عودة للتفاوض أم تصعيد… الغموض يحيط بمواقف أطراف أزمة سد النهضة

8
عودة للتفاوض أم تصعيد... الغموض يحيط بمواقف أطراف أزمة سد النهضة
عودة للتفاوض أم تصعيد... الغموض يحيط بمواقف أطراف أزمة سد النهضة

أفريقيا برسمصر. لا يزال الغموض يحيط بمواقف الدول الثلاث في أزمة سد النهضة الإثيوبي، وتباينت التوقعات بين العودة للمفاوضات والتصعيد الميداني… فما الذي تحمله الأيام القادمة؟

في البداية يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لشؤون السودان السفير وائل عادل نصر، إن الجولة التي قام بها المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي كانت نتيجتها، أنه قدم عرضا لكل من مصر والسودان بأن تكون هناك جولة تفاوض حول الملء الثاني فقط، وليس حول مشروع سد النهضة بشكل عام، من حيث الإدارة وكميات المياه المحتجزة والكميات التي يتم مرورها من السد، وما الذي سيتم في حالات الفيضان والجفاف.

المبعوث الأمريكي

وأشار في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن “ما جاء به المبعوث الأمريكي هو مطلب إثيوبي بحت، هم كانوا يريدون التفاوض على الملء الثاني، وعندما يتم طرح هذا المقترح من المبعوث الأمريكي، هنا هو مبعوث إثيوبي وليس أمريكي، وهذا الأمر مرفوض جذريا وشكلا وموضوعا، نحن نرحب بالتفاوض الجاد وبنقاط جدية، غير ذلك هناك العديد من السبل والوسائل لحل هذه المشكلة، أما عملية التفاوض من أجل التفاوض كما حدث خلال السنوات العشر الماضية، في ظل تجاهل المقترحات الجادة لحل المشكلة، هذا الأمر غير مقبول”.

التراجع الإثيوبي

نوه مساعد وزير الخارجية، إلى أن التراجع الإثيوبي عن الملء الثاني كما تم تداوله في العديد من المنصات الإعلامية، يعود إلى عدة أسباب، سواء كانت فنية والمشاكل الداخلية، علاوة على الضغوط السياسية الإقليمية والدولية، ومنظمات حقوق الإنسان فيما يتعلق بالانتهاكات في إقليم تيجراي.

وحول تصريحات وزير الدولة للخارجية الإثيوبي، والتي أكد فيها على التزام بلادة بالتوصل إلى حلول سلمية مع مصر والسودان قال نصر، من الطبيعي أن تظهر إثيوبيا نفسها، بأنها الشريك الموضوعي والعقلاني، لكن بكل أسف التصرفات الإثيوبية على أرض الواقع خالية تماما من الموضوعية والعقلانية، وتهدف إلى إضاعة وقت الآخرين وإن كانت مثمرة بالنسبة لهم، بعد أن نجحوا في إبقاء التفاوض 10 سنوات دون التوصل إلى حلول تذكر، وقد فضلت مصر التفاوض خلال السنوات الماضية وعدم اللجوء إلى أي إجراءات أخرى بحكم علاقات الجوار، واستمر ذلك لسنوات، لكن استمرت أديس أبابا في تعنتها، وقد كان سوء النية واضح لديهم من البداية.

مخططات سياسية

ويتفق مساعد وزير الخارجية مع الآراء التي تتحدث عن أن أزمة سد النهضة ليست في توليد الكهرباء كما يدعون وإنما هي سياسية في المقام الأول وتخضع لمخططات إقليمية ودولية تستهدف مصر، لأن الكهرباء التي سوف تنتج عن السد لا يمكن أن تحدث التنمية الشاملة في بلد يزيد تعداده عن 130 مليون نسمة كما يقولون، علاوة على ذلك لم تقم أديس أبابا ببناء شبكة نقل الكهرباء حتى الآن، ولم تسير في بناء الشبكة بالتوازي مع السد، الأمر الذي يؤكد أن العملية سياسية بنسبة كبيرة جدا.

العودة للتفاوض

من جانبه قال الرئيس التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عزت سعد، “أعتقد أن كل الأطراف تتجه نحو عملية استئناف التفاوض، لأن التصعيد ليس من مصلحة أي من الأطراف”.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أنه “من الوارد أن تكون هناك آليات جديدة إذا ما تم استئناف عملية التفاوض من جديد، وقد يكون المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي يحمل مقترحات وآليات جديدة تساهم في التوصل إلى حلول ملزمة ومرضية لكل الأطراف”.

وأوضح سعد، أن “عملية إرجاء الملء الثاني لسد النهضة الذي تحدثت عنه العديد من الأطراف، أكد أن الإثيوبيين في حاجة دائما إلى ضغوط خارجية، بالإضافة إلى أن هناك ضغوط داخلية عليها متمثلة في الصراعات العرقية والإثنية والمشاكل الاقتصادية، الأمر الذي يعني أنها ربما تهرب من تلك الأزمات إلى الخارج”.

أكد وزير الدولة بالخارجية الإثيوبية، السفير رضوان حسين، اليوم الثلاثاء، التزام بلاده بالعمل لإيجاد حلول سلمية للنزاع الحدودي مع السودان. وقال حسين، خلال لقائه وزيرة الخارجية الكينية ريشيل أومامو في أديس أبابا، إنه أطلع المسؤولة الكينية على الأوضاع الراهنة في إثيوبيا وموقف بلاده من النزاع الحدودي مع الخرطوم وملف سد النهضة والوضع في إقليم تيغراي والانتخابات الإثيوبية في الـ21 من يونيو/ حزيران الجاري.

وأضاف أن “إثيوبيا ملتزمة بإيجاد حلول سلمية للنزاع الحدودي مع السودان والمفاوضات الثلاثية حول سد النهضة الإثيوبي مع القاهرة والخرطوم”، مشيرا إلى الجهود الإنسانية التي تبذلها الحكومة الإثيوبية في إقليم تيغراي ووصفها بالمشجعة.

ودعا المسؤول الإثيوبي، المجتمع الدولي لتقديم دعم ملموس والامتناع عن التسييس غير الضروري للأمر، معربا عن تقديره للتحقيقات المشتركة الجارية بين لجنة حقوق الإنسان والأمم المتحدة التي تعمل في إقليم تيغراي.

وكان روبرت جوديك القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، حذر يوم الخميس الماضي، من أن بلاده سوف تتخذ مزيدا من الإجراءات ضد إثيوبيا وإريتريا، على خلفية الصراع الدائر في إقليم تيغراي الإثيوبي. وقال: “على إثيوبيا وإريتريا أن يتوقعا مزيدا من الإجراءات الأمريكية إذا فشل أولئك الذين يؤججون الصراع في تيغراي في تغيير مسارهم”.

وبدأت إثيوبيا تشييد سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول قضية سد النهضة في مارس/ آذار 2015، والذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاث حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات، والتي رعت واشنطن مرحلة منها، لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here