساهمت في بروزه.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here