أهم ما يجب معرفته
تشهد مدينة أوفيرا في شرق الكونغو حالة من الاستقرار المؤقت بعد مواجهات عنيفة مع متمردي “إم 23”. ورغم الضغوط العسكرية، لا يزال السكان يعيشون في قلق بسبب عدم تحسن الوضع الأمني، مما يعكس الفجوة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني. الصمت غير المعتاد للمتمردين يعزز الشكوك حول نواياهم الحقيقية في الانسحاب.
أفريقيا برس. شهدت مدينة أوفيرا الواقعة شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية حالة من الاستقرار المؤقت، عقب أيام من مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة الكونغولية ومتمردي حركة “إم 23” المدعومين من حلفائهم الروانديين، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
ورغم تنفيذ الجيش الكونغولي ضربات جوية استهدفت مواقع للمتمردين في مناطق كالوندو وكاتونغو وروتيمبا، التي كانت سابقًا قاعدة لبعثة الأمم المتحدة (مونوسكو) وتحولت إلى مقر قيادة للحركة، فإن “إم 23” لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي. ويعد هذا الصمت غير مألوف بالنسبة لمجموعة اعتادت إصدار بيانات سريعة موجهة للرأي العام الدولي، مما يعزز الانطباع بأن إعلانها السابق عن الانسحاب كان أقرب إلى مناورة إعلامية منه إلى خطوة ميدانية فعلية.
وحسب تقارير إعلامية، لا يزال سكان أوفيرا يعيشون حالة من القلق والشلل رغم مرور 10 أيام على إعلان الحركة انسحابها من المدينة، إذ بقيت الأنشطة التجارية محدودة، في حين التزم كثيرون منازلهم خشية تجدد المواجهات. ويعكس هذا التوتر فجوة واضحة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني، حيث لم يلمس الأهالي أي تحسن ملموس في الوضع الأمني.
حرب معلومات موازية
وتداولت منصات رقمية مرتبطة بحركة “إم 23” وحلفائها مزاعم عن إسقاط طائرة تابعة للقوات المسلحة الكونغولية، وهي رواية انتشرت على نطاق واسع يوم الجمعة، لكن لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن. وتظهر هذه التطورات، حسب مراقبين، أن العمليات العسكرية في شرق الكونغو لا تنفصل عن حرب معلومات مستمرة، حيث تلعب الشائعات والبيانات غير الموثقة والصمت الاستراتيجي دورًا في تشكيل ميزان القوى.
وضع هش ومستقبل غامض
وفي حين يستمر هذا الصراع المتعدد الأبعاد، تبقى مدينة أوفيرا وسكانها في مواجهة وضع أمني هش وغير مستقر، حيث يتقاطع القصف الجوي مع المخاوف الشعبية وحرب الروايات الإعلامية. هذا المشهد يبرز أن الأزمة في شرق الكونغو تتجاوز المعارك الميدانية، لتتحول إلى اختبار طويل الأمد لثقة السكان بقدرة الدولة على حمايتهم.
تاريخ الصراع في شرق الكونغو يعود إلى عقود، حيث شهدت المنطقة توترات مستمرة نتيجة النزاعات العرقية والسياسية. حركة “إم 23″، التي تشكلت في عام 2012، تمثل واحدة من العديد من الجماعات المسلحة التي تسعى للسيطرة على الموارد الطبيعية في المنطقة. على الرغم من وجود جهود دولية لحل النزاع، إلا أن الوضع الأمني لا يزال هشًا، مما يؤثر على حياة المدنيين بشكل كبير.
تتداخل الأبعاد العسكرية والسياسية في هذا الصراع، حيث تلعب الدول المجاورة دورًا في دعم بعض الفصائل. في السنوات الأخيرة، زادت حدة المواجهات، مما أدى إلى نزوح جماعي للسكان وتدهور الأوضاع الإنسانية. تبقى التحديات قائمة، مع استمرار الحاجة إلى حلول شاملة تعالج جذور النزاع.





