أفريقيا برس – مصر. أعلن لواء الشرطة المصري السابق كمال الدالي القيادي البارز في حزب الجبهة الوطنية، استقالته من منصب أمين الحزب في محافظة الجيزة، واعتذاره عن استكمال السباق الانتخابي لمجلس النواب عن دائرة الدقي والعجوزة بالجيزة، والتي كان من المقرر أن يخوض جولة الإعادة فيها مع منافسه المرشح المستقل هشام بدوي.
وأثارت استقالة الدالي من حزب الجبهة، وانسحابه من جولة الإعادة لانتخابات البرلمان، علامات استفهام عدة، إذ كان الأقرب لحسم الانتخابات في جولة الإعادة لصالحه، في ظل ما يتمتع به من شعبية في دائرة الدقي، حيث شغل منصب مدير أمن الجيزة ومحافظها السابق لسنوات عديدة وينتمي لعائلة ذات جذور سياسية قديمة في جنوب المحافظة.
وقال مصدر مقرب من الدالي إن قرار استقالته وانسحابه من الانتخابات يعود إلى خلافات عميقة مع قيادات حزب الجبهة الوطنية، وطريقة إدارة الحزب للانتخابات في مرحلتها الأولى، التي أبطلت الهيئة الوطنية نتائج 19 دائرة فيها بسبب الخروقات التي شابت عمليتي الاقتراع والفرز.
وأضاف المصدر أن عدد كبير من قيادات وأعضاء أمانة حزب الجبهة في محافظة الجيزة قد تقدموا باستقالاتهم، تضامناً مع الدالي، مشيراً إلى استقالة القيادي في الحزب أيضاً محمد سليم من أمانة محافظة أسوان، على وقع الخلافات المستمرة حول مبالغ الدعاية التي يدفعها المرشحون في الانتخابات، وتقدر بعشرات الملايين من الجنيهات.
وقال الدالي في نص استقالته: “أهلي وأحبتي الكرام أبناء محافظة الجيزة بصفة عامة، وأهالي دائرة الدقي والعجوزة بصفة خاصة، أتقدم إليكم جميعاً بأصدق مشاعر الشكر والامتنان على ثقتكم الغالية التي منحتموني إياها. إن مواقفكم وسام على صدري، ودعمكم دين في رقبتي، ومحبتكم مكسب لا يضاهيه أي منصب”. وأضاف: “لقد تقدمت بالأمس للهيئة الوطنية للانتخابات بالاعتذار عن استكمال السباق الانتخابي عن الدائرة الأولى لمحافظة الجيزة، كما أعلن استقالتي من حزب الجبهة الوطنية كأمين للحزب بالمحافظة. لقد وقفت مع نفسي وقفة رجل يحترم من يقف خلفه، وسألت نفسي: هل الأنسب الآن هو الاستمرار أم أن الحكمة تقتضي الاعتذار والتوقف؟ ومن هنا جاء قرار الاعتذار عن الاستمرار”.
وتابع الدالي: “اتخذت القرار وأنا أعلم أنه قد يثير دهشة وتساؤل البعض، لكنني واثق أنه سيُقرأ مع الوقت على أنه قرار قدمتُ فيه العقل قبل الطموح، والقيم قبل المنافسة. وأشهد الله أنني ما اقترفت خطأ قط، وأني التزمت تقواه في كل خطوة خطوتها خلال مسار الانتخابات، فما كنت يوماً أبتغي جاهاً ولا مالاً، وإنما خُلقت لأكون في خدمة الناس”. وأكمل مخاطباً الناخبين في دائرته: “اعلموا أن ما بيني وبينكم ليس مشهداً انتخابياً، ولا ظرفاً عابراً، ولا مناسبة تنتهي بموعد وتبدأ بآخر. ما بيننا علاقة تمتد بالجذور، وتُبنى بالثقة، وأقولها بوضوح: سأبقى بينكم، ومعكم، ومنكم. ولا يحدني موقع أو تفصلني نتيجة أو تغيرني مرحلة، فالرجال لا يُعرفون بالمناصب بل بثباتهم حين تتبدل الطرق”.
ويعتبر رجل الأعمال السيناوي المقرب من النظام المصري إبراهيم العرجاني الممول الرئيس لحزب الجبهة الوطنية، الذي تضم هيئته التأسيسية نجله عصام العرجاني، بالإضافة إلى أسماء بارزة مثل وكيل مجلس النواب محمد أبو العينين، ووزيرة الاستثمار السابقة سحر نصر، ووزير الرياضة السابق طاهر أبو زيد، ورجل الأعمال كامل أبو علي.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استقال اللواء صلاح شوقي عقيل، قنصل مصر السابق في إيطاليا، من منصبه كأمين عام لحزب الجبهة في محافظة سوهاج، وأمينة المرأة في المحافظة هبة العطار، بسبب إقصاء كوادر الحزب من المشهد الانتخابي “بصورة أفقدتهم الأمل والرجاء في تغيير يحقق أدنى درجات آمالهم وطموحاتهم”. كما سحب رجل الأعمال محمد ربيع ناصر، رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، أوراق ترشحه عن حزب الجبهة الوطنية، ضمن “القائمة الوطنية من أجل مصر” عن قطاع القاهرة ووسط وجنوب الدلتا، تحت ذريعة “ارتباطه بعدد من المشروعات العائلية المهمة التي تتطلب تفرغاً تاماً”.
والقائمة الوطنية مشكلة من 12 حزباً موالياً للرئيس عبد الفتاح السيسي، أبرزها مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية والشعب الجمهوري والوفد الجديد والمؤتمر. واستطاعت أحزابها مجتمعة الفوز بـ39 مقعداً من أصل 42 مقعداً فردياً في الجولة الأولى للانتخابات، حظي منها حزب الجبهة بـ5 مقاعد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس





