مصر تدعو لشرق أوسط بلا أسلحة نووية وتدعم مفاوضات واشنطن وطهران

4
مصر تدعو لشرق أوسط بلا أسلحة نووية وتدعم مفاوضات واشنطن وطهران
مصر تدعو لشرق أوسط بلا أسلحة نووية وتدعم مفاوضات واشنطن وطهران

أفريقيا برس – مصر. أكدت مصر، الاثنين، ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وأعربت عن دعمها للمفاوضات الراهنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة جمع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

وقال عبد العاطي إنه تناول مع غروسي تطورات الأوضاع الإقليمية، وأعاد التأكيد على “موقف مصر الثابت والرامي إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط”.

وأضاف: “مصر كانت في طليعة الدول المطالبة بتحقيق هذا الهدف السامي، الذي نحن أحوج ما نكون إليه الآن في ظل حالة الاستقطاب الدولي التي نشهدها”.

عبد العاطي زاد أن بلاده كانت من أوائل الدول التي تقدمت إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 بمشروع قرار لإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي، وكان المشروع بمبادرة مشتركة بين مصر وإيران.

وشدد على أهمية استمرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الانخراط في هذا الملف، بموجب ولايتها ووفقا للقرارات الدولية ذات الصلة.

الملف النووي الإيراني

كما تطرق عبد العاطي إلى تطورات الملف النووي الإيراني وما يشهده من حراك خلال الفترة الماضية في إطار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة سلطنة عمان.

وجدد ترحيب مصر بدور سلطنة عمان في الوساطة بين طهران وواشنطن، وأكد دعم القاهرة لمسار المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية وسلمية في إطار احترام حقوق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.

وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.

وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.

عبد العاطي رحب بدور الوكالة في العمل على دفع المباحثات قدما للتوصل إلى حل سياسي مرضٍ للطرفين، “في ظل ظروف إقليمية شديدة التعقيد وفي توقيت بالغ الدقة”.

وشدد على الأهمية البالغة للتوصل إلى حل سلمي، محذرا من أن “التصعيد العسكري لن يخدم أهداف الاستقرار في المنطقة ولا شعوبها”.

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتتبادلان منذ سنوات اتهامات بالمسؤولية عن أعمال تخريب وهجمات إلكترونية.

وتابع عبد العاطي: “نرفض تماما أي تحريض على الخيار العسكري، ونؤكد أهمية الحل السلمي وعدم التصعيد، تجنبا للدخول في حالة ممتدة من الفوضى لن ينجو منها أحد في المنطقة”.

وأشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقى الاثنين كلا من غروسي ووزير خارجية إيران عباس عراقجي.

السيسي أكد خلال اللقاءين استعداد مصر لتوفير كل الدعم اللازم لإنجاح مسار المفاوضات السلمية بين طهران وواشنطن، “لما سيكون له من تداعيات مباشرة على أمن واستقرار الشرق الأوسط”، حسب عبد العاطي.

غروسي: مشروع الضبعة يدشن مرحلة جديدة لمصر في مجال الطاقة النووية

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل جروسي، إن “مصر تبدأ مرحلة جديدة في مجال الطاقة النووية من خلال مشروع محطة الضبعة”.

وتابع أن “الوكالة تضمن سلمية أي اتفاق نووي، وتواصل عمليات التفتيش الدورية في إيران”.

كما أعرب غروسي عن امتنانه للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، “لدور بلاده الواضح للتوصل لاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني”، وفقا لبوابة “الأهرام” المصرية.

من جانبه، أكد عبد العاطي أن “مشروع الضبعة يمثل ركيزة أساسية لتنويع مصادر الطاقة في مصر”.

وفي شهر نيسان/ أبريل 2025، أعلنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر عن اكتمال صب الخرسانة للمرحلة الأولى من المستوى الثاني لمبنى الاحتواء الداخلي للمفاعل في الوحدة الثانية من محطة الضبعة النووية، بواسطة خبراء شركة “أتومستروي إكسبورت” الروسية.

وكان السفير الروسي في مصر، جورجي بوريسينكو، أكد أن روسيا تتوقع أن تكون أول محطة للطاقة النووية في مصر، الضبعة، التي تشارك في بنائها شركة “روساتوم” الروسية الحكومية، جاهزة للتشغيل الكامل بحلول نهاية فبراير/ شباط 2030.

وتعتبر محطة الضبعة النووية أول محطة للطاقة النووية في مصر، سيتم بناؤها في مدينة الضبعة في محافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.

وشركة “روساتوم” الحكومية الروسية هي المصدر الرئيسي للتكنولوجيا النووية. فعلى وجه الخصوص، أنتجت الشركة الحكومية في عام 2023 خمس مجموعات من معدات المفاعلات، وتم تسليم محطة الطاقة النووية البيلاروسية المبنية بالكامل إلى الجهة المتعاقدة، وتم الحصول على إذن لتشغيل مجموعة الطاقة الأولى في محطة أكويو النووية في تركيا.

ووقّعت روسيا ومصر، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، اتفاقية حول التعاون المشترك لإنشاء محطة للطاقة النووية في منطقة الضبعة المطلة على البحر المتوسط، شمالي مصر، ثم في ديسمبر/ كانون الأول 2017، دخلت عقود المحطة حيز التنفيذ، حينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة.

وتضم محطة الضبعة أربعة مفاعلات من الجيل “3+” العاملة بالماء المضغوط بقدرة إجمالية 4800 ميغاوات بواقع 1200 ميغاوات لكل منها، ومن المقرر إطلاق المفاعل الأول عام 2028.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here