أفريقيا برس – مصر. أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أحمد سلطان، أن الجيش المصري نفى التعاون العسكري مع الكيان الإسرائيلي، موضحًا أن العلاقات محددة وفق اتفاقية كامب ديفيد. وقال في حوار مع “أفريقيا برس”، إن “مصر تتعامل بحزم مع التسريبات حول دعم عسكري للكيان الإسرائيلي، والتي تهدف لتشويه صورتها”.
وأضاف سلطان أن استقبال السفينة “كاثرين” في ميناء الإسكندرية ليس له دلالة عسكرية ويستخدم ضمن حملة دعائية مضللة. وشدد على دور مصر في دعم الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى جهودها الدبلوماسية المتواصلة لوقف التصعيد. كما أوضح أن مصر ترفض أي تنازل عن أراضيها أو سيناء لدعم مشاريع سياسية غير مقبولة.
وكان الجيش المصري قد نفى في بيان ما راج من أنباء عن مساعدة مصرية للكيان الإسرائيلي في عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مؤكدا أنه “لا يوجد أي تعاون معها”.
ما الأسباب التي دفعت الجيش المصري إلى نفي أي تعاون عسكري مع الكيان الإسرائيلي في الوقت الراهن؟
الأسباب واضحة؛ إذ لا يوجد تعاون عسكري حالي بين الجيشين، والعلاقة بين الطرفين محكومة بإطار محدد وفق اتفاقيات واضحة، لا يمكن تجاوزها لأسباب عدة. التنسيق العسكري بين الجيشين، إذا حدث، يتم فقط ضمن المناطق المحددة في اتفاقية كامب ديفيد وغالبًا عبر القوات الدولية المتمركزة في سيناء المصرية. مصر ليست طرفًا في أي مجهود حربي إسرائيلي، خصوصًا في العمليات التي تستهدف قطاع غزة. وإدراكًا منها لوجود شائعات تستهدف زعزعة الأمن القومي المصري، كان من الضروري على الجيش المصري نفي وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل بشكل قاطع.
كيف تتعامل مصر مع التسريبات المتعلقة بالمساعدات العسكرية لإسرائيل وتأثيرها على الأمن القومي؟
تهدف هذه التسريبات إلى توريط مصر وتشويه صورتها من خلال اتهامات زائفة، وهي جزء من حملة دعائية سياسية تستخدمها بعض الأطراف لكسب نقاط على حساب الجيش المصري. قد تؤدي هذه الاستراتيجية من التضليل المتعمد إلى مشكلات كثيرة لمصر، لذا تتعامل الدولة معها بعدة أساليب، من أهمها نفي الشائعات والتأكيد على الحقائق، إلى جانب إبراز الدور المصري في السعي لحل القضايا الأمنية في سيناء. تسعى مصر أيضًا لإحباط المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، إذ تُعد هذه الضغوط محاولة للضغط على مصر في إطار هذا المخطط.
ما هي تداعيات استقبال ميناء الإسكندرية للسفينة “كاثرين” على الموقف المصري تجاه العدوان على قطاع غزة؟
استقبال ميناء الإسكندرية للسفينة “كاثرين” أثار بعض التساؤلات حول الموقف المصري، نظرًا لأن السفينة تُعرف بنشاطها التجاري وارتباطها جزئيًا بأنشطة عسكرية. كانت السفينة تحمل شحنتين، إحداهما مخصصة لوزارة الإنتاج الحربي المصرية وتم إنزالها في الرصيف العسكري وتخليصها عبر شركات متخصصة، وهو إجراء طبيعي يحدث بشكل متكرر، حيث تستقبل مصر، كسائر الدول، شحنات لسفن دولية تحمل بضائع لأكثر من جهة. لكن محاولة تصوير الأمر على أنه دعم مصري للمجهود الحربي الإسرائيلي هو جزء من حملة دعائية مضللة تهدف للتأثير على الرأي العام بشأن الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية. وعلى الرغم من أن هذه الاستراتيجية قد نجحت في تضليل جزء من الجمهور، إلا أنها لن تؤثر على ثبات الموقف المصري الرافض لتصفية القضية الفلسطينية أو التهاون مع أي خطط تهددها.
كيف تقيّم دور مصر في تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني وسط التصعيد العسكري الإسرائيلي؟
تلتزم مصر بدعم القضية الفلسطينية كجزء من رؤيتها للأمن القومي، وتسعى لدعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة. تلعب مصر دور الوسيط الفعّال في التهدئة وتسعى لوقف إطلاق النار من خلال دبلوماسية نشطة. كما تعمل ضمن “لجنة الإسناد” لتقديم المساعدات الإنسانية وتأسيس سلطة تتولى إدارة الشؤون المدنية في غزة بمجرد انتهاء الحرب. في هذا السياق، تتسابق مصر لتنفيذ خطتها، والتي تقف في مواجهة خطة “الجنرالات” الإسرائيليين، التي وضعها جنرالات ذوو علاقة بالحرب وبعضهم مستشارون، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل تدريجي.
ما هو تأثير القلق المصري من التصعيد العسكري الإسرائيلي على سياسة مصر الخارجية بشكل عام؟
اتخذت مصر عدة خطوات للتعبير عن قلقها من التصعيد العسكري الإسرائيلي، شملت احتجاجات رسمية وخطابات موجهة إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسائل نقلت إلى الجانب الإسرائيلي. ورغم ذلك، تواصل مصر اتباع سياسة خارجية متوازنة تسعى من خلالها لوقف محاولات تصفية القضية الفلسطينية، حيث تؤكد التزامها الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وترفض تمامًا أي محاولات لإنهاء القضية الفلسطينية بشكل كامل.
هل هناك مخاوف من أن تؤثر التطورات في قطاع غزة على استقرار الأمن في مصر؟
نعم، هناك مخاوف من أن تؤثر التطورات في قطاع غزة على استقرار الأمن في مصر. تتضمن هذه المخاوف محاولات الضغط على مصر للتنازل عن جزء من شبه جزيرة سيناء لصالح الشعب الفلسطيني، مقابل وعود بدعم اقتصادي ومزايا أخرى. ومع ذلك، ترفض مصر هذه المقترحات بشكل قاطع، وتؤكد موقفها الثابت بعدم التنازل عن أي جزء من أراضيها، بما في ذلك سيناء.
كيف يمكن لمصر أن تلعب دورًا أكثر فعالية في جهود الوساطة لوقف الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة على المستويين الإقليمي والدولي؟
يمكن لمصر أن تعزز دورها الفعّال في جهود الوساطة من خلال دبلوماسية نشطة تتضمن التواصل المكثف مع الأطراف الفاعلة، مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والدول الإقليمية. تسعى مصر أيضًا إلى صياغة مشروع وطني فلسطيني جديد بهدف دفع الجهود نحو وقف إطلاق النار، وتنسيق الترتيبات اللازمة لما بعد الأزمة في قطاع غزة، مما يعزز دورها كوسيط محوري على المستويين الإقليمي والدولي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس