خبير مصري لـ”أفريقيا برس”: هناك خطط لتعميق العلاقات بين مصر والهند

25
خبير مصري لـ
خبير مصري لـ"أفريقيا برس": هناك خطط لتعميق العلاقات بين مصر والهند

حوار سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. عهدًا جديدًا تشهده العلاقات المصرية الهندية عقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى نيودلهى، أبرزت التقارب بين مصر والهند وعكست التوجه لدى القيادة السياسية المصرية لتوطيد العلاقات مع دول الشرق فى ظل انشغال الغرب بالحرب الدائرة فى أوروبا وبأمنهم واستقرارهم ، وما يعكسه ذلك من رغبة الهند في استعادة الروابط التاريخية مع القاهرة وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية والاستفادة من قوة مصر وتأثيرها فى محيطها العربي والأفريقي، فضلًا عن الحاجة الملحة لإعادة تفعيل “حركة عدم الانحياز” لمجابهة الاستقطابات الدولية الراهنة ولحاجة العالم إلى السلام، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد سلطان في الحوار الصحفي التالي:

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات احتفالات الهند بعيد الجمهورية كضيف شرف بدعوة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودى فمن وجهة نظرك ما أهمية تلك الزيارة على المستويين السياسي والاقتصادي؟

بالنسبة للزيارة وأهميتها فكل من مصر و الهند لديهم رؤية متوازنة العمل في إطار النظام الدولي الحالي، والذي يعاد تشكيله على العديد من المستويات في ظل التداعيات والظروف التي خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية ، والرئيس المصري يطمح لتحقيق عدة أهداف ليس من خلال الزيارة فحسب ولكن من خلال توسيع التعاون مع الهند، منها تخفيف الضغط على الإعتمادات الدولارية لأن مصر شريك تجاري للهند، وتستورد منها بقيمة 7 مليارات دولار سنويا ، ومصر تريد الوصول لإتفاق لإنشاء إطار جديد للتعاون، من خلال الإعتماد على العملات المحلية لمصر والهند مما يخفف الضغط على الدولار. وعلى المستوى السياسي فمصر تعيد التأكيد أنها ليست منحازة لأي من الأطراف المتصارعة على الساحة الدولية، بل تسير على طريق عدم الإنحياز، وتسعى لتعزيز صلتها مع الدول التي تشارك نفس وجهة النظر ومن بينها الهند.

بحثت الزيارة الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية” التي تغطي المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والطاقة والاقتصاد بين مصر و الهند فكيف ترى ذلك؟

مسألة الشراكة الإستراتيجية فمن رأيي فإن الشؤون السياسية و الأمنية مسألة مهمة جدا للجانب المصري والجانب الهندي، فالهند تريد الإستفادة من تجربة مصر في مكافحة الإرهاب، خاصة مع التطورات التي خلفها الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان، ومصر هي من أوائل الدول التي كان لديها خبرة في التعامل مع الجماعات الجهادية وما إلى ذلك والهند تطمح في الإستفادة من تلك الخبرة، وعلى الصعيد السياسي فهناك دول تريد تعزيز مكانتها في إطار النظام الدولي والهند تريد زيادة مكانتها في أفريقيا ، ومصر تريد تنويع التحالفات و لا تريد أن تحسب على أنها حليف منحاز.

تم الحديث حول توثيق التعاون السياسي والأمني، بين القاهرة و نيودلهي وتعميق المُشاركة الاقتصادية، وتقوية التعاون العلمي والأكاديمي، فضلا عن توسيع الاتصالات الثقافية والشعبية فما رأيك ؟

عند الحديث حول التعاون الإقتصادي فكما ذكرت هناك زيادة في التبادل التجاري بين مصر و الهند بشكل واضح ، حيث حدثت زيادة خلال العام الماضي بنسبة 75% وهناك طموح لزيادة هذا التعاون، خاصة وأن الهند دولة كبيرة وهي من مجموعة العشرين الكبرى، ودولة ناهضة وتريد أن تعزز مكانتها في العالم، وبالنسبة للإتصالات الثقافية والشعبية فما يجمع البلدين هو سياسة عدم الإنحياز وهناك العديد من المشتركات التي يمكن البناء عليها في تعزيز الصلات الثقافية والشعبية، مصر تزيد من إنفتاحها على العالم وترحب بالجانب الهندي للإستثمار والعمل في مصر، وتريد زيادة الإستثمار المباشر لديها وأن تعزز علاقاتها مع الدول الحليفة كالهند وغيرها، ولذا فأظن أنه سيكون هناك توسيع للإتصالات الثقافية والشعبية وسيكون هناك تبادل واسع للزيارات خلال الفترة المقبلة.

جرى النقاش حول دعوة مجتمع الأعمال الهندي لإستكشاف فرص الأعمال الجديدة والناشئة في مصر، لا سيما من خلال الإستثمار في قطاعات البنية التحتية والبتروكيماويات والطاقة والزراعة والرعاية الصحية والتعليم وتنمية المهارات وتكنولوجيا المعلومات. فكيف يخدم ذلك قطاع الإستثمار في مصر ؟

بالنسبة للإستثمار في قطاعات البنية التحتية والطاقة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات ، فالهند رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات ومصر تريد الإستفادة من الخبرات الهندية في هذا المجال ، ولذا فهي تفتح مجال أكبر للشركات الهندية ، ونحن نرى ترحيب واضح من الجهات المصرية المعنية بالإستثمارات الهندية ، ونحن نريد جذب إستثمار مباشر ونريد الإستفادة من هذه العلاقات في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات و في تطوير قطاع البتروكيماويات وغيرها ، لأن مصر الآن تعيد ترتيب الأولويات والإنطلاق لغايات جديدة بعد الظروف التي خلقتها أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، لذا فدول العالم تعيد التفكير في مرحلة ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتعزيز التحالفات مع الدول التي تتمتع بخط متزن على الساحة الدولية لذا تأتي الأولوية لمصر والهند في تعزيز العلاقات.

تم التأكيد على أهمية التعاون الدفاعي في تعزيز الشراكة الثنائية بين مصر و الهند والتركيز على تعميق التعاون بين الصناعات الدفاعية في البلدين واستكشاف مُبادرات جديدة لتكثيف التعاون العسكري فما أهمية تلك الخطوة؟

فيما يتعلق بالتعاون الدفاعي فمن الواضح أن العلاقات الأمنية والعسكرية تشغل حيز كبير في العلاقات بين مصر والهند، خاصة وأن البيئة الدولية حاليا مضطربة وهناك إستمرار للتحديات التي تفرضها ظاهرة الإرهاب، وهناك وضع غير مستقر على الساحة الدولية ، خاصة مع إستمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتي تساهم في تغيير المشهد الجيوسياسي العالمي ، لدينا أيضا مشاكل في سلاسل الإمداد و توريد السلاح وهناك العديد من القيود التي تحاول بعض الدول فرضها، وما كان يسمى سابقا بمعسكر دول عدم الإنحياز أصبح لديهم الفرص لتعميق تعاونها في الصناعات الدفاعية و إنتاج أسلحة مشتركة والتدريب المشترك والاستفادة من الخبرات بين بعضها البعض ، والهند لديها رغبة في الإستفادة من التجارب المصرية في مكافحة الإرهاب ، وكل هذا يصب في مصلحة التعاون العسكري بين البلدين، و أظن أن تلك خطوة إستراتيجية وهامة في الوقت الحالي، وعلى الناحية الأخرى مصر ستستفيد من خبرات و تكنولوجيا الهند في إعتماد السياسات المناسبة لمواجهة التداعيات السلبية لتغير المناخ ، مصر لديها إستراتيجية في هذا الصدد لتخفيض إنبعاثات الكربون وكل هذا مجال آخر واسع للتعاون بين البلدين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here