خبير مصري: دعوة القاهرة لوقف إطلاق النار خطوة حاسمة لتحقيق التهدئة في غزة ولبنان

11
خبير مصري: دعوة القاهرة لوقف إطلاق النار خطوة حاسمة لتحقيق التهدئة في غزة ولبنان
خبير مصري: دعوة القاهرة لوقف إطلاق النار خطوة حاسمة لتحقيق التهدئة في غزة ولبنان

أفريقيا برس – مصر. أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية نبيل نجم أن القيادة المصرية، بما في ذلك وزير الخارجية، كانت واضحة في دعوتها لوقف إطلاق النار الإسرائيلي في غزة ولبنان، محذرةً من تصعيد الوضع الذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية. وأضاف في حوار مع “أفريقيا برس” أن التداعيات السلبية لاستمرار النزاع ستؤثر على الاقتصاد العالمي، مشددًا على ضرورة إعادة هيكلة مجلس الأمن الدولي لمواجهة التحديات. وأشار إلى أن فعالية الوساطة المصرية تعتمد على استعداد الأطراف الأخرى للتفاوض، محذرًا من تصاعد العدوان الإسرائيلي. كما اعتبر أن مصر تمتلك فرصًا كبيرة لتقديم حلول مستدامة عبر التعاون مع القوى الكبرى.

وكانت مصر قد طالبت بوقف “فوري ودايم وشامل” لإطلاق النار في لبنان وقطاع غزة، مؤكدة تأييدها المبادرات والترتيبات المقترحة الرامية إلى تحقيق تهدئة شاملة في المنطقة. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الذي أكد أن “مفتاح تلك التهدئة يظل مرتبطاً بوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

كما اعتبر وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن عجز مجلس الأمن المخزي عن وقف الحرب في قطاع غزة هو سبب المأساة التي يعيشها لبنان حالياً. ولفت إلى أن العدوان الإسرائيلي على لبنان “أزهق أرواح المئات، وتسبب في آلاف الجرحى، وفرض نزوحاً قسرياً على عشرات الآلاف من المواطنين اللبنانيين، مما يمثل إهداراً كاملاً لميثاق الأمم المتحدة وخرقاً لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.

وأشار إلى أن مصر حذرت “مراراً وتكراراً من أن استمرار الحرب في غزة يُنذر باتساعها إلى ساحات إقليمية أخرى، مما يهدد السلم والأمن الدوليين في كامل منطقة الشرق الأوسط”.

حوار سحر جمال
كيف ترى تأثير دعوة وزارة الخارجية المصرية لوقف إطلاق النار الفوري والشامل في لبنان وغزة على جهود التهدئة في المنطقة؟

كانت القيادة السياسية في مصر، بما في ذلك وزير الخارجية، واضحة تمامًا في دعوتها لوقف إطلاق النار الإسرائيلي في كل من غزة ولبنان. يأتي هذا التحذير في سياق أهمية السيطرة على الموقف، إذ إن التصعيد الحالي، الذي يقوم به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يُعتبر انتهاكًا صارخًا للأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية وقوانين الحرب. لذا، تُحذر مصر بوضوح من أن استمرار الوضع الراهن يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة ويتحول إلى حرب إقليمية.

ما هي التداعيات المحتملة لعدم استجابة المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان؟

التداعيات واضحة جداً. أولاً، سيتأثر بشكل كبير قطاع الطاقة والأسواق في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشمل مصادر الطاقة العالمية في منطقة الخليج. كما أن ممرات التجارة العالمية، مثل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب وقناة السويس، ستكون عرضة للاختلال. إذا نظرنا إلى هذين الجانبين فقط، يمكن أن ينزلق الاقتصاد العالمي إلى مزالق غير محمودة. لذلك، الأمر ليس مجرد خطر لحرب إقليمية، بل يتعلق أيضاً بتداعيات تلك الحرب على الاقتصاد والتجارة العالمية.

وصف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، عجز مجلس الأمن بوقف الحرب في غزة بالمُخزي، كيف يمكن أن يؤثر هذا العجز في مجلس الأمن على الوضع الإنساني في لبنان وغزة، وفقاً لرؤية مصر؟

هذا التعبير دقيق جدا، أن يكون هناك خمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن، من الطبيعي أن تكون المهمة الأولى لمجلس الأمن هي حفظ الأمن والسلام و الإستقرار في العالم، لكن للأسف الشديد المجلس تخلى عن مهامه أكثر من مرة نتيجة تعارض الأجندات، وفشل في تنفيذ المهمة المنوط بها، وعليه أعتقد أن هذا الفشل مخز ولا يجب أن نقف عند وصفه بالمُخزي، يحب أن يتم إعادة هيكلة العمل الدولي داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حفاظا على الأمن و الإستقرار العالميين.

ما هو دور مصر في الوساطة بين الأطراف المختلفة لتحقيق السلام في المنطقة، وهل هذه الوساطة مؤثرة وفاعلة؟

تضع مصر دائمًا الملف الفلسطيني والأمن العربي في مقدمة أولوياتها. ومع ذلك، فإن فعالية الوساطة المصرية تعتمد بشكل كبير على استعداد الأطراف الأخرى للتفاوض بجدية. الطرف الآخر، المتمثل في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، يواجه انتقادات بسبب أفعاله، مثل استهداف المدنيين، مما يعيق أي تقدم في عملية السلام. وبالإشارة إلى المصادر الإسرائيلية، فإن الوفد المفاوض لا يمتلك الصلاحيات اللازمة للتوصل إلى اتفاق، مما يزيد من تعقيد الوضع. لذا، فإن الدور المصري قد يكون مثمرًا، ولكن النتائج تبقى رهينةً للعراقيل التي يضعها الطرف الآخر.

لماذا تخشى مصر من اتساع العدوان الإسرائيلي إلى ساحات إقليمية أخرى بعد دخول لبنان على خط المواجهة؟

تخشى مصر من اتساع العدوان الإسرائيلي لأن المنطقة تعيش حالة من التوتر والاحتقان، ويمكن أن تؤدي التطورات الحالية إلى تصعيد أوسع. إن اندلاع الحرب في غزة وانتقالها إلى لبنان ثم إلى عواصم أخرى في الشرق الأوسط، مثل العراق وسوريا، قد يشعل مناطق جديدة من النزاع، خاصةً تلك القريبة من حقول النفط وممرات الملاحة الدولية، بما في ذلك قناة السويس. وبالتالي، يُعتبر الوضع خطرًا كبيرًا، حيث يمكن أن يتحول إلى صراع شامل، مما يهدد الأمن الإقليمي والعالمي ويزيد من احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة إذا لم تُتخذ خطوات سريعة للسيطرة على التصعيد الحالي.

ما هي الفرص المتاحة لمصر لتقديم حلول مستدامة للأزمات في لبنان وغزة في ظل الظروف الراهنة؟

تتمتع مصر بفرص كبيرة لتقديم حلول مستدامة للأزمات في لبنان وغزة من خلال تفعيل دبلوماسيتها النشطة والتعاون مع القوى الكبرى. الإدارة المصرية في اتصالات شبه يومية مع العواصم المعنية، رغم التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة، مثل اقتراب الانتخابات وعوامل سياسية داخلية. على مصر الاستفادة من علاقاتها مع بكين وموسكو ولندن وباريس، حيث يمكن أن تؤدي هذه الدول دورًا إيجابيًا في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. إذا كانت هذه العواصم حريصة على مصالحها وأمنها، فعليها دعم الجهود المصرية والقطرية التي تسعى لحل الأزمات، إذ إن شعوبهم هي من ستدفع الثمن في حالة استمرار النزاع.

كيف ترى ردود فعل الفصائل الفلسطينية وحزب الله على دعوة مصر لوقف إطلاق النار في ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية؟

ردود فعل الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، تجاه دعوة مصر لوقف إطلاق النار كانت متسمة بالتعقيد. حماس، التي كانت تسعى للتفاوض بجدية منذ أكثر من تسعة أشهر، واجهت تعثراً بسبب إجرام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. أما حزب الله، فقد أدان انتهاك قواعد الاشتباك بعد التصعيد الإسرائيلي، حيث أدى الهجوم إلى استشهاد آلاف المدنيين ويعتبر اعتداءً على السيادة اللبنانية.

يجب أن تعيد المنطقة تقييم معادلة الصراع، حيث دائماً ما يكون الفعل الإسرائيلي متقدماً على ردود الفعل العربية والإسلامية. خطاب نتنياهو، الذي يوحي باستراتيجية توسعية، يثير القلق بشأن استمرارية الاعتداءات. تزايدت الأصوات، بما في ذلك من محللين إسرائيليين، التي تدعو إلى مراجعة خطاب نتنياهو، مما يشير إلى تباين في الرؤى حتى داخل إسرائيل نفسها. إن الوقت قد حان للاستماع إلى ردود الفعل الفعلية من الدول الإسلامية والعربية بدلاً من التصريحات السياسية وحدها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here