القاهرة ترفض مقايضة سد النهضة بمدينة خيام رفح

1
القاهرة ترفض مقايضة سد النهضة بمدينة خيام رفح
القاهرة ترفض مقايضة سد النهضة بمدينة خيام رفح

أفريقيا برس – مصر. في ظل تكهنات حول مقايضة أميركية لمصر بشأن حل أزمة سد النهضة الإثيوبي التي تؤرق القاهرة، مقابل الموافقة على مخطط لتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء في أعقاب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد فيها العمل على التوصل لحل لأزمة سد النهضة كشفت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى، عن محادثات مصرية أميركية موسعة جرت نهاية الأسبوع الماضي، تطرقت إلى وعد ترامب بالتدخل لحل أزمة سد النهضة إضافة إلى الوضع في قطاع غزة، وجهود الوساطة المصرية إيجاد حل للأزمة. وبحسب معلومات، فإن المحادثات كشفت عن موقف أميركي داعم للمخطط الإسرائيلي، الذي تم الكشف عن تفاصيله أخيراً تحت مسمى “مدينة الخيام الإنسانية” في رفح بالقرب من الحدود المصرية، ونقل سكان غزة إليها، وهو المخطط الذي أخطرت مصر الجانب الأميركي رفضها له خلال المحادثات.

وعد أميركي بإنهاء أزمة سد النهضة

وكشف مصدر دبلوماسي مصري أطلع على فحوى المحادثات الأخيرة، والتي جرت على مستوى رفيع من الجانبين، أن الإدارة الأميركية عرضت على القاهرة ما وصفه مسؤول أميركي بارز، بـ”تدخل حاسم” ينهي أزمة ملف سد النهضة ويضمن إبرام اتفاق مكتوب، ينظم عملية التشغيل، ويراعي المخاوف المصرية بشأن السد، مقابل دعم مصري للخطة الإسرائيلية، بإقامة مدينة الخيام في رفح الفلسطينية، عبر تقديم الدعم اللوجستي للسلطة الفلسطينية التي ستتولى إدارة المدينة، عقب انتقال سكان القطاع إليها، وكذلك تسهيل عملية التهجير الطوعي، والتي سماها الجانب الأميركي حرية السفر والانتقال لمن يريد من سكان القطاع للخروج والانتقال للعيش في أماكن أخرى عبر مصر.

كما كشف الدبلوماسي المصري أن المخطط الذي سبق ترويج تفاصيل منه تتضمن مشاركة دول عربية في إدارة القطاع في اليوم التالي لوقف الحرب، كان مقصوداً به الحيز الجغرافي الذي حددته إسرائيل ضمن “مدينة الخيام الإنسانية”. وبحسب المصدر، فإنّ المخطط الإسرائيلي الجديد، يحمل ضمن مرحلة تالية منه فتح المجال الجغرافي بين رفح الفلسطينية والمصرية، بما يسمح بانتقال أبناء العشائر الممتدة بين غزة ومصر للعيش في سيناء، مع تقديم حزم دعم مالي لمصر إضافة إلى الوعد الأميركي بـ”التدخل الحاسم” لحلّ أزمة السد.

رفض مصري للمخطط الإسرائيلي

وكشف الدبلوماسي أن رد القاهرة الأخير بشأن المقايضة المطروحة منذ “قرابة الشهر” جاء متمسكاً بالرفض للمخطط الإسرائيلي، الذي تعتبره مصر تحايلاً لإعادة تسويق مخطط التهجير إلى سيناء، مشدداً على أن هناك مشاورات مكثفة جرت خلال الأسبوع الأخير في مصر بين قادة المؤسسة العسكرية، ومؤسسة الرئاسة، جرى خلالها التشديد على عدم التجاوب مع مساعي الجانب الإسرائيلي. وأوضح أن ممثلي المؤسسة العسكرية أكدوا خلال الاجتماعات، التي جرت في هذا الشأن، أن المخطط الإسرائيلي حال تنفيذه سيقود إلى مواجهة حتمية في المدى القريب بين مصر وإسرائيل، حال تواصلت عمليات المقاومة لاحقاً بالقرب من الحدود المصرية.

وكان ترامب قد قال، في تصريحات خلال لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته في البيت الأبيض الأسبوع الماضي: “لقد عملنا على ملف مصر مع جار قريب (إثيوبيا)، وهم جيران جيدون وأصدقاء لي، لكنهم بنوا السد وهو ما أدى إلى وقف تدفق المياه إلى ما يعرف بنهر النيل”. وأضاف: “أعتقد أنني لو كنت مكان مصر فسأرغب في وجود المياه في نهر النيل. نحن نعمل على حل هذه المشكلة، لكنّها ستُحل. لقد بنوا واحداً من أكبر السدود في العالم، على بعد بسيط من مصر، كما تعلمون، وقد تبين أنها مشكلة كبيرة، لا أعلم، أعتقد أن الولايات المتحدة مولت السد، لا أعرف لماذا لم يحلوا المشكلة قبل بناء السد”.

بدوره، أثنى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي على تصريحات الرئيس الأميركي قائلاً في تدوينة نشرها حسابه الرسمي على منصة “إكس”: “تثمّن مصر تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته في بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب”. وأضاف: “تقدّر مصر حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة. وتجدد مصر دعمها لرؤية ترامب في إرساء السلام العادل والأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة والعالم”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here