مصر وإثيوبيا: سد النهضة ومخاوف التصعيد العسكري

7
مصر وإثيوبيا: سد النهضة ومخاوف التصعيد العسكري
مصر وإثيوبيا: سد النهضة ومخاوف التصعيد العسكري

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. في حوار صحفي لـ”أفريقيا برس” مع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المصري مصطفى مشهور، أكد أن تصريح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول عزم إثيوبيا بناء المزيد من المشروعات على غرار سد النهضة هو محاولة إثيوبية لاستفزاز القاهرة. كما أكد أن مصر اتخذت كافة الوسائل السياسية لإنهاء الأزمة مع إثيوبيا، لكنها قد تتجه إلى المواجهة العسكرية إذا لزم الأمر لحماية حقوقها المائية. وللمزيد من التفاصيل في الحوار الصحفي التالي:

ما دلالات إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي نية بلاده إقامة مشاريع جديدة مشابهة لسد النهضة خلال السنوات المقبلة؟

إعلان رئيس وزراء إثيوبيا نيته إقامة مشروعات جديدة على غرار سد النهضة، والاستفزاز الإثيوبي الجديد لمصر، يحتم على الدبلوماسية المصرية اتخاذ مواقف أكثر تشددًا تجاه هذه القرارات. وصول قوات مصرية إلى الصومال هو خطوة مهمة لمواجهة إثيوبيا، لأن مياه النيل وحصة مصر منها خط أحمر، ولا يمكن السكوت أكثر من ذلك إلا بضمانات حقيقية لعدم الإضرار بحصة مصر التاريخية.

كيف تقرأون تقدير إثيوبيا لعوائد سنوية تبلغ مليار دولار من سد النهضة، وهل يمكن أن يشكل ذلك ورقة ضغط جديدة في ملف مياه النيل؟

إعلان إثيوبيا بأن مكاسبها تُقدّر بمليار دولار سنويًا من سد النهضة، فأنا أعتقد أنه ليس بالمبلغ الضخم، لكنه بداية لمشروعات اقتصادية. ومصر ليست ضد هذه النهضة الإثيوبية، لكنها في المقام الأول تحمي حقوقها المائية وحصتها.

في ظل وصف مصر للملء والتشغيل الأحادي بـ”انتهاك صارخ للقانون الدولي”، ما هو المخرج القانوني أو الدبلوماسي الممكن في هذه الأزمة؟

يجب على مصر اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة التي تمنع إثيوبيا من تجاهل الدول المعنية بنهر النيل، وأن تتحرك مصر بشكل أكثر إيجابية مع المنظمات الدولية لضمان حقوقها التاريخية.

إلى أي مدى يمكن اعتبار نشر قوات مصرية في الصومال رسالة ضغط مباشرة على إثيوبيا في ملف سد النهضة؟

نشر قوات مصرية في الصومال بالتأكيد رسالة مباشرة لإثيوبيا، لأن مصر لم تترك هذا الملف دون تأكيد حقها القانوني وحصتها التاريخية من مياه نهر النيل مهما حدث. لأن مسألة المياه بالنسبة لمصر هي مسألة حياة أو موت، وحتى مع اكتمال ملء وتشغيل سد النهضة، لا بد من استمرار التحرك لإلزام إثيوبيا بعدم اتخاذ أي مواقف أحادية الجانب.

هل يمكن أن يتحول الوجود العسكري المصري بالصومال إلى ورقة ردع استراتيجية أم أنه مجرد تحرك رمزي ضمن بعثة حفظ السلام الإفريقية؟

من الممكن أن يكون تواجد القوات المصرية في الصومال ورقة ردع استراتيجية حفاظًا على المصالح المصرية في منطقة القرن الإفريقي، لأن منطقة القرن الإفريقي تمثل أهمية كبرى لمصر، والتواجد بصفة عامة يحمي المصالح المصرية.

ما مدى واقعية المخاوف الإثيوبية من تحول الصومال إلى ساحة صراع بالوكالة بينها وبين القاهرة؟

بالتأكيد هناك مخاوف إثيوبية، ومصر لن تترك الشقيق الصومالي مرتعًا للانتهاكات الإثيوبية، وستقف ضد أي تحرك مخالف للقوانين وانتهاك سيادة الدول، والتي وضحت بشدة خلال الفترة الأخيرة من الجانب الإثيوبي.

هل ترون أن هشاشة الوضع الداخلي في إثيوبيا قد تدفع آبي أحمد إلى توظيف مشروع السد كأداة قومية للهروب من الضغوط الداخلية؟

الضغوط الداخلية الإثيوبية ما زالت قائمة، ومحاولة آبي أحمد استخدام ورقة مشروع سد النهضة للنهوض بها لن تحل الأزمات الداخلية الإثيوبية، لكنها وسيلة لتغيير الواقع الإثيوبي الذي يمر بأزمات كبيرة لن يشفع لها مشروع سد النهضة، وعلى الجانب الإثيوبي أن يعمل على حل المشكلات الداخلية بشكل أكثر واقعية.

برأيكم، هل يبقى خيار التفاوض هو السيناريو الأكثر ترجيحًا، أم أن التصعيد العسكري المباشر أو غير المباشر بات مطروحًا بجدية أكبر؟

مصر اختارت التفاوض لحل المشاكل منذ البداية ولم تسعَ للتصعيد العسكري المباشر، لكن ما سيحدث خلال الفترة المقبلة سيكون هو الحاكم الأكثر لإيجاد حلول أخرى. مصر لا تسعى للمواجهات العسكرية لحل الأزمات، لكن إذا وصلت الأمور إلى طريق مسدود والتعدي على حصة مصر المائية، فإن المياه بالنسبة لمصر هي مسألة حياة أو موت، وبالتأكيد في حالة غلق ملف التفاوض سيكون هناك إجراءات أخرى.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here