مصر تنفي انتشار أمراض وبائية في المنيا بعد وفاة 5 أطفال أشقاء

0
مصر تنفي انتشار أمراض وبائية في المنيا بعد وفاة 5 أطفال أشقاء
مصر تنفي انتشار أمراض وبائية في المنيا بعد وفاة 5 أطفال أشقاء

أفريقيا برس – مصر. نفت وزارة الصحة والسكان المصرية، اليوم الخميس، انتشار أيّ مرض وبائي أو معدٍ في قرية دلجا بمحافظة المنيا جنوبي البلاد، التي شهدت مصرع خمسة أطفال أشقاء بعد إصابتهم بأعراض صحية غامضة ومتشابهة. وكان الغموض المحيط بوفاة الأطفال الخمسة من أسرة واحدة في قرية صغيرة بصعيد مصر قد دفع أهالي القرية، في وقت سابق من اليوم، إلى توجيه مطالبات عاجلة لرئيس الجمهورية بالتدخل لحماية الطفلة السادسة، الناجية الوحيدة من أولاد العائلة، التي نُقلت أخيراً إلى مستشفى متخصص في العاصمة القاهرة لمحاولة إنقاذ حياتها.

وأوضحت وزارة الصحة والسكان، في بيان، أنّها تابعت بصورة دقيقة حادثة وفاة خمسة أطفال أشقاء من قرية دلجا بمركز دير مواس في المنيا، يوم السبت الموافق 12 يوليو/ تموز الجاري، في أعقاب تلقي قطاع الطب الوقائي والصحة العامة بلاغاً من مديرية الشؤون الصحية في المحافظة. أضافت أنّ تحقيقات ميدانية ومخبرية دقيقة أُجريت، شملت زيارة مستشفيات ووحدات صحية، ومراجعة سجلات المرضى، وتحليل بيانات الإبلاغ عن الأمراض المعدية، وزيارة منزل الأطفال الضحايا والمنازل المجاورة، وبعدها خلصت إلى “عدم وجود زيادة في معدلات الأمراض المعدية بمحافظة المنيا، أو تسجيل إصابات بأمراض معدية بين الأب أو الأم أو الزوجة الثانية أو ابنتها أو أيّ من الأقارب أو الأسر المحيطة بهم”.

وبيّنت وزارة الصحة والسكان أنّ “نتائج التحاليل المخبرية لعينات الدم والبول والسائل النخاعي، التي أجريت في المعامل المركزية للصحة العامة، أثبتت خلوّ الحالات من أيّ أمراض معدية، بما في ذلك التهاب السحايا الفيروسي أو البكتيري”، كذلك “أظهرت تحاليل عيّنات مياه الشرب من منزل الحالات مطابقتها للمواصفات”. وتابعت أنّ “النيابة العامة تتولّى حالياً التحقيق في الأسباب غير المرضية للوفاة”، مشيرة إلى أنّ “الوضع الصحي العام في المنطقة مستقرّ، ولا يوجد تهديد للمواطنين بأمراض وبائية أو معدية”. وطمأنت الوزارة الرأي العام بأنّ كلّ “الإجراءات تمّت وفق أعلى معايير الشفافية والدقة، من دون تعارض مع اختصاص الجهات القضائية في استكمال التحقيقات”. وأكّدت “التزامها بحماية صحة المواطنين، ومتابعة أيّ تطوّرات بدقّة وسرعة”.

وبخصوص مناشدات أهالي قرية دلجا، فقد جاءت بعد تسجيل وفاة الطفلة رحمة ناصر (12 عاماً) أمس الأربعاء في مستشفى الصدر بمحافظة المنيا، لتكون الضحية الخامسة من أولاد عائلة نصر في القرية التابعة لمركز دير مواس. وناشد هؤلاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الصحة خالد عبد الغفار التدخل العاجل لنقل الطفلة السادسة المصابة ووالديها إلى مستشفى متخصص في القاهرة. وطالب عدد من أبناء القرية، عبر مناشدات نُشرت في وسائل إعلام محلية، بضرورة التحرك الفوري لإنقاذ المصابين الثلاثة قبل أن يلقوا المصير نفسه للأبناء الخمسة. وأكد أحد القائمين على العمل الأهلي في دلجا أن القرية لم تشهد فاجعة مماثلة من قبل، محملاً تدهور مستوى الخدمة الصحية المسؤولية الكبرى عما جرى، داعياً إلى تحقيق موسع ومساءلة عاجلة للمسؤولين عن الصحة في المحافظة.

وكانت الطفلة الخامسة قد أُدخلت المستشفى إثر أعراض صحية حادة وغامضة مشابهة لتلك التي أصابت أشقاءها الأربعة الذين توفوا تباعاً نهاية الأسبوع الماضي، من دون أن يتمكن الأطباء من تحديد سبب واضح للوفاة حتى الآن. ونُقل جثمان الطفلة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف جهات التحقيق تمهيداً لعرضه على الطب الشرعي واستكمال الإجراءات القانونية.

والسبت الماضي، توفي أربعة من أشقاء رحمة، هم محمد (11 عاماً) وريم (10 أعوام) وعمر (7 أعوام) وأحمد (5 أعوام)، في أقلّ من 48 ساعة، بعدما ظهرت عليهم أعراض صحية شديدة تمثلت في ارتفاع حاد في درجة الحرارة، وتشنجات عصبية، واضطراب في الوعي، وغثيان متكرر، ما دفع الأطباء للاشتباه في وجود مرض معدٍ أو تسمّم حاد.

ونُقل الأطفال الأربعة بداية إلى مستشفى دير مواس المركزي، حيث لفظ ثلاثة منهم أنفاسهم الأخيرة رغم محاولات الإنعاش الطبي، بينما تُوفي الرابع لاحقاً في مستشفى المنيا التخصصي. أما رحمة (12 عاماً) وشقيقتها الكبرى فرحة (14 عاماً)، فقد نُقلتا لاحقاً إلى قسم السموم في مستشفى المنيا الجامعي، بعد ظهور الأعراض نفسها عليهما، وخضعتا للعلاج تحت إشراف لجنة طبية مختصة، قبل أن تُعلن وفاة رحمة صباح أمس.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر قضائية في مصر بأنه جرى استدعاء والدي الأطفال للاستماع إلى إفادتهما من دون توجيه أي اتهامات، وذلك في إطار التحقيقات الجارية وجمع المعلومات حول الساعات والأيام التي سبقت وقوع المأساة. وأوضحت المصادر غياب أي شواهد تدل على تعرض الأطفال لعنف، فيما لا يزال الغموض يلفّ الأسباب الحقيقية وراء حالات الوفاة المتسلسلة.

من جهتها، فتحت وزارة الصحة والسكان تحقيقاً موسعاً، وشكّلت فرقاً من الطب الوقائي لفحص منزل العائلة، وأخذ عينات من المياه والطعام والهواء، وجرى استدعاء مسؤولين صحيين لفحص الوضع البيئي في المنطقة. ونفت الوزارة، في بيان رسمي، وجود علاقة بين الوفيات ومرض التهاب السحايا، مؤكدة أن هذا الاحتمال “غير منطقي طبياً”، مشيرة إلى أن مصر نجحت في القضاء على النوع البكتيري من المرض منذ عام 1989، مؤكدة أن الفرضيات القائمة تشمل احتمال التسمم أو التعرض لمادة كيميائية سامة، وأن نتائج التحاليل الطبية والتشريح هي وحدها التي ستكشف حقيقة ما جرى.

وأكّد مصدر طبي في محافظة المنيا، قبل صدرور بيان وزارة الصحة والسكان، أنّ التحاليل المبدئية تستبعد وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية معروفة، مرجحاً أن يكون ما جرى مرتبطاً بـ”عامل خارجي مشترك”، مثل تناول طعام ملوث أو مادة سامة، وأن تأخر الأسرة في نقل الأطفال إلى المستشفى قد ساهم في تدهور حالتهم. بدورها، راحت النيابة العامة في مصر تنتظر نتائج تقرير الطب الشرعي وتحاليل العينات التي جرى إرسالها إلى المعامل المركزية بالقاهرة، فيما تعيش قرية دلجا على وقع صدمة ثقيلة ومع تزايد المطالبات الشعبية بكشف الحقيقة وتوفير دعم صحي جسدي ونفسي عاجل لبقية أفراد الأسرة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here