تحسين العلاقات الإيرانية – المصرية على إيقاع أزمات المنطقة

8
تحسين العلاقات الإيرانية - المصرية على إيقاع أزمات المنطقة
تحسين العلاقات الإيرانية - المصرية على إيقاع أزمات المنطقة

عبد الكريم سليم

أفريقيا برس – مصر. شهدت العلاقات الإيرانية ـ المصرية قمة يوم الأربعاء الماضي، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والإيراني مسعود بزشكيان، على هامش اجتماعات بريكس في روسيا وطرحت القمة، إضافة لما سبقها من زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للقاهرة قبل أيام في زيارة نادرة لمسؤول إيراني على هذا المستوى منذ سنوات، جملة من الأسئلة تتعلق بالمدى الذي يمكن للقاهرة أن تقطعه وصولاً لمنع تصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران.

ورأى الخبير في الشأن الإيراني، محمد محسن أبو النور، أنّ قمة السيسي وبزشكيان لها أهميتها البالغة لعدة اعتبارات أساسية، فهي القمة الثانية في أقل من عام بين رئيس مصري ورئيسين إيرانيين، وهي المرة الأولى في تاريخ البلدين التي تسجل مثل هذا الحدث النادر، إذ التقى السيسي الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي على هامش القمة العربية ـ الإسلامية في الرياض يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم التقى ببزشكيان. وأضاف أن الأهمية أيضاً تأتي لمصر وإيران باعتبارهما قوتين إقليميتين راسختين في جغرافيا الشرق الأوسط، وهما من أهم موازين الاستقرار والسلم والأمن الإقليمي.

تحسن في العلاقات الإيرانية ـ المصرية

واعتبر أبو النور أن زيارة عراقجي لمصر وجولته العربية قبل أيام، والممتدة إلى تركيا، سعت لتوصيل رسالة لتل أبيب وواشنطن بقدرة طهران على بناء تحالفات دبلوماسية إقليمية واسعة، وهو أمر تفتقده تل أبيب، التي يعجز وزير خارجيتها عن القيام بزيارة واحدة لأي من عواصم المنطقة. وحول اعتبار الزيارة فرصة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين القاهرة وطهران، أوضح أبو النور أن علاقات البلدين قد شهدت تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، وحرصاً من جانب طهران خلال عهدي رئيسي وبزشكيان على استعادة العلاقات الإيرانية ـ المصرية على مستوى السفراء في ظل السياسة الدبلوماسية المتوازنة التي تتبعها مصر وتوافر قناعة إيرانية بأهمية العلاقات مع القاهرة، مشدداً على أن مصالح مصر العليا هي ما سيحدد تاريخ استئناف هذه العلاقات، وليس أي شيء آخر.

من جهته، أعرب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير السابق حسين هريدي، عن اعتقاده بأن منع الحرب المرتقبة يحتاج إلى جهود إقليمية ودولية، فـ”جهد مصر وحده ليس كافياً لمنع هذه الحرب، رغم أن القاهرة لن تألو جهداً وستبذل قصارى جهدها لمنع انحدار المنطقة إلى هذا المستنقع”. ولفت هريدي، إلى أن الرسالة الأهم والمكسب الأبرز الذي حصلت عليه طهران من تحركاتها الدبلوماسية الخارجية وخصوصا لمصر، هو تعهد من دول الخليج بعدم مشاركتها بأي شكل في أي حرب ضد إيران، وأن أراضيها أو مجالها الجوي لن تُستخدم في الحرب ضد طهران. ولم يستبعد هريدي قيام مصر بدور الوسيط بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جانب، وإيران من جانب آخر، لتطويق التوتر بين تل أبيب وطهران ومنع اشتعال حرب شاملة.

رسائل لدول الخليج؟

من جهته، اعتبر نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في مركز الأهرام، عمرو هاشم ربيع، أن الجهود السياسية واللقاءات والجولات الدبلوماسية الأخيرة، استهدفت تأكيد تطلع إيران لقيام مصر بنقل رسالة لدول الخليج العربي بالتزام الحياد في حال اشتعال أي حرب بين طهران وتل أبيب، وضرورة ألا تكون دول الخليج خصماً لإيران في هذه الحرب إذا لم تكن متعاونة معها. وشدد ربيع على أن تلك الجهود تأتي في سياق جهود مصرية لمنع انجرار المنطقة إلى الحرب الشاملة، وضرورة أن تبقى المواجهة ضمن الحدود المقبولة، مرجحاً وجود دور مصري بارز في الوساطة بين طهران من جانب، وواشنطن وتل أبيب من جانب آخر، انطلاقاً من أن مصر وأمنها القومي سيكونان من أبرز المتضررين سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً من هذه المواجهة.

ولفت إلى أن هناك مصلحة استراتيجية مصرية في منع انحدار المنطقة إلى الحرب، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية المعقدة التي تمر بها مصر، فضلاً عن تأثيرات ما يجري في باب المندب على مصر واحتمال إغلاق مضيق هرمز، وهي كلها تعد أوراقاً ضاغطة على صانع القرار المصري للقيام بدور مهم وجاد لمنع هذه الحرب، فضلاً عن إمكانية تضرر دول الخليج من أي حرب بين إسرائيل وطهران، تفتح الباب لشلال من العنف وموجات الانتقام، مؤكدا أنه أمر ستحرص مصر بشدة على تجنبه.

أما أستاذ العلاقات الدولية ووكيل كلية السياسة والاقتصاد في جامعة بني سويف، نجاح الريس، فاستبعد أن تكون الجهود واللقاءات والزيارات الأخيرة قد حملت أي نوع من التهديد لدول الخليج بإمكانية تعرضها لأي ردود انتقامية من قبل طهران بحال انخراطها في الصراع مع إسرائيل، مشيراً إلى أن هذا المطلب لا يمكن أن تقبل به القاهرة، باعتباره اعتداءً على أمن وسيادة دول الخليج، وعلى حقها في اتخاذ أي قرارات تخدم مصالحها وأمنها القومي. ولفت إلى أن طهران سعت من خلال الجولة العربية لوزير خارجيتها إلى بناء جدار الإقليمي ضد الحرب الشاملة في المنطقة، أو المواجهة المفتوحة بين طهران وتل أبيب، وهو أمر يعد محل ترحيب من الجميع، باعتبار أن جميع دول الإقليم والعالم ستتضرر بشدة حال اندلاع هذه الحرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here