يسري عبيد: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتتمسك بدورها كوسيط

4
يسري عبيد: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتتمسك بدورها كوسيط
يسري عبيد: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتتمسك بدورها كوسيط

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. على رغم أن مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل عام 1979، فإن العلاقات بينهما نادراً ما كانت ودية، واليوم مع الحرب الدائرة في غزة فإنها تشارف نقطة التداعي، حيث تحذر مصر إسرائيل من طرد أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء، بينما يؤدي تراجع حركة المرور في قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين إلى تفاقم الوضع. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي:

تحذر مصر إسرائيل من طرد أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء فكيف ترى ذلك؟

أعتقد أن الموقف المصرى واضح بشكل كبير بخصوص تحذير إسرائيل من دفع الفلسطينيين للأتجاه إلى الحدود المصرية وبالتالي تنفيذ عملية التهجير التي ستساعد علي تصفية القضية الفلسطينية، وبالتالي مصر ترفض هذا الأمر بشدة وأرسلت إلى إسرائيل رسائل عن طريق جميع الوسطاء بأنها لن تسمح بهذا التهجير وأن عملية التهجير ستهدد العلاقات بين مصر و إسرائيل إذا استمرت في هذه العملية العسكرية ومحاولة إحتلال أي محور على الحدود المصرية الفلسطينية.

هناك حديث حول توتر العلاقات بين مصر و إسرائيل حيث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لم يتحدثا في الأسابيع الأخيرة. ورفض السيسي عدة اتصالات من نتنياهو، بحسب مسؤولين مصريين فكيف تعلق على ذلك ؟

بالتأكيد الرفض المصرى لجميع الخطط الإسرائيلية سواء بمسألة التهجير او مسألة إحتلال إسرائيل لمحور فلادليفيا عمل على توتير العلاقات بين الطرفين وهناك ربما شد وتجاذب بين الجانبين وهو ما أدي في النهاية إلى عدم حدوث أي اتصالات بين كل من الرئيس المصري ورئيس الوزارء الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، لأن إسرائيل تريد أن تقوم بتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء وتريد أن تقوم بإحتلال محور فلادليفيا وهو ما ترفضه مصر، وبالتالي توتر العلاقات بين الجانبين أدي في النهاية إلى قطع كامل الإتصالات على مستوى القيادات وربما تتصاعد الأمور بشكل كبير خاصةً و أن إسرائيل مصممة على الدخول إلى محور فلادليفيا، لأنها ترى إن إحتلال هذا المحور سيعمل على إنشاء مناطق عازله في قطاع غزة سواء من الشمال أو الشرق أو الجنوب وهي تريد أن تسيطر على الحدود المصرية مع قطاع غزة، بل هناك أصوات داخل إسرائيل تقول بنقل معبر رفح إلى معبر كرم أبو السالم وبالتالي تسيطر إسرائيل على جميع المعابر بين قطاع غزة وبين مصر وهو ما ترفضه مصر بالتأكيد بشدة.

يرى البعض أنه رغم العلاقة السياسية الصعبة بين مصر و إسرائيل، فإن مصر شريك أمني مهم لإسرائيل. وساعدت في التوصل إلى اتفاق في تشرين الثاني الماضي يقضي بإطلاق سراح رهائن محتجزين لدى “حماس” مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، فكيق تعلق على ذلك؟

أعتقد أن الجانب المصري حتى الآن لم يقطع العلاقات مع إسرائيل بسحب السفير مثل باقي الدول العربية أو باقي الدول اللتي قامت بسحب السفراء من إسرائيل، وربما هناك وجهة نظر داخل القيادة المصرية لأنه يجب الأستمرار في الحفاظ على شعرة معاوية مع الجانب الإسرائيلي وعدم قطع العلاقات بشكل كامل، لأن مصر وسيط مهم في مسألة الأتفاق على هُدن أو الأتفاق على تبادل الأسرى وبالتالي مصر طرف أساسي في هذه العملية، وربما رؤية صنع القرار في مصر أن إتخاذ إجراءات عنيفة ضد إسرائيل سيعمل على ي إن تفقد مصر دور الوسيط مع الجانب الإسرائيلي وهو ما يشجع إسرائيل على المضى قدماً في إرتكاب المجازر والإبادة الجامعية لأنها تعلم تماماً إن مصر ليس لديها الإرادة والنية لإتخاذ إجراءات ضد إسرائيل خاصةً في الوقت الحالى.

صرحت مصر بأن أية محاولة لنقل ملايين النازحين الفلسطينيين من شأنها أن تدمر العلاقات بين الطرفين، في تحذير هو الأول من نوعه يصدر عن مسؤولين مصريين، فكيق ترى ذلك؟

أعتقد إنه على المستوى الرسمي هناك تحذير شديد من مصر لإسرائيل بأن الأستمرار في عملية التهجير ودفع الفلسطينيين إلى الحدود المصرية والأنتقال إلى شبه جزيرة سيناء ومحاولة إجراء عملية عسكرية في محور فلادليفيا التي تعتبر فرق كبير لعملية السلام سيؤدي لتدمير العلاقات بين مصر و إسرائيل، وربما لتعليق معاهدة السلام وربما إلى قطع العلاقات وسحب السفير، وهذه الرسائل الواضحى ترسلها مصر إلى إسرائيل، هل إسرائيل ستعمل على تفادي تدمير العلاقات مع مصر لأن مصر هي حليف مهم ولديها علاقات مهمة مع إسرائيل منذ معاهدة السلام في العام 79 أم ستمضي إسرائيل قدماً في تدمير هذه العلاقة وتفتح لنفسها جبهة أخرى علي الحدود المصرية؟ أعتقد أن الايام المقبلة ربما ستؤدي في النهاية إلى معرفة ماذا يحمل كل طرف في جعبته خاصةً وأن الأمور متعلقة بمسألة الإتفاق الذي ينتظره الجميع للوصول إلي هدنه دائمة وتبادل الأسرى، وأعتقد إلى إنه تم التواصل إلى إتفاق في هذا الإطار فأن إسرائيل لن تستمر في العملية العسكرية في رفح ولكن إذا فشلت جميع الجهود كما تصدر التصريحات من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه لن يقبل بالإنسحاب من قطاع غزة أو وقف القتال فإن إسرائيل ستكون ماضية في إجراء عملية عسكرية في رفح، وبالتالي دفع الفلسطينيين الموجودين في رفح أكثر من مليون فلسطيني نحو الحدود المصرية، ماذا سيكون رد فعل مصر لا أحد يعلم حتى الآن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here