تداعيات متواترة ضد تصريحات بن مبارك تحمله مسؤولية “حرمان الوافدين اليمنيين لمصر من امتيازات سابقة” وتطالب بإقالته

13
تداعيات متواترة ضد تصريحات بن مبارك تحمله مسؤولية “حرمان الوافدين اليمنيين لمصر من امتيازات سابقة” وتطالب بإقالته
تداعيات متواترة ضد تصريحات بن مبارك تحمله مسؤولية “حرمان الوافدين اليمنيين لمصر من امتيازات سابقة” وتطالب بإقالته

أحمد الأغبري

أفريقيا برس – مصر. تتوالى ردود الفعل اليمنيّة الغاضبة من تصريحات وزير الخارجية، أحمد بن مبارك، خلال زيارته لإثيوبيا، إذ ذهب الكثير في اعتبارها موقفا مؤيدا لإديس أبابا في قضية سد النهضة ضد مصر، مطالبين إما بإقالته أو زيارته لمصر وتوضيح طبيعة موقف الجمهورية اليمنية، وما صدر عنه من تصريحات خلال زيارته لأديس أبابا في 20-22 مارس/آذار.

ورفضت السلطات المصرية، الأحد، إدخال عشرات المسافرين اليمنيين عقب وصولهم مطار القاهرة عبر طيران اليمنية، بحجة عدم توفر قرارات طبية صادرة من مستشفيات مصرية حكومية، وهو ما اشترطته السلطات المصرية مؤخراً على الوافدين اليمنيين إلى مصر للعلاج؛ وقالت أخبار، غير مؤكده، أنه تم إعادتهم على نفس الطائرة إلى عدن.

وتداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ليمنيين عالقين في مطار القاهرة ممن قررت السلطات المصرية إعادتهم، بسبب ما اعتبروه تصريحات وزير الخارجية بن مبارك.

وطالب أحدهم بعقد اجتماع عاجل لمجلس القيادة الرئاسي والترتيب لإقالة وزير الخارجية بن مبارك وإرسال وفد يمني إلى القاهرة للاعتذار لمصر.

الصحافي اليمني أنيس منصور قال في منشور على “تويتر”: “ما حصل في مطار القاهرة لا يمكن الصمت عليه. تعد قضية رأي عام تحتاج موقف ينصف المسافرين ويعاقب كلاً من وزير الخارجية، وزير النقل، طيران اليمنية”.

وكانت الخطوط الجوية اليمنية قد علقت في صفحتها في “فيسبوك”، الأحد، على ما اعتبرته “ملابسات منع المواطنين اليمنيين من دخول مصر على الرحلة 601′′ موضحة ” أن التعميم الجديد الصادر عن السلطات المصرية وصل إلى الشركة بعد أن أقلعت الرحلة 601 من مطار عدن إلى مطار القاهرة.

وزاد التعليق: “أن التعميم السابق كان ينص على قبول أي مسافر من اليمن من العمر (16 – 50)، ومعه تقرير طبي صادر عن المستشفيات في اليمن”. بينما التعميم المصري الجديد ” ينص على أن التقرير الطبي يجب أن يكون صادرا من مستشفيات مصر”، “وتم إبلاغنا بالسماح للركاب في هذه الرحلة بالدخول بصورة استثنائية، ولكن تفاجأنا عند وصول الطائرة إلى مطار القاهرة بمنع الركاب من الدخول بحجة وصول توجيهات صارمة بمنع دخول الركاب إلا بتقارير صادرة من مستشفيات مصر”.

في تعبير على بلوع “أزمة تصريحات بن مبارك” مستوى يستدعي التدخل العاجل من قمة الهرم، التقى رئيس المجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، الأحد، سفير مصر لدى اليمن، أحمد فاروق.

وفي اللقاء هنأ رئيس مجلس القيادة الرئاسي باسمه وأعضاء المجلس، الشعب المصري بمناسبة نصر العاشر من رمضان.

وكتعبير عن موقف اليمن المؤيد لمصر نوه رئيس مجلس القيادة “بدور مصر الثابت إلى جانب الشعب اليمني وقيادته السياسية، ونظامه الجمهوري في مختلف المراحل، وصولاً إلى دورها العروبي والإنساني ضمن تحالف دعم الشرعية، وجهود استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني”.

وأشاد العليمي “بالعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، التي فتحت خلالها مصر ابوابها لاستقبال مئات الآلاف من اليمنيين الباحثين عن ملاذ آمن، للتعليم، او العلاج، او الاستثمار” وفق وكالة الأنباء الحكومية.

واستهدف اللقاء أن يطرح الرئيس العليمي موضوع الاشتراطات المصرية الجديدة على الوافدين اليمنيين إلى مصر، وتصويب ما يمكن أن يكون قد تسببت به زيارة وزير الخارجية لإثيوبيا أو تصريحاته.

من جانبه أكد السفير أحمد فاروق، وفق الخبر الحكومي، “موقف مصر الثابت إلى جانب اليمن، وشعبه وقيادته السياسية”.

كما أكد ” نقل الشواغل والتسهيلات المطلوبة لليمنيين المقيمين والوافدين إلى الحكومة المصرية”، موضحا “أن الاجراءات التنظيمية الاخيرة بشأن أنظمة الإقامة والسفر جاءت لتشمل العديد من الجنسيات، ولا تستهدف اليمنيين بعينهم”.

ورداً على الحملة التي تطالب بإقالته وتنتقد تصريحاته في أديس أبابا، كتب وزير الخارجية اليمني في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أحمد عوض بن مبارك، الأحد، تغريدة على حسابه في “تويتر” منتقداً ما اعتبره حملة موجهة ضده، وقال: “تابعت خلال اليومين الماضية حملة إعلامية منظمة استهدفتنا شخصياً إثر قيامنا بخطوات إصلاحية لمعالجة وضع الملحقيات الفنية في سفاراتنا؛ وهو أمر اعتدناه، ولكن مالا يمكن قبوله أبداً أن يستخدم الاستهداف الشخصي للإساءة لعلاقتنا المتينة والتاريخية مع مصر من خلال فبركات لا أساس لها من الصحة”.

وأضاف: “مصر أولاً أكبر من ذلك، ونحن لا يمكن إلا أن نكون معها دوماً وأن نبادلها الوفاء بالوفاء في كل المواقف والمنابر، خالص التهاني في ذكرى نصر العاشر من رمضان لمصر وشعبها وقياداته الحكيمة”.

وتعبيرا عما وصلت إليه أزمة تصريحاته.. تصاعدت التعليقات في ذات المنشور ضد الوزير، مطالبة إياه بالاستقالة، وقال أحدهم:” ينبغي عليك الإسراع لحل هذه المشكلة التي تسببت بها، أو تقديم استقالتك الفورية، خصوصاً وأن الصحافة المصرية أبدت انزعاجها الشديد من تصريحاتكم المؤسفة حول سد النهضة”.

وتوفرت على ذات المنشور تعليقات لمصريين وسودانيين انتقدوا تصريحات الوزير خلال زيارته لأديس أبابا؛ والتي اعتبروها مؤيدة لموقف إثيوبيا ذات العلاقة بسد النهضة… وهي التصريحات التي أيد فيها بن مبارك جهود إثيوبيا “لتحقيق التنمية”؛ وهو ما فُهم منها أنه يقصد سد النهضة.

وخلص البعض إلى أن الحل هو تشكيل وفد لزيارة مصر لاستثناء اليمنيين من الإجراءات الجديدة وإعادتهم للوضع السابق توضيح موقف اليمن المنحاز لمصر.

ونشر موقع وزارة الخارجية اليمنية خبر تغطية لقاء بن مبارك بنائب رئيس الوزراء الإثيوبي وزير الخارجية دمقي مكونن حسن بتاريخ 20 مارس/آذار… وما أثار ردود فعل غاضبة هو ما ورد في الخبر متمثلا في تأكيد وزير الخارجية اليمني ” تضامن الجمهورية اليمنية ودعمها لكل الخطوات التي تقوم بها الحكومة الإثيوبية بغية تحريك عجلة التنمية وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الذي ينشده الشعب الإثيوبي”. وهو ما فُهم منه أنه دعمًا للخطوات الإثيوبية بشأن سد النهضة.

واتسعت التداعيات بين مدافعين عن الوزير وبين منددين بالزيارة و التصريحات وهم الأكثر في انتقادهم لزيارته وتصريحاته، مؤكدين موقف اليمن المنحاز لمصر في كل القضايا، بل لقد اعتبر البعض أن تصريحات بن مبارك هي السبب في اتخاذ السلطات المصرية الإجراءات الجديدة بحق اليمنيين.

وقال الصحافي محمد الخامري في حسابه على فيسبوك إن هذه ” التصريحات التي تُقرأ في سياق تأييد أثيوبيا في خلافها مع مصر حول إنشاء سد النهضة من أجل التنمية وإنشاء أكبر محطة كهربائية في أفريقيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي للشعب الإثيوبي وتصديرها للخارج، غير آبهة بما قد يشكله ذلك السد من كارثة مائية محققة للشعب المصري الشقيق”.

وكانت التداعيات قد شملت المشهد المصري؛ من خلال منشورات ومقالات رفضت زيارة الوزير اليمني، وما صدر عنه من تصريحات، فُهم منها تأييدا لموقف إثيوبيا ضد مصر.

وفي صفحة “مصر العظمى” على “فيسبوك”، وهي من أشهر الصفحات المصرية، قال منشور، السبت، “أحمد بن مبارك وزير الخارجية اليمنى راح زار سد النهضة، وصرح أن اليمن تدعم سد النهضة و هذا حقه، كل دولة حرة في سياستها. مصر ردت بإعلان قرارات وتعقيدات جديدة على دخول اليمنيين لمصر، وألغت امتيازات عديدة لليمنيين، ومنعت الدخول بدون تأشيرة مسبقة وموافقة أمنية، وكمان قللت مدة الإقامة إلى 3 شهور بدلاً من 6 شهور”.

الصحافي والسياسي المصري، مصطفى بكري، كتب في تدوينة على ” تويتر” مطالبا باستثناء اليمنيين من القرارات الأخيرة. إذ قال: “الشعب اليمني شعب شقيق، محب لمصر، ولا يجب أن يؤاخذ الشعب اليمني بسبب موقف وزير الخارجية اليمني الحالي. الرئيس السيسي فتح أبواب مصر لكل الأشقاء دون تفرقة، ومنحهم العديد من التسهيلات، وهذا موقف يحسب له. مصر أكبر من أي تصرف يقوم به مسؤول.. اليمنيون أنفسهم أدانوه. وأضاف: “شعب الحضارة يكن لمصر كل التقدير والمحبة. لكل ذلك أتمنى سريعًا عودة الأمور إلى أوضاعها الطبيعية. أمس تم إعادة 60 من المرضى والأطفال إلى عدن بعد وصولهم إلي القاهرة، وما كنا نتمنى أن يحدث ذلك، المسؤول الأول في اليمن د. رشاد العليمي محب لمصر وتصريحاته ومواقفه تعبر عن ذلك… لذلك نأمل في تدخل الرئيس السيسي لإنهاء هذه الأزمة التي يدفع ثمنها الشعب اليمني وليس وزير الخارجية”.

وعبّر اليمن في محافل عديدة انحيازه لمصر في قضية سد النهضة بما فيها المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي.

ويربط اليمن بمصر علاقات تاريخية ممهورة بالدماء التي قدّمها المصريون خلال حرب السنوات الخمس في اليمن انتصارا للجمهورية الوليدة في 26 سبتمبر 1962م.. ولهذا يكّن اليمنيون لمصر تقديرًا كبيرًا؛ وهو ما تجلى بوضوح فيما عبروا عنه في منصات التواصل الاجتماعي من مواقف منحازة لمصر في سياق أزمة تصريحات بن مبارك.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here