دراسة تحذر من مرحلة حرجة في حموضة المحيطات

دراسة تحذر من مرحلة حرجة في حموضة المحيطات
دراسة تحذر من مرحلة حرجة في حموضة المحيطات

أهم ما يجب معرفته

كشفت دراسة حديثة أن حموضة مياه المحيطات قد دخلت مرحلة حرجة منذ عام 2020، مع تغيرات ملحوظة في الطبقات العليا من المياه. تشير النتائج إلى أن 40% من المياه السطحية و60% من المياه حتى عمق 198 متراً قد تجاوزت الحدود الآمنة، مما يهدد الحياة البحرية والنظم البيئية التي تعتمد عليها البشرية بشكل كبير. هذه التحولات الكيميائية تؤثر سلباً على الكائنات البحرية وتزيد من خطر فقدان التنوع البيولوجي.

أفريقيا برس. تكشف دراسة جديدة أن مؤشرات تحمض المحيطات الرئيسية قد دخلت بالفعل منطقة الخطر على الحياة البحرية منذ عام 2020، مع تغيرات حادة بشكل خاص في الطبقة العليا من المياه التي يصل عمقها إلى نحو 200 متر.

وأشارت الدراسة إلى أن هذا الحد يمثل جزءاً مما يسميه العلماء “مساحة العمل الآمنة” لكوكب الأرض، والذي يعني تجاوزه زيادة خطر تعرض النظم البيئية للمحيطات، والأشخاص الذين يعتمدون عليها، لأضرار يصعب إصلاحها، أو ما تسمى نقاط التحول في الحدود الكوكبية.

وفي عام 2009، اقترح العلماء فكرة الحدود الكوكبية، وهي إطار علمي يحدد 9 عمليات رئيسية في نظام الأرض، وتشمل تغير المناخ، أو التحول طويل الأمد في درجة حرارة الأرض وأنماط الطقس، وسلامة المحيط الحيوي (الصحة العامة ووظائف ومرونة النظم الحية على الأرض)، وتغير نظام الأراضي جراء الأنشطة البشرية مثل الزراعة.

كما تشمل أيضاً مدى توفر المياه العذبة، والتدفقات البيوكيميائية، والكيانات الجديدة (مثل المواد الكيميائية الاصطناعية أو جسيمات البلاستيك)، واستنزاف طبقة الأوزون، وتحميل الهباء الجوي (تلوث الهواء)، وتحمض المحيطات.

ووجد التحليل أنه بحلول عام 2020، كانت كيمياء المحيطات قد تجاوزت بالفعل نطاق الحدود الآمنة، إذ إن 40% من المياه السطحية و60% من المياه حتى عمق 198 متراً باتت تقع بالفعل خارج هذه الحدود.

تدمير المواطن

ويستخدم العلماء مصطلح تحمض المحيطات، للإشارة إلى الانخفاض طويل الأمد في درجة حموضة مياه البحر الناتج بشكل رئيسي عن الحرارة الزائدة بفعل امتصاص ثاني أكسيد الكربون، حيث يستوعب المحيط حصة كبيرة من انبعاثات الكربون البشرية، وبذلك يتغير تركيبه الكيميائي.

وتكتسب هذه التحولات الكيميائية أهمية بالغة بسبب تأثيرها على الكائنات البحرية، التي تبني أجزاء صلبة من كربونات الكالسيوم، وترتكز عليها العديد من الشبكات الغذائية البحرية، ومع ازدياد حموضة المحيط تتقلص المواطن المناسبة لهذه الكائنات البانية ويتجزأ.

ووجدت الدراسة أن المواطن الكيميائية المناسبة للشعاب المرجانية في المياه الدافئة، قد انخفضت بالفعل بنحو 43% في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهو ما يعني مساحة أقل لملايين الأنواع التي تستخدم الشعاب المرجانية كمأوى أو حضانة أو أرض صيد.

أما في المياه القطبية، فتتعرض الرخويات الصغيرة التي تحمل أصدافًا هشة من الأراجونيت، بشكل خاص لظروف التآكل. وأشار إلى أن موطنها المناسب قد انخفض بنسبة تصل إلى 61%، مما يثير مخاوف بشأن الشبكات الغذائية القطبية التي تعتمد عليها كفريسة.

كما تُظهر الرخويات ثنائية الصدفة الساحلية، مثل المحار وبلح البحر، انكماشًا أصغر ولكنه مثير للقلق، مع فقدان نحو 13% من المواطن المناسبة في المناطق الساحلية التي تعاني من الإجهاد الكيميائي.

وتشير مراجعة أوسع لتأثيرات تحمض المحيطات إلى أن مصائد المحار وتربية الأحياء المائية من بين الصناعات الأكثر عرضة للخطر، مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية على الوظائف الساحلية والأمن الغذائي.

وفي العديد من المناطق، تتعامل الأنواع بالفعل مع درجات حرارة أعلى، وأكسجين أقل، ومياه أكثر حمضية في الوقت نفسه، مما قد يجعل حدود البقاء على قيد الحياة أكثر صعوبة بكثير مما قد يوحي به أي ضغط منفرد.

وتؤكد الدراسة أن المحيط يتحرك بهدوء خارج المنطقة الآمنة حتى في الأماكن التي لا يزال سطحه يبدو أزرق وهادئًا. وتشير إلى أن الحفاظ على النظم البيئية البحرية فعالة، وعلى خدمات الغذاء والمناخ التي توفرها، سيتطلب التعامل مع هذا الخطر الكيميائي في الماء بجدية مماثلة لأهداف درجة الحرارة في الهواء.

في عام 2009، اقترح العلماء مفهوم الحدود الكوكبية، الذي يحدد تسع عمليات رئيسية تؤثر على نظام الأرض، بما في ذلك تحمض المحيطات. يشير تحمض المحيطات إلى الانخفاض المستمر في درجة حموضة مياه البحر نتيجة لامتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون، مما يؤثر على الكائنات البحرية التي تعتمد على كربونات الكالسيوم.

تعتبر هذه الظاهرة تهديداً كبيراً للنظم البيئية البحرية، حيث تؤدي إلى تدهور المواطن البحرية، خاصة للشعاب المرجانية والرخويات. تشير الدراسات إلى أن هذه التغيرات الكيميائية قد تؤدي إلى آثار سلبية على مصايد الأسماك والأمن الغذائي، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على صحة المحيطات.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here